فنجان قهوة بسعر خيالي فهل تحولت دمشق إلى أغلى مدينة سياحيّة دون سياحة ؟

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
في قلب العاصمة السّوريّة حيث يفترض أن تكون الضّيافة جزءاً من الهوية يتفاجئ المواطن والسّائح على حد سواء بأن فنجان القهوة قد يكلفه أكثر مما يدفعه في باريس أو نيويورك المطاعم والكافيهات في دمشق باتت تتفنّن في رفع الأسعار دون حسيب أو رقيب في مشهد يعكس فلتاناً رقابياً صارخاً واستغلالاُ ممنهجاً للزبائن وسط غياب شبه تام لدور وزارة السياحة
الاستغلال المقنن حين يتحوّل الكافيه إلى مصيدة مالية
لم يعد الأمر مقتصراً على المطاعم الفاخرة بل امتد إلى المقاهي الشعبية التي ترفع الأسعار تحت مسميات الضريبة والخدمة والحد الأدنى للطلب الزبون يُفاجئ بفاتورة تفوق توقعاته دون عرض مسبق للأسعار أو توضيح بنود الفاتورة بعض الأماكن تعتمد على غياب الرقابة لتفرض أسعاراً خيالية على منتجات لا تستحق نصف قيمتها
وزارة السياحة الغائب الأكبر عن المشهد
المهام المفترضة للوزارة مراقبة الأسعار وضمان الشفافية في عرضها
إصدار لوائح تنظيمية تلزم أصحاب المنشآت السياحية بتحديد الأسعار بشكل واضح
حماية المستهلك من الغش والاستغلال و دعم السياحة الداخلية والخارجية عبر تحسين تجربة الزائر
لكن الواقع يقول
غياب الحملات التفتيشية المنتظمة عدم وجود آلية فعالة لتلقي شكاوى المواطنين والسياح تجاهل واضح لتأثير هذه الفوضى على سمعة دمشق السياحية
فآن الضحية المواطن والسائح معاً
المواطن السوري الذي يعاني أصلاً من ضغوط اقتصادية يجد نفسه مضطراً لدفع مبالغ غير منطقية لقاء وجبة بسيطة أو مشروب
و السائح الذي يبحث عن تجربة ثقافية وإنسانية يصطدم بجشع تجاري يترك انطباعاً سلبياً عن المدينة
النتيجة نفور شعبي من ارتياد المطاعم وتراجع في السياحة الداخلية والخارجية
السياحة ليست رفاهية إنها اقتصاد و هوية
السياحة تمثل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني ودمشق تملك من التاريخ والجمال ما يؤهّلها لتكون وجهة عالمية
لكن غياب التنظيم والرقابة يحوّل هذه الميزة إلى عبء ويشوه صورة المدينة في أعين الزوار الإصلاح يبدأ من فرض قوانين صارمة وتفعيل دور الرقابة وتقديم تجربة عادلة ومحترمة لكل من يدخل مطعماً أو كافيه
هل من صحوة؟
إن استمرار هذا الفلتان الرقابي لا يهدد فقط جيب المواطن بل يهدد هوية دمشق نفسها فالسياحة ليست مجرد صور على إنستغرام
بل هي تجربة متكاملة تبدأ من فنجان القهوة وتنتهي بانطباع لا ينسى
وعلى وزارة السياحة أن تدرك أن صمتها لم يعد مقبولا وأن الإصلاح يبدأ من الشارع من الطاولة من الفاتورة
هل آن الأوان لنقول كفى ؟
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً