أردوغان يستجدي موسكو وطهران إنقاذه..أميركا تتآمر علي!!
د . إسماعيل النجار
28 أيار موعد دورة الإنتخابات الرئاسية الثانية في تركيا التي أصبحت قابَ قوسين، والمعارضة تستعد لمواجهتهِ وسط غموض بالموقف الأميركي المتذبذب فيما يخص الإنتخابات الرئاسية،
رجَب طيب أردوغان يرتجف ومستقبله السياسي وحريتهُ على المِحَك والذين ينتظرون الإنتقامزمنه كُثُر، رغم فوز إئتلافه في الإنتخابات البرلمانية بأغلبية لا بأس بها لم تتعدىَ أل 325 نائب لكل قِوَىَ ألإئتلاف بوجه المعارضة.
روسيا هَزّت كيانه في تخليها عنه في الدورة الأولى من الإنتخابات الرئاسية وكذا فعلت طهران، رغم إنتشالهم له من فم الإنقلابيين عام 2017
وما حصل خلال الإنتخابات الأخيرة من طرَفَي موسكو وطهران ما كانَ بقصد التخلي عنه ولكن كانَ لا بُد من تذكيره بمواقفهِ التي إتخذها خلال السنوات الماضية ضد روسيا في حربها مع أوكرانيا ومع إيران في سوريا فيما يخص مدينة إدلب ونقضهِ جميع الإتفاقات المُوقعه معهُ، وزيارته إلى أوكرانيا وإعلانه منها أن تركيا لم ولن تعترف بضم جزيرة القرم لروسيا في رسالة إحتجاج وابتزاز منه تعكس حالة التوتر التي يعيشها الرجل من إصرار موسكو وطهران حينها على إسترجاع مدينة إدلب وإخراج المسلحين الإرهابيين منها من دون دفع أي ثمن بديل أو مقابل.
ثانياً : وَجَبَ تذكيرهُ باللقاء العلني الذي حصل بينهُ وبين زعيم حركة “أتراك القرم” (جميل قرمللي أوغلو) الذي وعده أردوغان آنذاك بالدعم العسكري وأوعَزَ للصحف التركية المُقَربَة منه بشَن حملة واسعه على بوتين ووصفه بالغدار،
ثالثاً : بيعه طائرات بيرقدار المتطورة إلى نظام زيلينسكي الذي إستخدمها بكثافة خلال المعارك الطاحنة مع روسيا والتلويح للقيصر بالإستعانه بالأطلسي وأوروپا في حال تم تهديد روسيا لبلاده،
بكل ذلك بدا واضحاً آنذاك الأهمية التي يوليها السلطان العثماني لمدينة إدلب السورية لما لها من أهمية إستراتيجية له، لذلك كانَ يسعى جاهداً للدفاع عنها ومنع سقوطها،
بينما اليوم يُبدي أردوغان إستعدادهُ تقديمها بِمَن فيها ثمناً لروسيا وطهران من أجل مساعدتهُ، ومن أجل المصالحة مع الرئيس الأسد في حال ضَمَن الأخير له تجريد منظمة قسد من سلاحها وتفكيكها ومنع الأكراد من التحرك على حدوده الجنوبية.
إدلب كانت تُعتَبَر وسيلة الضغط المهمة جداً لأردوغان الذي تمسكَ بها من أجل قبض ثمن كبير عند صياغة الحل النهائي في سوريا، ولكي يضمن لقيادات الجماعات الإرهابية تمثيلاً رفيعاً لهم في أي حكومة وطنية مقبلة يتم تشكيلها ضمن إتفاق يكون له من خلالهم نفوذ قوي داخل دائرة القرار في دمشق،
ومن المعروف أن أردوغان كانَ قد استفاد من هؤلاء الإرهابيين عندما استعملهم على الاراضي الليبية خلال دفاع بلاده عن حكومة السرَّاج آنذاك،
أما اليوم وقد إختلفت الأمور والظروف السياسية الدولية؟
فأنه لم يعُد أمام الطامح بإستعادة أمجاد السلطَنَة العثمانية سِوَىَ تنفيذ كامل ما تعهد به لموسكو وطهران للمساعدة بتسوية الخلافات مع دمشق، ومساعدته خلال الدورة الثانية من الإنتخابات الرئاسية في 28 أيار القادم أي بعد أيام،
أميركا تحاول الإيحاء لأردوغان أنها تقف على حياد تام وعلى مسافه واحدة من الجميع حيال الإنتخابات الرئاسية التركية، لكنه شخصياً يعرف تماماً أن واشنطن كاذبة وبأنها تتواصل مع خصمه اللدود كمال قلغدار أوغلي من أجل إسقاطه،
أخيراً هل يركع السلطان؟
بيروت في…
25/5/2023