مقالات

الفارق بين فصاحة الخامنئي العربية والأخلاقية وتعثُّر طغاة العرب!

خليل إسماعيل رمَّال

لم أستمع منذ زمن للسان عربي فصيح وكلمات متينة قوية السبك والبلاغة لا تخلُّ بالقواعد والآداب للغة الضاد، كما سمعت على لسان سماحة المرشد السيِّد علي الخامنئي.فخطبة الجمعة التي ألقاها الإمام الخامنئي كانت تحفة عقائدية وعاطفية وبلاغية وأدبية وسياسية وتوجيهية معاً، وتمَّتْ بأداء سليم ومخارج ألفاظ صحيحة وعلامات إعراب وتشكيل وتحريك وتنوين لا هفوة ولا لِبْس فيها. حتى الحروف الصعبة على أي لسان غير عربي، كانت ألفاظها مطواعة سلسلة ليِّنَة عند السيِّد القائد المُلِم تماماً بأسرار اللغة وله مجالس مشهودة في قراءة الشعر العربي وباللغة الفصحى وباللهجة العراقية أيضاً.

فوراً بعد سماع الخطبة هذه تبادر لذهني الحكام العرب الذين، باستثناء الرئيس المُثقَّف بشار قلب أسد سوريا (رغماً عن الثورة المتصهينة من الشامتين الجُبناء) لا يوجد حاكم عربي واحد يعرف تركيب جملة واحدة وعندما يحاول تلاوة خطاب أُعِدَّ له حسب مستواه الثقافي (ثاني إبتدائي عادةً) يتلعثم مائة مرَّة ويرتكب المجازر اللغوية الدموية بحق لغة الضاد تجعل سيبويه يتقلقل وهو في قبره! هل تذكرون “مملكة الإستخراء”؟ هذا هو حال الطغاة العرب اليوم! هم في نعيم الإستخراء لا يشاهدون جرائم إسرائيل الإبادية بل يطلبون منها اغتيال قادة بعض المقاومة بسبب مساعدتهم لليمن الذي كان يتعرَّض للعدوان الخليجي-الغربي عليه! لكن مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية ليس أفصح من الطُغاة الجزارين لغوياً فقط، بل فكرياً وعلمياً وأخلاقياً وإنسانياً ومبدئياً ووضوحاً وتأييداً مطلقاً لقضية الإسلام والمسيحية الأولى المُقدسَة: فلسطين!سماحة السيِّد الخامنئي اليوم هو قائد عالمي أممي مثل وكيله سيِّد المقاومة الذي نعاه وأبَّنَه كأفضل ما يكون كأخ وحبيب وساواه بنفسه وكان يعتبره مصدر فخره واعتزازه ولمن يهمُّه الأمر من صهاينة الداخل هذا ما نقوله دوماً عن علاقة الأسياد عند الأسياد لا كعلاقة الأسياد بالعبيد التي تشبههم. تصوَّروا أن ينعي مثلاً محمَّد بن سلمان، السنيورة أو مخزومي أو حتى حليفه الأقرب اليوم جعجع ويصف واحداً منهم بعد أن يأخذ الله وديعته، هذا “أخي ومصدر افتخاري”؟!

اليوم أضحى السيِّد الخامنئي مُلهم الثائرين وأمل المُجاهدين والمُستضعَفِين ضد المُستكبرين الإمبرياليين كما كان الزعيم الخالد جمال عبد الناصر رغم سيل الدعايات والمليارات التي تُنفق للتفريق بين المُسلِمين ولشيطنة إيران والتحريض المذهبي والعُنصري ضدها! فمن كان يحلم أنه في بلد كالأردن، الذي كان معادياً لإيران على العمى ومن دون سبب حيث لم تتعرض طهران في حياتها لعمَّان، يهتف بشعار “هيهات منَّا الذِلَّة” ويحتفل ويزهو وينتشي بالرد الإيراني العقابي والذي تصدَّى له النظام، ثم يحزن ويتظاهر ويُؤبِّن سيد شُهداء المقاومة؟! رغم الآلام والأثمان الغالية بالأرواح أيام ٌ مُباركة تنتظرنا وانتصارات نصر اللهية بعون الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى