مقالات

الإعلام السعودي و الفتنة

كتب الاعلامي رضوان مرتضى

لم تترك القنوات السعودية وسيلةً إلا وجرّبتها لإذكاء نار الفتنة بين الطوائف اللبنانية، في محاولة هذا النظام السعودي المتآمر علينا والشريك في دمنا جرّ لبنان نحو الفتنة الأهلية، تارة بين السنّة والشيعة وتارة بين المسيحيين والشيعة.

آخر محاولاته كانت عبر قناة “الحدث”، حيث سعت بخُبثٍ موصوف لإشعال خلاف بين جمهور “التيار العوني” و”الشيعة”، لعلمها بتوتّر موجود أصلاً، وعلى هديها فعلت منصة اسرائيل بالعربي.

بداية استفزتني الأخبار التي أُرسلت عبر خدمة الخبر العاجل وبعض المقاطع المصورة لمواقف جبران باسيل، غير أنني بعد أن شاهدت المقابلة كاملة (وأكيد أن معظمكم لم يُكلِّف نفسه عناء مشاهدتها قبل قول موقفه)، وجدت أنّ القناة الحقيرة اجتزأت المقاطع بخُبث، لتوحي بموقفٍ خائن لحزب الله والمقاومة، غير أنّ الحقيقة مغايرة، لم يقل “جبران” شيئاً مخالفاً لمواقفه السابقة.

يعلم الجميع موقفي السياسي من التيار ومن جبران، لكنه كان شجاعاً بالأمس ووطنياً بخلاف كُثر يطعنون المقاومة ويشمتون بها اليوم معتقدين بانهيارها. لقد قال جبران مواقفه كما هي وكما قالها سابقاً للحزب لجهة جبهة الإسناد وبدء القتال والتحالف، واعتبر أنّ أي مُطالب بنزع سلاح الحزب في ظل الحرب هو خائن، كما قال إنّ اسرائيل تشنّ حرباً لاحتلال أرضنا وقتلنا ويجب علينا كلبنانيين مواجهتها وقتالها.

صحيح أنه قال إن الحزب بدأ بمهاجمة اسرائيل، لكنه قال في الجملة نفسها إنّ اسرائيل ليست بحاجة لذريعة أصلاً وأنّ الحرب بمسارها كانت آتية علينا لا محالة، لكن بدءها يُسقط حجة الدفاع عن النفس عن لبنان أمام باقي الدول.

ليس المطلوب أن يكون “جبران باسيل” في صفوف التعبئة التربوية في الحزب لنرضى عنه، له حُريّة التمايز والموقف وحرية الرفض بأن يخوض حرباً لم يُستشر قبل بدئها ولم يوافق عليها، لكنه ليس خائناً أو طاعناً في الظهر.

صحيح أنّ موقفه ليس كموقف سليمان فرنجية، لكن موقفه وطني وأخلاقي أيضاً.

لا تنجروا إلى الفتنة التي يُريدها العدو، ان خطأ الوزير جبران الوحيد قبوله بالظهور على قناة يُموِّل نظامها الحرب علينا ويجهد لدفعنا لقتال بعضنا البعض، وربما توقيت كلامه أيضاً، وقبله كذلك فعل الرئيس نبيه بري بظهوره على قناة العربية، لكن خُبث “القناة السعودية” ظهر جلياً هنا، لكونهم تلاعبوا بمضمون مقابلة “جبران”، للإيحاء بما يُريدون تحقيقه من فتنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى