مقالات

فوز الفيل والسياسة واحدة…

بقلم المحامي سمير نجيب
عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينين

منذ منتصف القرن التاسع عشر إتخذ الحزبان الديمقراطي والجمهوري شعارات نحب الإنتخابية وقت اختار الديقراطيون شعار الحمار واتخذ الجمهوريين شعار الفيل وأصبحت هذه الشعارات متلازمة بحملاتهم الإنتخابية حتى اليوم وكلنا نشاهد القمصان والقبعات الممهورة بشعاراتهم يلبسها جمهور الحزبين ورأينا المرشح الرئاسي الجمهوري وهو يرتدي قبعته بشعارها الفيل الملون بالعلم الأمريكي وأعلن مساء يوم 6/11 اعلن فوز الفيل الذي يعبر على كثرة وحب المال وشهوته للسلطة وبإعلان النتائج توقف الجدل والتخمين لمن سيحكم البيض الأبيض للسنوات الأربعة القادمة فإن كان هذا الجدل يعني كثيرا الناخب الأمريكي لتعلقه بقضاياه واهتماماته الداخلية فالمفترض وبحكم التجربة الممتدة على الأقل منذ أكثر من نصف قرن ان لا يكون مجال قلق واهتمام شعوب منطقتنا بعد ان تبين بالواقع الملموس بأن السياسة الأمريكية الخارجية المرتبطة بقضايا أمتنا على الأقل هي واحدة بالجوهر وأن إختلف الأسلوب فكلا الحزبين يتبنى ويدعم الكيان الصهيوني دعما مطلقا ويعلنان العداء لشعوب المنطقة التي يراد منها ان تبقى شعوب مستهلكة ومستعبدة ومرتهنة لمصالحهم فمنذ تولي الرئيس الأمريكي ال33 الديمقراطي هاري ترومان الحكم عام 1945 وحتى نهاية ولاية الرئيس ال46 الديمقراطي بايدن وما بينهما من فترات رئاسية للجمهوريين لم نجد فرقا بسياسية أي من الحزبين اتجاه قضية الامة المركزية فلسطين وكل قضايا الامة ومع تولي الرئيس ال47 الجمهوري دونالد ترامب لرئاسة البيض الأبيض لن نرى أي تغير بالسياسة الأمريكية الخارجية الثابتة وخاصة مع رئيس مجرب قبل أربع سنوات فهو ينصب العداء الفج والوقح لأمتنا العربية والإسلامية المجسد لأهداف الإدارة الأمريكية بأخضاع المنطقة للهيمنة والسيطرة والنهب وحماية كيانهم المصطنع وتقديم كل الدعم له بأعتباره ثكنة عسكرية متقدمة لهم بالمنطقة لتأمين مصالحهم من خلال قيام هذه الثكنة بدورها الوظيفي العدواني بضرب كل قوى المقاومة ومواجهة أي مظهر من مظاهر القوة والسيادة والإستقلال السياسي لأي دولة يمكن ان تخرج عن السرب الأمريكي لذلك فشعوب منطقتنا التي إختبرت هذه السياسية الأمريكية خلال أكثر من نصف قرن لا تعول إطلاقا على من سيفوز بإنتخابات الرئاسة الفيل أو الحمار فكلاهما وجهان لعملة واحدة ومن حظيرة مشتركة فأمام هذه الرؤية والإستخلاصات المطلوب من شعوب أمتنا وقواها الحية أن تتوحد وترص صفوفها لمواجهة هذا التوحش الأمريكي الذي لا يمكن ردعه إلا بالإشتباك مع مشروعه العدواني ومواجهته لردعه وهزيمته وهذا يستدعي إمتلاكنا الإرادة والقوة وتمسكنا بخيار المقاومة الذي أثبت عبر التاريخ بإنه الخيار الوحيد لهزيمة الغزوات وتحرر الشعوب والحفاظ على إستقلال وسيادة الأمة لتأخد مكانها الطبيعي الرائد بين الأمم المؤمنة بالسلام والعدل والعيش المشترك ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى