نعم امن سورية من امن الامة والمنطقة والعالم
الكاتب العربي الاردني فؤاد دبور
سبق وان تناولنا هذا الموضوع، ونظرا لأهميته ولما تواجهه سورية هذه الايام من استكمال المؤامرة التي استهدفت سورية منذ شهر اذار عام 2011، وبخاصة تحركات في احدى المحافظات السورية لأسباب مختلفة بالنسبة الى الجهة التي تتحرك ومنها موضوع ضرورات الحياة بعامة واسعار المشتقات النفطية بخاصة، يحق لنا ان نسأل ونتساءل. من اوصل سورية التي كانت مكتفية ذاتيا نفطا وغذاء وكل ضرورات المعيشة وحياة الشعب؟ اوليست هي الحرب العدوانية التي تعرضت لها سورية قبل اكثر من اثنتي عشرة سنة والتي اسفرت عن تدمير معظم ان لم نقل كل البيئة التحتية والعديد من مؤسسات الدولة؟ اوليس الحصار الظالم المفروض عليها، واحتلال حقول النفط والغاز امريكيا، واحتلال مصدر الزيت والزيتون، والقمح وسلة الغذاء تركيا ومعها العصابات الارهابية؟ وماذا عن حلب المدينة الصناعية الاولى في سورية التي اقدمت السلطات التركية على نهبها وتدمير مصانعها؟
نعود لنؤكد على معاناة الشعب العربي في سورية حياتيا ومعيشيا للأسباب التي ذكرناها مجتمعة، وفي المقدمة منها الحصار الظالم المفروض عليها حتى قبل عدوان اذار عام 2011 من الادارات الامريكية. طبعا، ولا يمكن الا وان نذكر العدوان الصهيوني المستمر على سورية، والذي اسفر عن احتلال ارض الجولان الغنية بالإنتاج الغذائي والمياه اثر عدوان الخامس من حزيران عام 1967م. وعودا على التحركات الداخلية في احدى المحافظات لنؤكد على ان هذه التحركات قد جاءت لأهداف ابعد من الحصار والاسعار وغيرها، بل هي تحركات مدفوعة من اعداء سورية وبخاصة امريكا وفرنسا وبريطانيا بشكل اساسي لاستهداف الدولة السورية التي احبطت وافشلت عدوانهم ومنعتهم من تحقيق اهدافه.
وبالتأكيد وعندما تستهدف الجهات المعادية للامة العربية القطر العربي السوري ذلك لان هذا القطر يشكل المرتكز والقاعدة الصلبة للأمن القومي العربي اولا، ولأمن العالم ثانيا، إنما نستند إلى ما هو قائم من خلال المواقف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلاقات المتوترة أن لم نقل علاقات الصراع التي تقودها الجهات المعادية لسورية. بما يعني عدم امتلاك الأمة القدرة على الدفع بالعدو الخارجي الذي يستهدف فرض إرادته على الأمة ومقدراتها والإبقاء عليها مجزئة وفقدانها القدرة أيضا على تهيئة الظروف للنهوض والتقدم وتحقيق طموحات أبناء الأمة في التحرر والحرية والوحدة والسيادة والاستقلال والعيش الكريم. مثلما اصبح الصراع القائم في سورية وعليها صراعا عالميا بين العديد من الدول الاقليمية والعالمية.
يتم ذلك في ظل العدوان والتهديد الدائم لاستقلال العديد من أقطار الوطن العربي وسلامة أراضيها وهذا ما هو ماثل في المشهد العربي اليوم حيث تواجه العديد من أقطار الوطن العدوان الخارجي وأدواته في الداخل من الإرهابيين والقوى المرتبطة بالعدو الذي يستهدف امن الأمة العربية وحتى تحافظ الأمة العربية على أمنها فلا بد من أن تدرك أقطارها كافة التهديدات والتحديات التي تواجهها وتحديد مصادر هذه التهديدات كخطوة أساسية نحو صياغة استراتيجية أمنية وطنية وقومية..
ويأتي استهداف سورية كونها دولة عربية مقاومة ومواجهة للمشاريع العدوانية ونظرا لموقعها الجغرافي الهام في المنطقة والعالم وكذلك امتلاكها ثروة كبيرة من الغاز الطبيعي العنصر الاساسي في الاقتصاد والصناعة العالمية. ونظرا ايضا لان سورية العربية تقاوم المشاريع والمخططات الهادفة الى تحقيق امن الكيان الصهيوني الغاصب وعلى حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني وحقوق العرب في أرضهم وثرواتهم وسيادتهم على هذه الأرض، حيث تهدف القوى المعادية لإزاحة العقبة المتمثلة بالدولة السورية عن الطريق وصولا لتحقيق المشاريع والمخططات الموضوعة لإضعاف الأمة العربية والنيل من أمنها وسيادتها واستقلالها، وعليه فإن سورية ، وهي تصمد وتدافع وتدفع الثمن الباهظ بشريا وماديا واقتصاديا وسياسيا وما يلحق بها من دمار وخراب وبأيدي عصابات إرهابية ودول في الإقليم مثل تركيا ودول استعمارية كبرى امريكا، فرنسا، بريطانيا والعدو الصهيوني، إنما تدفع هذه الأثمان دفاعا عن أمنها الوطني وامن الأمة العربية، بما يعني أن صمود سورية ومواجهتها للعدوان الكوني انما يمثل صمودا للأمة العربية ويعني أيضا الحفاظ على ما تبقى من امن هذه الأمة المستباح ليس من الأعداء فقط بل ومن الذين يفتقدون إلى أدنى الروابط مع الأمة العربية حيث سورية العربية تمثل فعليا مرتكزا لأمن الامة والعالم عبر ما تشهده من تهديدات امريكية وصهيونية ومواجهة هذه التهديدات.
ولا ننحاز ولا نتجاوز الحقيقة عندما نقول بأن محاولة إسقاط الدولة السورية إنما يعني تحقيق أهداف العدو الأمريكي – الصهيوني والدول الاستعمارية بتحقيق مشاريعهم الهادفة إلى إسقاط الأمة والهيمنة على مساحاتها الجغرافية وثرواتها النفطية بشكل خاص، وكذلك اسقاط المشروع المقاوم للاحتلال الصهيوني للهيمنة الاستعمارية الامريكية منها والغربية، وكذلك احلام اردوغان الوهمية المستندة الى تحقيق اطماعه.
نؤكد على ان مواجهة العدوان والارهاب في سورية والقضاء عليه يخدم الامن العربي والدولي، ذلك لان العصابات الارهابية التي تسفك الدماء وتنزل الخراب والدمار في القطر العربي السوري تستهدف ايضا العديد من دول المنطقة والعالم ولنا شواهد كثيرة من ابرزها ما اصاب دول اوروبية ودول اخرى في هذا العالم. سورية صمام الامن والآمان ومرتكز الامن القومي العربي والعالمي كانت وستبقى.
بالصبر والارادة يواجه الشعب العربي في سورية اعداء الوطن والامة وستفشل مخططات الاعداء سواء في السويداء او دير الزور والحسكة وادلب وكل محافظات الدولة السورية
فـــــــــــؤاد دبــــــــور
27/8/2023