مقالات

من الوحش إلى الفأر تفكيك أسطورة الأسد وكشف التّزييف التّاريخي

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

الأسد ليس أسداً بل وحش متنكّر والفأر أصدق وصفاً له
حين يصبح الاسم أداة تزييف دعوة لتصحيح كنية الأسد وإعادة الاعتبار للحقيقة

في عالم تصاغ فيه السلطة من الكلمات وتبنى فيه الشرعية على الرموز يصبح الاسم أكثر من مجرد تعريف لغوي إنه سردية سياسية أداة للتأثير ووسيلة لتجميل القبح وتغليفه بهالة من البطولة ومن هنا نطلق دعوتنا الصريحة آن الأوان لتصحيح كنية الأسد وإعادة الأمور إلى نصابها التاريخي

في زمن تتبدل فيه الحقائق كما تبدل الألقاب يحق لنا أن نسأل لماذا لا نعيد الأسماء إلى أصلها لماذا نرضى بأن تختزل الهويات في رموز مصطنعة بينما الأصل يدفن تحت ركام التجميل السياسي

بشار الأسد المجرم والفار من العدالة لا يحمل كنية الأسد بالولادة و الاسم الحقيقي لعائلته هو الوحش وقد غُيّر في عشرينيات القرن الماضي على يد جده سليمان الوحش الذي قرر أن يستبدله بلقباً يحمل دلالة الوحشية بلقب يوحي بالقوة والهيبة هكذا ولد الأسد لا من رحم التاريخ بل من رحم التجميل الرمزي

لكن الاسم ليس مجرّد زخرفة لغوية إنه سردية كاملة أداة تستخدم لتشكيل وعي الجماهير وتغليف السلطة بهالة من البطولة حين يتحوّل الوحش إلى الأسد لا يتغير الحرف فقط بل تتغير نظرة الناس تعاد صياغة الصورة ويعاد تعريف صاحبها

إن إعادة الأسماء إلى أصلها ليست فعلاً لغوياً بل فعل مقاومة مقاومة للتزييف للرمزية الزائفة للسلطة التي تبني مجدها على وهم لغوي فهل نملك الجرأة لنقول هذا ليس أسداً بل هو وحش اختار أن يتنكر بل يصح أن يكنى بالفأر لما في سلوكه من جبن وهروب من مواجهة العدالة وتسلل في الظلام خلف جدران القمع

لماذا نطالب بتصحيح الاسم ؟

لأنّ التزييف يبدأ من اللغة وينتهي بتضليل الوعي العام
و لأنّ الشرعية لا تبنى على رموز مزيفة بل على حقائق واضحة
و لأنّ استمرار استخدام اسم الاسد هو تكريس لإسطورة لا تستند إلى التاريخ بل إلى التجميل السياسي
و لأنّ الشعب السوري يستحق أن تروى له الحقيقة لا أن يخدع برموز مصطنعة

دعوة إلى الدولة والمجتمع الدّولي
و نطالب الدولة السّورية والمؤسّسات الإعلاميّة والهيئات القانونيّة والمجتمع الدّولي بما يلي

١ _ إعادة الاعتبار للاسم الحقيقي الوحش في الوثائق الرّسمية والتاريخية
٢ _ إلزام الإعلام باستخدام الاسم الأصلي عند الحديث عن بشار الأسد المجرم توضيحاً للرأي العام
٣ _ فتح تحقيق تاريخي حول ظروف تغيير الكنية و أسبابها السياسية والاجتماعية
٤ _ إدراج هذه الحقيقة في المناهج التعليمية كجزء من تفكيك الرمزية الزائفة
٥ _ دعوة الأمم المتّحدة والمنظمات الحقوقية إلى مراجعة الخطاب الرسمي الذي يستخدم فيه الاسم المزيف

ففي زمن تقمع فيه الحقيقة تصبح الكلمة فعلا ثوريا تصحيح الاسم ليس تفصيلا لغويا بل خطوة أولى نحو تفكيك منظومة التزييف وإعادة بناء الوعي الوطني على أسس صادقة فلتكن هذه الدعوة بداية لاستعادة الحقيقة وكشف المستور وتحرير اللغة من قبضة السلطة

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى