مقالات

بوتين يفتح أبواب الهيبة حين انحنت البروتوكولات أمام القادم من ضمير الأمة

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

بوتين يفتح أبواب الهيبة حين انحنت البروتوكولات أمام القادم من ضمير الأمة

لم يكن لقاء عابر ولا صورة بروتوكوليّة تضاف إلى أرشيف الكرملين.
كان مشهداً مهيباً كتب بلغة الرموز لا الكلمات ، حين استقبل الرئيس فلاديمير بوتين الرئيس أحمد الشرع.
لحظة لم تتكرر مع رئيس قبله ولو كان على رأس أعظم دول الأرض.

بوتين الذي صافح رؤساء الصين وكوريا وأمريكا وأوروبا لم يُرَ يوما بهذا الترتيب الدقيق ولا بهذا الحضور الكثيف ولا بهذه الستائر المخملية التي بدت وكأنها تتهيّب القادم. رجال الدولة مصطفّون، القاعة مفروشة بالهيبة ، والزمان متوقف احتراما لضيف يحمل في ملامحه قضية وفي خطاه ذاكرة شعب.

عكس الاتجاه نيوز لا تقرأ الصورة كحدث بل كإعلان رمزي أن القادم ليس مجرد رئيس بل حامل لرسالة تتجاوز الجغرافيا وتخترق جدران السياسة .
بوتين الذي لا يجامل فتح أبواب الكرملين كما لم يفعل من قبل وكأن روسيا الرسمية أرادت أن تقول ها هو صوت الشرق ، ها هو وجه الكرامة.

في هذا اللقاء لم يكن أحمد الشّرع ضيفا بل مرآة لضمير عالمي يبحث عن من يمثل القيم لا المصالح وعن من يرفع راية المظلوم لا راية التوازنات.
فكان الاستقبال بحجم الرسالة وكان المشهد بحجم التاريخ.

هذا الترتيب الفريد وهذه الهيبة التي سبقت الكلمات ليست صدفة ولا مجاملة دبلوماسية. إنها قراءة روسية دقيقة للرمزية التي يحملها الرئيس أحمد الشّرع وإدراك عميق بأن القادم ليس مجرّد رئيس بل حامل لرسالة تتقاطع مع ضمير الشعوب وتوقها للعدالة.

عكس الاتجاه نيوز لا تقرأ الستائر ولا كثافة الرجال كديكور بل كإعلان غير منطوق أن هذا اللقاء سيثمر ما لم يثمره لقاء قبله وأن روسيا الرسمية اختارت أن تصغي لا أن تلقي بيانا جاهزا.

نحن لا نبشر بنتائج سياسية تقليدية بل نقرأ ولادة مسار جديد حيث تصاغ التحالفات على أساس الهيبة لا المصالح وعلى أساس الرسالة لا المجاملات. وما جرى في قاعة الكرملين ليس مجرد استقبال بل بداية لزمن جديد زمن تكتب فيه المعادلات الدولية بلغة الضمير ويعاد فيه الاعتبار لمن يحملون قضايا الشعوب لا ملفات التوازنات.

فانتظروا فالصورة قالت ما لم يقله البيان والهيبة أعلنت ما لم يعلن رسميّاً وعكس الاتّجاه لا يخطئ قراءة الرّموز .

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى