مقالات

انسحاب أم إعادة تموضع ، تداعيات الانسحاب الروسي من نقاط عسكرية في جنوب سورية .

” نتنياهو أنغماسي ، وجهل العملاء السياسي “كنت قد كتبت البارحة مقالاً عن الجهل السياسي ، وها نحن اليوم نرى هذا الجهل السياسي بمقال مكتوب على صفحة إعلام الانتفاضة السويداء التابعة لمن يسمون انفسهم حراك السويداء ، هؤلاء العملاء المأجورين الذين ينشرون رواية الإعلام الصهيوني ، وعنونوا هذا المقال :

انسحاب أم إعادة تموضع ، تداعيات الانسحاب الروسي من نقاط عسكرية في جنوب سورية .

أقول لهؤلاء الجهلة بالسياسة و بمعادلات المنطقة الجيوسياسية الجديدة .

أولاً : العلاقة الروسية السورية هي أكثر من تحالف سياسي بين دولتين ، بل هي منظومة سياسية المحور الأوراسي الذي يجمع روسيا وسورية وايران والصين ودول البريكس في وجه الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة والدول الأوربية والكيان الصهيوني واوكرانيا ..

ثانياً : المحور الأوراسي بدأ حربه في مواجهة الإرهاب التكفيري في سورية ومن ثم ليبيا والسودان ومن ثم حرب أوكرانيا ولايمكن لروسيا والصين ودول هذا المحور الإنسحاب من هذه الحرب لانها حرب وجود وليست حرب حدود .

ثالثاً الذي سوف أطيل بشرحه :

قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدعوة مليون ونصف يهودي روسي للعودة إلى روسيا ، وإسقاط الجنسية الروسية عن الطيارين الإسرائيليين من أصول روسية ، هو رسالة صريحة إلى العالم تقلب معادلات الصراع في الشرق الأوسط رأساً على عقب .. في لحظة تاريخية تتسم بتشابك المصالح وتصاعد نيران الحرب الإقليمية بين محور المقاومة ودولة الاحتلال ، يظهر الرئيس بوتين كلاعب محوري يحرك المشهد وفقاً لاستراتيجياته في مواجهة الغرب وتحالفاته في المنطقة ..إن دعوة اليهود الروس للعودة لا تنفصل عن الإرث السوفييتي الذي يسعى بوتين لإحيائه ، محاولاً إعادة بناء قاعدة سكانية وعلمية يمكنها أن تدعم طموحات روسيا في مواجهة الهيمنة الغربية. هذه الدعوة تفتح الباب على مصراعيه لتفكيك الروابط الإسرائيلية الروسية ، وتزيد من تعقيد المشهد الإقليمي المتأزم بعد ضرب قاعدة حميميم في سورية ..وأهم تداعيات القرار هي تصدع في العلاقات وشراكات جديدةقرار بوتين يتزامن مع لحظة إقليمية خطيرة . الحرب التي تدور رحاها الآن بين محور المقاومة والمحور الأوراسي ضد دولة الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية والناتو لم تعد مجرد مواجهة محدودة ، بل هي جزء من صراع إقليمي شامل وهو عالمي أيضاً يعيد ترتيب الخريطة الجيوسياسية للمنطقة وللعالم . محور المقاومة ، الذي طالما شكل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل والاحتلال الأميركي ، يجد في روسيا حليفاً يوازن بين دعمه والمصالح الإقليمية الأخرى .. ومن هنا ، يمكن قراءة قرار الرئيس بوتين على أنه محاولة لتأمين موقع استراتيجي أفضل لروسيا في ظل تصاعد حدة الصراع الإقليمي ..والتداعيات على إسرائيل ستكون عميقة جداً ومؤثرة وسوف أطيل في شرح هذا القرار لكي توضح لكم قبل غيركم ما هي المعادلات الجديدة في المنطقة وكيف تتغير ، ولكي لاتزجون بعض المتحمسين أصحاب الرؤوس الحامية فيها ، ويكونوا وقوداً لحرب ليس لهم قدرة على خوضها خدمةً لمصلحة سيدكم صهيون ..اليهود الروس في دولة الإحتلال ليسوا مجرد مهاجرين ، بل هم قاعدة انتخابية وسياسية مؤثرة ، وخروجهم المحتمل إلى روسيا سيخلق فراغاً ديموغرافياً ، ولكنه أيضاً سيعيد تشكيل الديناميات السياسية داخل الدولة العبر..ية .. حكومة نتنياهو ، التي لطالما اعتمدت على دعم هذه المجموعة ، قد تجد نفسها أمام تحدٍ داخلي يعزز من الاضطرابات السياسية ..وعلى الصعيد الدولي ، قد يؤدي هذا القرار إلى تصعيد التوتر بين روسيا وإسرائيل ، خاصة إذا استمر الطيارون الإسرائيليون من أصول روسية في المشاركة في العمليات العسكرية ضد المصالح الروسية وحلفائها في سوريا ..القرار الروسي يشير إلى أن بوتين لن يتسامح مع أي تهديد مباشر لقواته في المنطقة ، خصوصاً في ظل الاشتباكات المستمرة مع إسرائيل ..فإن قرار الرئيس بوتين بإعادة هؤلاء إلى روسيا قد يعني تخفيضاً كبيراً في خبرات والكوادر الكبيرة ، الذي يقومون بها اليهود الروس ولهم دوراً محورياً في الاقتصاد الإسرائيلي ، ولا سيما في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والصناعات الدفاعية مما قد يعيد ترتيب أوراق الأقتصاد الإسرائيلي ويضع تحديات جديدة أمامه في الحفاظ على تفوقه التكنولوجي ..وهذا القرار من قبل الرئيس بوتين هو يعني إعادة ترتيب الأوراق في الشرق الأوسط لم تعد مجرد سيناريوهات افتراضية ، بل واقع يتحقق أمام أعيننا . الحرب الإقليمية التي يقودها محور المقاومة ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي هي جزء من هذه العملية ، وروسيا تلعب دوراً محورياً في تحديد ملامح المرحلة المقبلة . قرار بوتين بدعوة اليهود الروس للعودة وإسقاط الجنسية عن الطيارين هو بداية لتفكيك العلاقات التي كانت تعتبر ثابتة بين موسكو وتل أبيب ..هذا القرار يعكس تحولاً جذرياً في رؤية بوتين للعالم ، فهو يسعى لبناء نظام عالمي جديد ينهي هيمنة الغرب على الشرق الأوسط ، ويعزز مكانة روسيا كلاعب رئيسي في هذه المنطقة المضطربة .. من هنا ، يمكن القول إن روسيا لم تعد تكتفي بدور المراقب ، بل أصبحت طرفاً مباشراً في الصراع ، يحدد ملامحه ويصوغ مساراته ..في ضوء هذه التحولات ، يبدو أن الشرق الأوسط مقبل على مرحلة جديدة من المواجهة بين القوى الإقليمية والدولية ، مرحلة تكتب روسيا ومحور المقاومة فيها فصلاً جديداً من تاريخ المنطقة ، بينما تستعد إسرائيل لمواجهة عواقب قرارات كانت تعتقد أنها لن تمس استقرارها الداخلي ، ليأتي محور المقاومة وبوتين ويغير قواعد اللعبة ..ولن أذكر لكم بعد الدور الصيني ، وأن الحرب التي يخوضها محور المقاومة ضد صهيون وربيبته أميركا ، إن الصين أكبر المتؤثرين بها وتعتبر هذه الحرب عليها وعلى اقتصادها ، لأن الاقتصاد الصيني الذي يعتمد على نفط الايراني والخليجي بنسبة كبيرة ، والمطلوب من نتنياهو إشعال المنطقة برمتها لضرب النفط الإيراني والخليجي ويعلم بقرارت نفسه أن كيانه سوف يزول ، ولكن هذا القرار هو قرار جهة من جهات الدولة العميقة في اميركا الذي هو :

” أن اسرائيل قد فقدت دورها الوظيفي في المنطقة ” ، وعليها اليوم أن تكون كالإرهابي الإنغماسي الذي يفجر نفسه ويفجر من حوله ..

وفي الختام أقول لكم : المحور الأوراسي يعتمد على ثلاث قواعد وهي :

روسيا قوة محاربة ، الصين وبعض دول البريكس قوة اقتصادية ، محور المقاومة ودول البريكس قوة صناعة القرار الاقليمي .

ونصيحة اقدمها لكم ولله ولوجه الله : ” لا تضعوا أنفسكم بين المطرقة والسدان “

الفقير لله مجدي نعيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى