انتخابات بلدية المنية: خلط أوراق و″المستقبل″ امام امتحان الوفاء… (سفير الشمال:عمر ابراهيم)
على مسافة اقل من شهر على موعد انتخابات بلدية المنية الفرعية بدات المنطقة القائمة على التوازنات العائلية والعشائرية تشهد سباقا محموما بين مكوناتها لحجز مقاعد لهم على لوائح “البيرمو” وسط تخبط واضح لدى تيار المستقبل في حسم موقفه تجاه مرشحيه المفترضين لعضوية ورئاسة البلدية.
قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن المسار الذي ستسلكه المعركة الانتخابية وعن موازين القوى بانتظار تشكيل اللوائح ومعرفة من ستضم اللائحتان الأساسيتان التي سيدعم احداها النائب السابق كاظم الخير في مواجهة اللائحة المدعومة من “المستقبل” ممثلا بنائب المنية عثمان علم الدين.
تفاصي المعركة باتت واضحة للعيان، فهنا لكل طرف أهدافه من وراء السيطرة على البلدية، وهو ما يجعل الكل يعمل ليلا نهارا لتشكيل لائحة قوية للسيطرة على غالبية أعضاء المجلس البلدي ال٢١ وضمان الحصول على رئاسة المجلس.
وليس خافيا على احد فان النائب الخير ربما يكون في وضع اكثر ارتياحا من “المستقبل” فهو رسم تحالفاته العائلية بانتظار وضع اسماء اللائحة على عكس “المستقبل” الذي يجد نفسه في موقف محرج امام حجم الطامحين للترشح على عضوية ورئاسة البلدية، فضلا عن ضياع القرار بين نائبه علم الدين وأمينه العام احمد الحريري، وربما يكون لكل منهما حساباته الخاصة ومصالحه مع هذا المرشح او ذاك.
وكما هو معلوم فان استقالة بلدية المنية كانت مسبباتها سياسية صرفة، بعدما قرر قسم من أعضائها ومعهم رئيس الاتحاد عماد مطر الاستقالة دفاعا عن المستقبل امام خسارته للبلدية في مدينة الشهيد رفيق الحريري.
هذه الاستقالة التي خسر فيها مطر منصب رئيس الاتحاد جاءت من باب الوفاء للخط السياسي الذي يمثله، علما ان مطر يصنف على انه من العائلات الصغيرة في عدد ناخبيها، وهو لو أراد المساومة سياسيا لحصل على رئاسة بلدية المنية وساهم في قهر المستقبل في عقر داره لصالح النائب الخير .
موقف مطر لاقى حينها استحسانا من “المستقبل” لكن من دون ان يكون هناك ترجمة فعلية حتى اللحظة حيث ان “التيار الأزرق” لم يحدد اسماء المرشحين وهو ربما أعطى وعودا للعديد من الطامحين لتولي منصب الرئاسة وغالبيتهم من العائلات الكبيرة في عدد الناخبين ما يشير الى محاولة ارضاء تلك العائلات على حساب العائلات الصغيرة التي تشكل مجتمعة تحو ٢٠ الف ناخب، والتي قد تشعر في حال تم تغييب مرشحها لصالح العائلات الكبيرة بمحاولة إقصائها فضلا عن الموقف المحرج للمستقبل الذي قد يظهره على انه غير ملتزم بعهوده وغير مبال بمن ضحى معه، ويفتح المعركة حينها امام احتمالات كبيرة قد تقلب الموازين وتاتي بنتائج مغايرة لحسابات البعض، انطلاقا من باب “النكاية” ودفاعا عما يعتبره البعض انتصارا لمظلومية من تخلى عن المناصب لمنع خسارة تيار السياسي.