مقالات

الكلمة مسؤولية ..وقد اصبحت اخاف من الكلمة اكثر من اي وقت مضى

_____كتب/ سعيد فارس السعيد :

٢٠/ ٨ / ٢٠٢٣

عقود كثيرة وانا مع الكلمة المكتوبة أو المسموعة او المرئية …عبر وسائل الاعلام ( صحف ومجلات وإذاعة وتلفزيون ) ولكنني لم أشعر أو ألمس محبة وتقدير وإحترام الآخرين لي كما شعرت ولمست بذلك منذ شهر الى الآن ، وتحديدا منذ ان اعلنت ونشرت عن حالتي الصحية ..سواء من خلال كثافة التعليقات على منشوراتي ، او من خلال زيارة أعداد كبيرة من المحبين لي لمنزلي بعد اجراء العملية الجراحية للإطمئنان على صحتي ، رغم الأحوال المعيشية الصعبة للجميع ..فهل لأنني كنت واضحا موضوعيا بكلمتي ، صادقا بحبي واخلاصي وولائي لله وحده ، وللوطن وحده .؟

أم لأنني كنت محبا مخلصا لآلامهم واحزانهم وهمومهم وآمالهم ..؟؟أم لأنني لم يسبق لي أن أعلمت الرأي العام المحلي عن ألم او حزن أصابني وهكذا طبيعة البشر يحبون ان يشاركوا الآخرين بآلامهم ؟ أم انني فعلا استحق هذا الحب لمزايا واعمال ومواقف لي كنت اعتبرها بسيطة وهي من واجباتي الاجتماعية والاخلاقية والوطنية ؟أم هل الرأي العام المحلي والعربي بهذا الوعي الوطني والقومي والنضالي وهو يتابع مقالاتي ومنشوراتي ويتابع احاديثي الاذاعية وتصريحاتي لوكالات الانباء وللمواقع الاخبارية وللصحف والمحلات ، فكنت أعبر ما يجول بأنفسهم وألامس الحق والحقيقة بشفافية وموضوعية .. ؟لذالك منحني كل الاخوة والاخوات بوسائل التواصل الاجتماعي كل هذا الاهتمام وكل تلك المحبة ؟ولذلك فإنني عندما خرجت من منزلي في مدينة نبل ولأول مرة منذ شهر عصر هذا اليوم متوجها الى الساحة الرئيسية بمسافة اقل من كيلومتر . .استوقفني عشرات الاخوة المحبين للتهنئة بالسلامة وبعيونهم السرور والفرح واكثرهم من قال 🙁 الحمدلله انك رجعت لنا بالسلامة ) اكثر من ساعة ونصف حتى استطعت ان اصل مشيا للساحة العامة وسط مدينة نبل .ولأول مرة لم أشعر بآلامي أو بصعوبة المشي ..نعم عندما رجعت لمنزلي شعرت إنني امام مسؤوليات كبيرة وخطيرة جدا ..

وقد بدأت اخاف من اية كلمة اكتبها او انشرها او اقولها عبر وسائل الاعلام للرأي العام ولكل من يتابعني ..فالكلمة مسؤولية ..نعم الكلمة مسؤولية .

فإما ان تكون سنبلة قمح ..او رصاصة .انها مسؤولية عظيمة ومسؤولية امام الناس وامام الله .

فالكلمة هي حياة .وبالكلمة تتوضح صورة الإنسان ، كما تتوضح كل صفاته وأهمية وجوده بالحياة وبين الناس .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى