كلمة في الثورة ..
عجبي 165 انقلاب المفاهيم أتذكر أول مقال نشرته كان عام ١٩٧٣ بعنوان – كلمة في الثورة – في مجلة جيل الثورة التي كان يصدرها الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في جامعة دمشق . عندما كنت طالبا” في الجامعة .تحدثت فيه على ما أذكر عن الأسس النظرية للثورة وعن خصائصها التنظيمية وعن الطليعة الثورية التي تقود نضال الجماهير ضد الطغم الرجعية الحاكمة في معظم بلدان العالم الثالث ، وكانت تشكل هذه الثورات حركات تحرر فعلية للإستقلال بالقرار السياسي عن الدول الاستعمارية، وتحقيق نظم تقدمية تدافع عن الشعوب المضطهدة وعن أراضينا المحتلة أما الغريب والعجيب مارأيناه في العشر سنوات الماضية من حركات يطلقون عليها ثورات عنوة باسم الربيع العربي وآخرها ماحصل في لبنان الغريب والعجيب أن المفاهيم انقلبت رأساً على عقب ، فهذه الحركات التي يسمونها ثورات ، هي في حقيقتها حركات تديرها الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية من خلال عملائهم في هذه الدول مستغلين المطالب المعيشية للطبقات الفقيرة في بداية هذه الحركات لضرب القوى الوطنية ، والأكثر غرابة أن الشعوب تسير كالقطيع مع هذه التحركات ، غير آبهة بالأضرار والدمار والخسائر التي أصابت وتصيب بلدانها وهذا مارايناه في الحراك اللبناني الأخير عام ٢٠١٩ غير متعظين بما أصاب اخوتهم وجيرانهم ، ولكن على مايبدو كثرة الأموال التي تصرف وتوزع على هؤلاء أصابتهم بالعمى الوطني ولم يروا غير مصلحتهم الخاصة ومصلحة مشغليهم وإيذاء الوجه الوطني للقيادات والمقاومات الوطنية ضد المحتلين.
28-12-2022
د. محمد رقيه