يا حكومة، ما قلنالك هيك ..

بقلم رئيس التحرير: ضياء بديوي
حين تُفهم الإشارات خطأً ..
من موقعي كصحفي عايش المراحل المتعاقبة من بناء سورية الحديثة، و أراقب تطوراتها بتجرد وحرص، بدأت ألحظ مؤخراً، في أوساط معينة من المجتمع، أصواتاً تحث النساء على الاحتجاج ضد الحكومة. ظاهرياً، قد يبدو الأمر امتداداً طبيعياً لحرية الرأي، لكن بحكم مهنتي وإلمامي بدراسة الواقع، تساءلت: ما الذي يدفع المرأة السورية اليوم إلى التظاهر؟
بالنظر إلى ما تحقق فعلياً، نجد أن المرأة في سورية نالت حضوراً سياسياً ومؤسساتياً غير مسبوق، فشغلت مناصب وزارية ومستشارية، وأسهمت بفاعلية في مفاصل القرار وصياغة الحياة العامة. احترام المرأة وتعزيز مكانتها لم يكونا مجرد شعارات، بل انعكسا في سلوك الشارع والتشريعات، حتى أن نسب التحرش – بحسب ما اطلعت عليه من مصادر قضائية وأمنية – تراجعت بشكل ملحوظ لتصل إلى انخفاض يُقدر ما بين 80 إلى 90%.
إذاً، فإن هذه الدعوات للتظاهر، في ظل ما تحقق، تبدو وكأنها تُقابل الإشارة بعكس الاتجاه. نقولها بوضوح: “يا حكومة، ما قلنالك هيك”… خففي قليلاً من الحماس، فالمُنجز يتحدث، و”اللبيب بالإشارة يفهم”.