خطيئة الحديدة التي ستفتك بالكيان الصهيوني
بعدوانهم على الحديدة اليمنية وقع قادة الكيان الصهيوني في المحظور وارتكبوا الخطيئة الاستراتيجية التي لن يستطيع كيانهم تحملها.وضعت مسيرة “يافا” اليمنية الكيان أمام خيارين أحلامها مر. إما الصمت والقبول بنتائج الضربة الكاسرة للتوازن أو المغامرة برد يفتح مسارات الصراع على المجهول. اختار قادة الكيان الإسرائيلي المحكومون بعقيدة “هدم الهيكل على الجميع” خزانات النفط في الحديدة هدفاً لهم بما تحدثه من مشاهد وصور للحرائق والنيران توجيه رسائل إلى الشارع الإسرائيلي وجبهات المساندة أنها لازالت يدها طويلة وقادرة على الردع الاستراتيجي لكن مسارات الصراع ترسمها العقول الذكية والباردة والعبرة في النتائج. فالخطيئة الإسرائيلية الكبرى في العدوان على اليمن جاءت والكيان الصهيوني يعاني من فشل في تحقيق أهدافه التي أعلنها بعد عملية طوفان الأقصى في غزة ولبنان ومع دخول اليمن والعراق ساحة الاسناد وبقاء سورية ساحة الإمداد اللوجستي والعمق الاستراتيجي لكافة ساحات المقاومة، وارتباط الصراع في المنطقة مع الصراعات الأخرى الممتدة من بحر الصين إلى أوكرانيا.كما أنها غيرت من قواعد الاشتباك ونقلت الصراع إلى مرحلة جديدة وخطيرة سيكون ثمنها غالياً جداً على الكيان الإسرائيلي لعدة أسباب:** نقلت بؤرة الصراع من غزة إلى اليمن وتحول غزة لأول مرة من بؤرة الصراع إلى جبهة مساندة لليمن، ** فتحت الباب واسعاً أمام الدخول المباشر لجبهات المساندة الأخرى في القتال ولتوسيع نطاق عملياتها واستهداف المنشآت الاستراتيجية الإسرائيلية.** فتحت الباب أمام عودة استهداف القواعد والمواقع الأمريكية وخاصة في سورية والعراق.أما طبيعة الرد فيبدو أن اليمنيين يخبؤون مفاجئات كبيرة وغير متوقعة لقادة العدو الإسرائيلي الأمريكي كما يتوقع أن يشمل الرد ساحات المواجهة الأخرى. وبعد استهداف منشآت النفط ومحطة الكهرباء في الحديدة أصبح من المؤكد أن الرد سيطال منشآت استراتيجية مماثلة في عدة مدن منها تل أبيب وحيفا ومجمع غوش دان.الرد اليمني سيتجاوز هذه المرة الطائرات المسيرة ليشمل أسلحة استراتيجية يؤكد امتلاكها من بينها الصواريخ الفرط صوتية التي تعجز القوات الأمريكية والإسرائيلية عن مواجهتها.ومن المؤكد أيضاً إدخال البحر الأبيض المتوسط ساحة الحصار على الكيان الإسرائيلي ودخول المقاومة اللبنانية في تنفيذ هذا الحصار.مع عملية يافا اليمنية والرد الإسرائيلي البائس نستطيع التأكيد أن الصراع دخل مرحلة جديدة، وبدأت المواجهة تتجاوز الخطوط الحمراء السابقة للصراع، وكل هذه المؤشرات تؤكد أننا مقبلون على دراما جيوسياسية مثيرة من مسرح الجحيم.. فهل أينع رأس الكيان وحان قطافه.. لا قراءة أخرى غير ذلك.
أحمد رفعت يوسف