مقالات

فحص الضمير

بقلم معن بشور

علمتني الأيام انه إذا اختلطت الأمور عليك، واضطربت الرؤى وتشابكت، فما عليك الا ان تعود الى ضميرك وتقوم بما يمليه عليك هذا الضمير المتجرد من الانفعالات أو الأهواء أو المصالح العابرة او الاحقاد المريضة.

فاذا لم يكن القرار ناجحا او صائباً فتكون قد ارضيت ضميرك، وأرحت بالك، اما اذا كان القرار صائباً ونتائجه ايجابية فتكون قد كسبت مرتين راحة الضمير ونجاح القرار…
ولقد علمتني الايام ايضا ان لا شي أغلى وأثمن وابقى من راحة الضمير، شخصياً او مهنياً، او وطنياً او قومياً او انسانياً، لأن من يتهاون يوماً في ضميره يساوم على المبادئ والثوابت، يبقى أبد الدهر سقيم الوجدان، بل يتسرب الانهيار الى داخله فيتلاشى رغم كل مظاهر القوة التي تبدو عليه..
كما علمتني الايام ايضا ان من يلتزم حكم ضميره في أي قضية يواجهها يمتلك دافعاً اضافياً وقوة روحية وشجاعة معنوية تنعكس تدفقاُ في عطائه وتعطيه فرصا اكبر في احراز النجاح، وعلمتني الايام ايضا ان من يبتعد عن عن حكم “الضمير” يبقى زائغ البصر، مشوش البصيرة، قلق النظرات، حائراً ، خائراً، اياً كانت قدراته وسلطته وثروته.
راحة الضمير، او خلو البال كما يقولون، تبقى، كما علمتني الايام عنصر الثبات الرئيسي في تكوين الانسان، ومصدر القوة المعنوية والنفسية الاغزر في حياته.. فهل نخضع ضميرنا للفحص اليومي.. كما نخضع اجسامنا وصحتنا للفحص الدوري…
فمعاناة سقيم الوجدان تبقى اشد قسوة بكثير من معاناة سقيم الجسد….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى