جَرَس إنذار….
كَتَبَ إسماعيل النجار
أميركا تسعى لزيادة أعداد خصوم المقاومة في لبنان وتستهدف بعلبك الهرمل تحديداً وللأسف البعض بتصرفاتهِ يساعدها على تنفيذ مشروعها عن قصدٍ أو بغير قصد،
لا شَك وباليقين أن المعصومين هم إثنَي عشَر ليسوا أكثر ولا أقَل،
ولا شَك أن جَسم المقاومة أصبَحَ كبير جداً ويجمع من كل المشارب والنفوس والأطياف،
منهم العابد ومنهم الزاهد ومنهم المقاوم الشرِس وبينهم الوصولي لا بُد أنه موجود ومنهم مَن يسير في مجرىَ الرياح كما تُسَوِّل له نفسه،
ولكن جميع هؤلاء عندما قرروا السير في خط هذه المقاومة الولائية بادئ الأمر كانوا يعلمون بأنهم يعملون ضمن مسيرة مليئة بالأخطار والدماء والموت يُحدِق بهم من كل حَدبٍ وصَوب،
والشهادة بالنسبة إليهم أمر حتمي ومسعىَ وهدفدلمرضاة الله عَزَ وجَل،
مسيرة المقاومة هذه لا يوجد فيها قصور بل قبور ولا يوجد فيها مطاعم إنما طعام في المُغر وبين الصخور وفي الوديان وعلى رؤوس الجبال، ولا يوجد فيها راحة في النوم لأن التراب فراش المقاومين والسماء لحافهم،
مسيرة هؤلاء المؤمنين الأبطال مليئة بالجراح ومليئة بالآلام والغُربَة عن العائلة والأهل،
السعادة في سلوك هذا السبيل هي نَيل رِضا الله وتحقيق عبوديته، لذلك مَن أختاروا هذه الطريق كانوا ولا زالوا يسيرون عليه بطمأنينة،
أما بعض الوصوليون القلائل والمنتفعون الموجودين في مراكز قرار أحياناً ولهم سلطة في كل مكان وزمان، دائماً هم بيننا في مجتمعنا وبيئتنا وأحزابنا ونحن لا ننفيهم وكل ما يقومون به يضر بمسيرتنا وبحزبنا وبسمعتنا داخل بيئتنا وخارجها،
لذلك المجتمع يدفع بالمسؤولية على عاتق قياداتهم ويعتبرون أن أي ضرر لحِقَ بهم نتيجة تصرفات بعض القوى العسكرية والأمنية في المنطقة المسؤول عنها هي قيادة الطرفين من حزب الله أو حركة امل،
هذا الأمر موجود والجميع يراه ويعرفه في لكنه مكشوف ومتابع وليس متروكاً ولو غابت المحاسبة مؤقتاً لظروفٍ لها مبرراتها ولكن يجب ان تكون وأن لا يطول موعدها،
قليلاً ما يكتب أحد عن هذه الحالات إحتياطاً وابتعاداً عن الإنتقادات وحتى لا يتعرض للمساءلة ولكن مَن لا يمتلك الجرأة على التصويب على الخطأ هو ليسَ منا،
أميركا وأعوانها يبحثون عن مثل هذه الثغرات ويحاولون النفاذ عبرها إلى مجتمع المقاومة وهم يدفعون مبالغ طائلة لأجل تشكيل حاله سياسية شيعية ثالثة تناهض الثنائي الشيعي الوطني تكون عدو لهم تستقطب مَن يقع في فخ إغراءآتهم واستدراجهم،
لذلك يجب أن نعالج أسباب نفور بعض فئات المجتمع ونقف عندها وأن لا نسمع لطرف واحد حفاظاً على البيئة وإلا نقع بالمحظور،
ومن المعروف التجربة الأميركية الأولى بدأت في الجنوب اللبناني عقب إغتيال رفيق الحريري عام ٢٠٠٥ لكنها فشلَت نتيجة وعي الناس والتفافها حول مقاومتها التي أسسَ لها الإمام الصدر رحمه الله وأكمل دربها السيد حسن نصر الله حفظه الباري،
أما المحاولة الثانية بدأت في منطقة البقاع عبر وجوه دينية وسياسية معارضة للمقاومة ومرات أُخرىَ عبر بعض الفعاليات التي لم تحقق مصالحها الذاتية وطموحاتها،
لكن هذه المرة الأمور مختلفة تماماً حيث بدأ العمل فعلياً وبشكل نشيط على تكوين مجتمع مناهض للمقاومة بتأسيس حالة جديدة في المنطقة وتحديداً في بعلبك الهرمل، حيث تولَّى بعض العملاء لسفارة عوكر من الحاقدين على المقاومة ومنهم صحفي كبير يدعى (ع.. أ) تولوا الإتصال بعدة أشخاص فاعلين وشخصيات مهمة في المنطقة بهدف تحريضهم وإغرائهم بالمال والمناصب للقبول بالإنضمام إلى مشروعهم الفتنوي وأبلغوهم بأنه إذا وافقَوا سيتم الإتصال بهم من قِبَل أشخاص منخرطين ضمن هذا المشروع الصهيوأميركي ليتم التنسيق بينهم وترتيب أوضاعهم،
إذاً سفارة عوكر تقتحم بيت حزب الله في منطقة بعلبك الهرمل عقر الدار المقاوم وتريد أن تعلن قيام جبهة معارضة للثنائي الشيعي من وسط مدينة الإمام الصدر والسيد عباس من خلال عقد مؤتمر تأسيسي سيقام هناك تُعلَن فيه البرامج السياسية لهذا التنظيم،
لو طرحنا على أنفسنا سؤال وجيه عن أسباب إنخراط البعض في هكذا مشروع وتجاوبهم؟
يكون الجواب الصادق والصحيح هوَ كالتالي،
ومن دون مواربة…
اولاً: السبب هو خلق بيئة غير آمنة في المنطقة لتخريب الأمن المجتمعي وزرع الخوف لغايات إقتصادية بحتَة بفعل فاعل لبناني رسمي لا يكن للمنطقة أي محبة أو خير،
يقف ورائها بعض المتمولين المتنفذين سياسياً أدَّت إلى بيع الأراضي والمنازل الأثرية بأبخس الأثمان هروباً من واقع المنطقة المرير، وتم شراء هذه الأراضي داخل وحول مدينة بعلبك بفتات السعر من الذين خططوا لإستهداف هذه المنطقة،
والذين نفذوا مشروع الرعب واللصوصية هذا في المنطقة ورخصوا الأرض والأرواح والكرامات هم أشخاص معروفين بالإسم ومدعومين من متنفذين ومحميين سياسياً ولديهم بطاقات تسهيل مرور وتراخيص أسلحة ويتجولون بحرية بين بيروت والبقاع رغم أنهم مطلوبين للعدالة بألآف مذكران التوقيف! فَمَن يدعمهم،
ثانياً : تعمُد تسخير السلطة من بعض القيمين عليها لمصلحتهم الشخصية وإتخاذ الأمر شخصي مع البعض أمر خلق جو من الكراهية بين أهل المنطقة والعشائر ضد الدولة وتم تحميل المسؤولية للثنائي الشيعي وتحديداً حزب الله الذي بدأ يدفع الثمن من رصيده الإجتماعي،
ثالثاً : عدم تجاوب بعض المسؤولين من الثنائي مع بعض مطالب أهالي المنطقة الذين تضرروا من دون سبب وعوقبوا كأنهم مجرمين بينما هم لم يرتكبوا أي فاحشة ولم يسأل عنهم أي أحد،
هذا كانَ واحداً من الأسباب الرئيسية التي جعلت البعض يتهمهم بالتواطئ،
من هنا بدأ البعض بكيل الإتهامات لحزب الله بتركهم ومصيرهم تحت رحمة السلطة التي خرجت كثيراً عن القانون بتنفيذ إجراءتها في البقاع وأصبحَ يُعتَدَىَ عليهم واتهموهم بتحريض الدولة عليهم وتركهم مرعوبين من دون أنصاف،
تحركات الجيش في المنطقة مؤخراً كثيفة جداً والمجتمع البعلبكي ليسَ ضدها لكن في بعض الأحيان مُبالغ فيها تحت حجة ضبط الامن، هذا رغم فرار كل المطلوبين وتجار المخدرات من المنطقه إلى خارجها، ما أثار الريبة والخوف بنفوس الناس الأبرياء عن أسباب ما يحصل معهم ودوافعهُ،
كل هذه المسائل وبصراحة خلقت تحولاً إنتقامياً لدى بعض الناس الأمر الذي دفع بالأميركي للدخول على هذا الخط والإستفادة منه،
لذلك نطالب قيادَتَي حركة أمل وحزب الله قطع الطريق على الأميركي وعملائه لوقف الإصطياد بالماء العَكِر والتحقيق جدياً بما يجري والوقوف عند مطالب الناس والتدقيق بتصرفات بعض الأجهزة الأمنية والوقوف عند كرامة البشر الذين يبذلون الغالي والرخيص في سبيل حماية المقاومة ودعمها،
أللهم إشهد إني بلغت،
والله ولي التوفيق.
بيروت في…
6/9/2023