المقالات

نعم لقد بكيت كما لم ابكي من قبل.


انا فتاة مسيحية أعيش في احد القرى الأمامية في الجنوب وبسبب الأحداث نزحت الى بيروت الشرقية وقد وقعت لي حادثة أرى من واجب الأخلاقي روايتها لتبيان عظمة وقمة أخلاق شباب المقاومة في حزب الله.
في إحدى ليالي الشتاء المنصرم ولم تكن الامور في منطقتنا بهذه الحدة من المواجهة بين حزب الله واسراءيل كنت عاءدة اول الغروب من احد القرى القريبةمنا واذا بدولاب سيارتي (CRV)قد ثقب وبالطبع توقفت على جانب الطريق لتغيره وانا خائفة لان المرور في هذه المنطقة خطر جدأ فكيف بالوقوف.وحاولت جهدي الا انني لم اوفق بسبب ضعف قوتي في التعامل مع فك الدولاب ووقفت وانا يهتز كياني من الخوف على جانب الطريق احاول الاستعانة ببعض السيارات التي مرت من أمامي مسرعة والتي لم يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة الا انني لم اوفق ولم يقف أحدا من الخوف مع العلم انني كنت قد هاتفت أخي لياتي لمساعدتي ولكنه لم يأتي. وانا في الانتظار والخوف ياكلني احاول الإشارة لأي سيارة لكي تقلني معها الى البلدة ولكن ولا من احد مستعد للوقوف وفجأه وعلى الجهة المقابلة لسيارتي يقف رانج اسود اللون يترجل منه رجل ملتح مربوع القامة وهنا بدأت نبضات قلبي ترتفع من الخوف حتى بادلني بصوت هادىء قائلا(الله معك أيتها الأخت الكريمة,) فاجبته اهلا قال (هل تحتاجين الى مساعدة فوقوفك خطر جدأ هنا خا صة في هذا الوقت)ترددت ما بيني وبين نفسي في قبول مساعدته الا انني تذكرت ان أخي تأخر وان لا خيار عندي فاجبته بأن دولاب سيارتي يحتاج إلى تبديل .فقال تكرمي على الراس والعين فنادى السائق الذي كان برفقته طالبا منه البحث عن حجر لوضعه أمام السيارة ثم سألني اذا كان معي العدة المطلوبة لتبديل الدولاب فاجبته بأنها جاهزة تحت السيارة وكل ذلك وانا احافظ على مسافة ما بيني وبينه خوفا منه.ثم تقدم وبدأ العمل على تبديل الدولاب وبخلال دقائق كان مع صديقه الذي ظننته بأنه ابنه انجزا المطلوب وقال بصوته الهادىء
هل تحتاجين شيئا اخر فقلت لا وتقدمت منه لأرى ذاك الوجه الذي يشع نورا وهدوء ويشعرك بالاطماءنان لاشكره على حسن صنيعه معي ولم يعرفني عن نفسه وغادرت وانا غارقة بتساؤلات من هو هذا الرجل اتراه ملاك أرسله الله وعندما وصلت إلى منزلي هجمت على أخي غاضبة منه إلا انني علمت بأن والدتي هي من منعته من الذهاب ظنا منها بأن أحدا ما من القرية سيكون مارا من هناك وبيمشي الحال.وبعد ان قصصت عليهم ما حدث ظلت تلك الحادثة تراودني وانا أتساءل من هو هذا الرجل
حتى رأيته على شاشة التلفاز نعم انه هو هو الشهيد ابو طالب يومها انهارت اعصابي واجهشت بالبكاء وبكيت كما لم ابكي في حياتي وانا اصرخ بأنه هو ووالدتي تحاول تهدءتي وقلت لها انه الرجل الذي انقذني في تلك الليلة ودارت الدنيا بي وأنا اتساءل رجل بمكانته وموقعه
يعرض نفسه للخطر من أجلي اي نوع من البشر انتم، لا بل اي اخلاق وشهامة تحملون اقسم انكم مسيحيون باخلاقكم اكثر منا.اقسم بأن سيدكم هو مسيح العصر ومهما قلت وكتبت لن افيكم حقكم.
نم هنيئا ابا اطالب فأنا لن انساك .
ج. ح
منقول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى