وكالات

خسائر اسرائيل الاستراتيجية وصعوبة الترميم

تعددت أوجه الهزيمة التي منيَ بها الكيان الصهيوني منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، وحتى اليوم، أي بعد مرور حوالي 10 أشهر على الحرب. هذه الهزائم لم تكن تكتيكية فحسب، بل هي هزائم استراتيجية تتعلّق بمقومات الوجود الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكل ما يرتبط بها من ناحية الأمن والعسكر والأيديولوجية، والتي شكّلت مقدّمة لفقدان مقومات الوجود في المجتمع الإسرائيلي ونسيجه الاجتماعي، كما ولتَحلّل الأيديولوجيا التي تشكل منها المشروع الصهيوني مقابل تجذر الانتماء إلى الأرض الفلسطينية.وعلى الرغم من أن قطاع غزّة دفع ثمنًا باهظًا على الصعيد البشري والمادي، إلّا أن تقويم الأرباح والخسائر في حرب لامتماثلة لا يُحتسب بالطريقة التبسيطية، ولا يمكن تقويم نتائج حرب طوفان الأقصى كما يتم تقويم الحروب التقليدية التي تحدث بين جيوش نظامية، حيث تقاس نتائجها بأعداد الجنود القتلى ومساحة الأرض المحتل. فمعيار النصر في حرب طوفان الأقصى يحتسب بحسب قدرة التحمل النفسية والسياسية والاقتصادية والمجتمعية لدى كل طرف، ومن يملك قدرة تحمل وتماسك سياسي وتكيف اقتصادي، هو الذي يستطيع أن يصل إلى تعطيل إرادة القتال لدى الطرف الآخر.  لقد احدثت الحرب صدعا عميقا في نظرية الردع الإسرائيلية، وتعمّق هذا الصدع أكثر مع فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهداف الحرب المعلنة وتحقيق الحسم. كما تبدّل الرأي العام العالمي وصورة “إسرائيل” في العالم، والتي ارتبطت بأعمال القتل والتجويع والإبادة في غزة، والذي بذل الكيان جهدًا كبيرًا لمحاولة صياغتها واحتوائها، إلا أنه فقد السيطرة عليها، مما يوحي بقرب انتهاء اسطورة الكيان الغاصب وعودة الحق الى اصحاب الأرض رغماً عن محاولات الغرب الواهنة.

#تبيين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى