مقالات

إسرائيل تُكابر ونتانياهو يقودها إلى الهاويه

كتب إسماعيل النجار.

أربعون يوماً على بدأ الحرب كانت كافية ليصبح الإقتصاد الصهيوني في الحضيض، واحتياط العملة الخضراء بدأ بالإنخفاض أسوةّ بلبنان وسوريا المحاصرَين أميركياً والتي تعتبر أكثر البلدان المجاورة لفلسطين المُقام على ترابها كيان العدو،الشركات الأجنبيه الكبرىَ أقفلت أبوابها في تل أبيب وبعضها فضل المغادرة إلى الخارج، وما يزيد عن مليون مستوطن بدأوا يفكرون بالهجرة العكسيه خلال السنوات القليله القادمه لعدم إيمانهم بقوة اسرائيل وتراجع قوَّة ردع جيشها وفقدانه هيبته أمام مقاتلي حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي،الكيان الغاصب ليس بخير اليوم رغم التظاهر بالقوة والإتزان السياسي، ورغم التعتيم الكبير على الخسائر الإقتصاديه والماليه وتكلفة الحرب،الأنظمة العربيه المساندة للكيان سئموا بدورهم الإملاءآت الصهيو أميركيه عليهم التي هددت عروشهم من قِبَل شعوبهم، لكنهم بقيوا مجبورين على سد أفواههم والإصغاء إلى ما يُملىَ عليهم من أسيادهم وتنفيذ ما يُطلَب منهم تحت ضغط الحذاء الأميركي وإلّٓا؟؟؟،أما الخلافات السياسية في إسرائيل “الكيان” أصبحت أكبر من أن يتمكن المجتمع والقيادة الصهيونيتين من لملمَة أطرافها، فالسياسيين داخل القيادة اليوم كما العسكريين يتقاذفون التُهَم حول حجم الهزيمة التي بلغها كيانهم في ٧ أوكتوبر والجميع يتسابق مع الجميع حول رَمي مخلفاتها على بعضهم البعض خوفاً من المحاسبة والقصاص، وإنَّ أكثر المتضررين الغارقين هو “بيبي” نتانياهو الذي يبحث عن مخارج تقيه السجن وأساور الحديد في مِعصَمَيه لكنه لن ينجو منها فوثيقة وفاته السياسية وقعها له محمد الضيف يوم سبعه تشرين اول 2023 وقطع له القائد يحي السنوار تذكرة السفر إلى خلف القضبان الحديديه بلا عودة إلَّا إلى القبر،أمَّا ميدانياً قوات الجيش الصهيوني دخلت حرم مستشفى الشفاء والجنود دخلوا مبنى الطوارئ وهم يحاولون العثور على أنفاق في أسفل المبنى كما حاصروا مخيم الشاطئ بالكامل من دون أن يتجرَّأوا على إقتحامه لضيق زواريبه وخطورة المجازفه بداخله وما تنضوي على مخاطر إحتمال سقوط مئات القتلى من جنوده فمقاتلي المقاومة بداخله سيخوضون معهم معركة إما الموت وإما البقاء مما يعني أن التكلُفة عليهم ستكون ثمينة جداً وباهظة للعدو، كما إنَّ انعكاسات اقتحام المخيم على تل أبيب ستكون أشد وقعاً عليها من هزيمة ٧ تشرين، لذلك سيبقى المخيم محاصراً من دون ماء ولا كهرباء ولا دواء حتى رسم نهاية للمعركة القائمة مما يضيف إلى سجلات العدو جريمة أخرى بحق مِئَتَي الف فلسطيني يعيشون محاصرين فيه اليوم،أما الوضع الميداني داخل القطاع فإنه يزداد سوءً مع نقصان الماء والدواء والطعام وعدم دخول المساعدات لكن مقومات الصمود العسكرية كبيرة جداً وتتحمل شهور قادمة لا تتحملها إسرائيل بحجم الخسائر التي تمنَى بها كل يوم،أيضاً ثمَ أيضاً مزاج الرأي العام العالمي الذي بدأَ يتغيَّر لصالح فلسطين يوماً بعد يوم لإن صوَر المجازر والأطفال المَوتَىَ بدون حاضنات صدَمَ شعوب العالم، والكيان أصبحت سمعته في الحضيص في الوقت الذي تحاصر المقاومة في العراق وسوريا القواعد الأميركية بالنار وتدُك حصونها كل ساعة وكل يوم ، أما اليمن العربي الحبيب فهو يقوم بواجبه على أكمل وجه ويدُك كيان العدو بالصواريخ والأبابيل المُسيَّرَة وفي تطور لافت بالأمس قررَت القيادة اليمنية قصف أي هدف بحري صهيوني يحاول عبور باب المندب في خطوة تؤكد قراراً يمنياً حاسماً بإقفال ممر باب المندب أمام الملاحه الصهيونية الأميركية الأمر الذي سيُحَول الأنظار للتركيز على المعبر البحري الأفريقي الهام الذي بدأت أميركا تفقد السيطرة عليه مما يعني أن صنعاء ستنجح بجَر الولايات المتحدة الأمريكية إلى صراع مباشر معها على الارض وفي البحر بعدما حاولت واشنطن تجنبه لسنوات طويله وشنَّت حربها على اليمن بالوكالة، فبآنَ ضعفها ووهنها وأصبحَ واضحاً وجلياً للعيان أن لا عودة الى زمن التهويل والتهديد والهيمنة الأميركية في المنطقة،أما الزعماء الأعراب وأغنامهم حدث ولا حرج فقد عرجوا إلى عمق التاريخ الذي كَتَب عنهم بأنهم أكثر أُمَة نائمة وخائنة وخائبة على وجه .

بيروت في.. 15/11/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى