هل حقا عماد امهز قيادي كبير في حزب الله.
بقلم ناجي أمّهز
هناك شيء غير طبيعي يحصل، منذ فترة استُشهد والد وابنه من آل أمّهز في الهرمل، وجميع أهل الهرمل وحتى أقربائهما يؤكدون بأن لا علاقة للشهيد وابنه بحزب الله كانتساب، كما أن حزب الله لم يوزع اسم الشهيد أو صورته أو حتى يعلن عنه.
اليوم حصلت عملية إنزال أدت إلى خطف مواطن لبناني اسمه عماد فاضل أمّهز، وشاع الخبر في الإعلام أنه ينتمي إلى حزب الله، وحتى هذه اللحظة لم ينفِ الحزب أو يؤكد.
مع العلم بأن غالبية أعضاء حزب الله أنفسهم لا يعرفون أشكال قيادات حزب الله الفاعلة، بينما هذا الشاب القبطان ينشر صوره ونشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي، ولو كان قياديا في الحزب لكان ممنوع عليه فتح حسابات على الفيسبوك أو غيره من وسائل التواصل الاجتماعي لأسباب أمنية.
ثم ما هذا القائد الرفيع للحزب وهو يبحث عن عمل عبر البحار، مما يعني انه معرض كل دقيقة للخطف او المطاردة من قبل العدو الاسرائيلي.
وإذا كان حزب الله لا يسمح حتى لوزرائه ونوابه وكافة العاملين في القطاعات الإعلامية والسياسية بالاطلاع على أقل معلومة عسكرية تتعلق بالمقاومة، كيف يعقل أن يترك الحزب قياديًّا من الصف الأول يسكن في منطقة بعيدة، من دون حماية او حتى ان يكون معه ملعقة طعام يدافع بها عن نفسه.
يعني لو أن عماد فاضل أمّهز لديه محادثات بهذه السرية والضخامة ويملك معلومات حقيقية وهامة عن حزب الله، لما سمح له حزب الله أن يغادر إلى أماكن بعيدة، خاصة المعروف عن العدو الإسرائيلي انه حصل على بصمة الصوت لغالبية قيادات حزب الله، وتقريبا بقية داتا الاتصالات.
انا لا اصدق انه يوجد شيعي مدني واحد أو مقاتل عادي في حزب الله يعرف أية معلومات عن حزب الله.
اصلا كما معروف لدى الجميع ان أمريكا وغالبية الدول الأجنبية ترصد مبالغ خيالية لمن يدلي بمعلومات هامة عن حزب الله، فكيف يعقل أن يترك حزب الله هكذا اشخاص وبحوزتهم معلومات دون أدنى حماية وهم ملاحقون من كافة أجهزة الاستخبارات الدولية، حتى عبر الأقمار الاصطناعية.
فصائل المقاومة تتعامل بالمعلومات بطريقة معقدة للغاية، والدليل أن العدو الإسرائيلي نفسه لم يستطع خلال سنوات، وحتى بعد تدمير غزة على الأرض واعتقال الآلاف من حماس وغيرها واستخدامه كافة أدوات التكنولوجيا المتطورة بالانفاق والمعادن من اكتشاف ما تحت أقدامه، فكيف يعقل أن يكون قد اكتشف كل هذه المعلومات عن حزب الله.
كل شيء يوحي بأن هناك شيئًا غير طبيعي يحصل.
من الطبيعي أننا أبناء جبيل ان لا نعرف آل أمّهز كونها عائلة كبيرة جدًا، كما أن ذهابنا وإيابنا إلى البقاع يُعد على أصابع اليد الواحدة.
لكن الغريب إن عائلة أمّهز نفسها في البقاع قامت باتصالات امتدت من الهرمل إلى الشمال لمعرفة من يكون عماد فاضل أمّهز، ومن جده ومن أي منطقة في لبنان.
السؤال هنا، كيف تعرف إسرائيل بهؤلاء إذا كان الاقارب لا يعرفون انتماءهم؟
أو ربما الأمر مختلف كليًا، حيث يوجد بعض العملاء من غير اللبنانيين يقبضون أثمان وشايتهم، لذلك يشون بالكثير مقابل بدل مادي، مع العلم أن هؤلاء حقيقة لا ينتمون إلى حزب الله.
خاصة أن الذين استشهدوا بالأمس في الأمّهزية بعلبك كانوا نساءً وأطفالًا، ولا يوجد بينهم من هو تابع للحزب.
أصلاً آل أمّهز وإن كانوا يؤيدون بيئة الحزب كما غالبية الشيعة، إلا أن القليل جدًا منهم يعمل بمؤسسات الحزب كعامل أو موظف، ولا يوجد بينهم من هو قيادي بارز في الحزب.
وشهداء آل أمّهز معروف عددهم طوال أربعين سنة، وهم اقل من عشرين شهيدًا، والعدد الأكبر من هؤلاء الشهداء سقطوا ضد التكفيريين في لبنان وسوريا.
آل أمّهز بمجملهم لا يوجد لديهم طموحات بقصة المناصب والقيادات الرسمية والحزبية.
فلا يوجد لدينا وزراء أو نواب ولا حتى مدراء عامون أو من هم بالوظيفة بالدرجات الأولى، مما يؤكد بأن لا علاقة لهم بكل مراكز القوى اللبنانية.
وحياتهم بسيطة جدًا، وحتى ٨٠% من منازلهم ونمط حياتهم دون الحد الأدنى.
الذي يحصل شيء غريب جدًا.
ويحتاج إلى تفسير من أبناء المناطق ومتابعة لما يحصل، الأمر ليس كما يظهر.
نسأل الله أن يعيد هذا الشاب لأهله ويفك كل أسير، وأن تنتهي هذه الغمّة وتنقضي هذه الحرب، وأن يبقى الوطن والوحدة الوطنية.