المقالاتمتابعات

الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العربي

الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العربي

الثلاثاء الاقتصادي

بقلم احمد غريب قد

بين الوعد الرقمي والواقع البيروقراطي

في زمن تتسابق فيه الامم نحو تسخير الذكاء الاصطناعي كرافعة اقتصادية تقف الاقتصادات العربية على مفترق طرق لا يشبه مفترقات الطرق في كتب الاقتصاد الكلاسيكية

هنا لا تقاس التحولات بالمنحنيات البيانية بل بطول الطوابير امام الدوائر الحكومية وبعدد الاختام التي تحتاجها ورقة واحدة كي تعتمد الذكاء الاصطناعي الذي يروج له عالميا كمنقذ من الركود

يدخل الى المشهد العربي محاطا بالريبة وكأنه وافد غريب لا يحمل بطاقة شخصية في بيئة تتسم بالبيروقراطية الثقيلة والبطالة المقنعة والاقتصاد الريعي

يبدو الذكاء الاصطناعي ككائن فضائي يحاول ان يشرح للختم الورقي كيف يمكن الاستغناء عنه

لكن الواقع اكثر تعقيدا من ذلك فالشباب العربي الذي اعتاد ان يقصى من فرص العمل الرسمية بدأ يجد في الذكاء الاصطناعي اداة للتمرد الاقتصادي

منصات العمل الحر ادوات التعلم الذاتي وتطبيقات الذكاء التوليدي اصبحت ملاذا لمن قرر ان يخرج من طابور الانتظار ويدخل في اقتصاد غير مرئي

لا تعترف به الدولة لكنه يعترف بموهبته

تشير تقديرات البنك الدولي الى ان الذكاء الاصطناعي قد يضيف ما يقارب خمسة عشر تريليون دولار الى الناتج المحلي الاجمالي العالمي بحلول عام الفين وثلاثين

غير ان هذه الارقام وان بدت مغرية تصطدم في السياق العربي بجملة من التحديات الهيكلية

ضعف البنية التحتية الرقمية

غياب سياسات تعليمية مرنة وتردد حكومي في تبني نماذج الحوكمة الذكية

في سوريا على سبيل المثال لا تزال الرقمنة تعامل كترف اداري بينما يمكن للذكاء الاصطناعي ان يعيد تشكيل الخدمات العامة من الصحة الى التعليم ويقلص الفجوة بين المواطن والدولة

التحليلات الاقتصادية تشير الى ان الذكاء الاصطناعي سيؤدي الى اختفاء ملايين الوظائف التقليدية خصوصا تلك القائمة على المهام الروتينية

لكن في المقابل يفتح المجال امام وظائف جديدة في مجالات تحليل البيانات تطوير الخوارزميات وصيانة الانظمة الذكية

وفي السياق العربي حيث البطالة بين الشباب تتجاوز خمسة وعشرين في المئة في بعض الدول يمكن للذكاء الاصطناعي ان يكون اداة تمكين لا تهديد شرط ان يرافقه استثمار جاد في التعليم الرقمي والتدريب المهني

الانظمة الادارية العربية التي غالبا ما تتسم بالبطء والتعقيد تجد نفسها امام تحد وجودي

الذكاء الاصطناعي يفضح التكرار ويقترح حلولا اكثر كفاءة لكن السؤال الاهم هل تسمح البيروقراطية لنفسها بان تستبدل بخوارزمية

ام انها ستقاوم حتى اخر ختم ورقي في ظل غياب سياسات واضحة لتنظيم العمل الرقمي ينشا اقتصاد ظل جديد

شباب يبيعون خدماتهم عبر منصات عالمية من دون ان يظهروا في الاحصاءات الرسمية

هذا الاقتصاد غير المرئي يعكس واقعا جديدا حيث لم تعد الدولة هي الوسيط الوحيد بين المواطن والسوق الذكاء الاصطناعي لا يحمل عصا سحرية لكنه يحمل مرآة ومن ينظر فيها يرى الحقيقة التي طالما اخفيت خلف شعارات التنمية المستدامة

فهل نملك الجرأة لننظر ام سنكتفي بترديد شعارات التحول الرقمي في مؤتمرات لا تبث الا على قناة واحدة في هذا المقال بعكس الاتجاه نيوز وفي الثلاثاء الاقتصادي لا نطلب منك ان تصدق بل ان تفكر وفي زمن الرداءة التفكير فعل مقاومة

#عكس_الاتجاه_نيوز

#الحقيقة_الكاملة #معاَ_نصنع_إعلاماً_جديداً

لمتابعة آخر الأخبار والتّطورات على موقعنا الإلكتروني

: 👇👇

www.aksaletgah.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى