العدوان على لبنان يُسرِّع قرار الناخب العربي الأميركي!
خليل إسماعيل رمال
حانَ الوقت لقرار العرب الأميركيين في موضوع الإنتخابات الرئاسية على ضوء حرب الإبادة الإسرائيلية ضد فلسطين ولبنان المدعومة من واشنطن. بدايةً من البديهي ألا نُصوِّت لحزب الحمار ولو انتحى الخرفان الصهيوني عن الحملة الرئاسية وحلَّتْ مكانه صنيعته التي لا تقل في تأييدها الحازم والصلب للكيان المجرم ولمجازره بحق المدنيين ولو حاولت خداعنا بالكلام المُنمَّق عن ضرورة مراعاة المدنيين فكل هذا كذب ورياء طالما تمدُّ الإدارة الديمقراطية ربيبتها إبنة الزنى بأطنان من أسلحة الموت والدمار! .بايدن وهاريس وجهان لعُملة واحدة وإدارتهما منَحَتْ الضوء الأخضر لكل ما قامت به تل أبيب منذ زيارة النتن للكونغرس المُحتَل والمحابي والفاقد للشرف والكرامة حتى العدوان الأخير المُستمِر حالياً على لبنان. ورأينا مؤخَّراً كيف منع حزب الحمار، العرب الأميركيين وحتى أقرانهم من الديمقراطيين المعارضين للسياسة العرقإبادية في فلسطين المحتلة الأبيَّة من التحدث في مؤتمر الحزب الديمكتاتوري في شيكاغو. هذا لا يعني بتاتاً التصويت للنزق المجنون القميء الأرعن دونالد داك ترامب من حزب الفيل، الذي عقله وفهمه أقل من مخ الفيل الذي لا يمكنه القفز ويخاف من فأرة! (كليهما حزبا حيوانات أجلَّكم الله)! فترامب الخنوص العنصري القبيح هو أكثر تطرفاً من النتن لدرجة أنه يريد “توسيع إسرائيل” لأن مساحتها، حسب رأيه الأحمق، صغيرة وقد أعرب عن نيته بمنحها الضفة الغربية بعد أن سلَّمها سابقاً القدس المحتلة وشرَّع لها سرقة الجولان. فترامب ليس أفضل من بديلة الخرفان ولا يجب أصلاً الإقتراع له!ما العمل إذاً؟
القرار الطبيعي هو التصويت للدكتورة جيل ستاين المؤيدة للعرب وقضيتهم المركزية من حزب الخضر والمُناهِضَة لسياسات الإيستابلشمانت والتي تملك جرأة تحدِّي اللوبي الصهيوني مع علمها بالعواقب! لكن بعض قادة الرأي العرب يُحذِّرون من مغبَّة الإقتراع لجيل رغم تأييدهم لها وحجَّتهم أن اقتراعنا سيكون بلا نتيجة ولا تأثير وسيذهب سدى لأن لا أمل، ولا حتى بصيص منه، بنجاح مرشح ثالث من دون الحِزْبَيْن الديكتاتوريَيْن! لكن أصحاب هذا الرأي لا يملكون إجابة واضحة عن وماذا بعد إذاً وما العمل (أو إلى أين الجنبلاطية)؟! رأي آخر مطروح هو الإمتناع عن التصويت بالمُطلَق والبقاء في بيوتنا في تشرين الثاني (نوڤمبر) المُقبِل كتعبير احتجاجي عن سياسة الحزبين، لكن مساويء هذا الخيار هو أن لا أحد سيعلم بتأثير وحجم النفوذ الإنتخابي العربي الأميركي وقد يؤدي هذا الإحجام وعدم الإلتزام بمرشح مُعيَّن أو الإمتناع عن الإقتراع، إلى فوز ترامب، على الأقل في الولاية المتأرجحة ميشيغن! أنصار هذا الرأي يقولون أن عدم الأنتخاب هو موقف وطني حازم ووقفة ضمير لا نضطر فيها لاختيار أهون الشرين وبذلك نكون أوفياء لدماء الأبرياء من أهلنا ويكون هذا عبرةً للإدارات الأميركية المُقبِلَة (ربما واحتمال تأثير ذلك هو ضئيل بسبب سطوة اللوبي الأخطبوطي الإسرائيلي المُتحَكِّم بمفاصل الدولة عامةً والحزبين خاصةً وبالتساوي بينهما).رأيي المتواضع.
إنَّ عدم التصويت للمرشَّحَيْن البذيئين هو قرار صائب. لكن لا يجب أن نجلس بالبيت وقت الإنتخاب بل علينا أن نقترع ونكافيء من وقف معنا في المَلَمَّات من دون وَجَل وخوف ولأسباب مبدئية حتى ولو لم ينجح هذا المُرشَّح(ة)، وهكذا نوفيه حقه/ها من الدعم ويعلم القاصي والداني أننا نقف مع من يقف معنا مهما كانت خلفيته/ها وليس بالضرورة أن ننتقي من بين أحد الحزبين وأن ما يملي علينا موقفنا هذا هو قرب المرشح(ة) من قضايانا أوبعده/ها عنها فقط وبالتالي نحن لسنا مجبورين على اختيار السيء من بين الأسوأ فقط بسبب انعدام حظوظ الآخرين.
هكذا نكون قد وفَّقْنا بين موقفنا المبدئي وبين التعبير عن العرفان بالجميل لمن يخرج من قالب ونموذج المرشحين الخانعين لإسرائيل.
لهذه الأسباب جميعها علينا أن نصوِّت للدكتورة ستاين المُحتَرَمَة الوفيَّة لقضيتنا!