مقالات

طاولة مفاوضات من طراز جديد

د تيسير أبوعاصي

استهلال هذا المقال بهذه الجملة ربما لإفتراضي اننا في خضم دخان المدافع ، وفي ظلال التضحيات البطولية للمقاومة الفلسطينية في غزة والمقاومة اللبنانية ومبادرات مقاومة الاسناد اليمني والعراقي والايراني ، ومناصرة قوى التحرر والشعوب الأممية ، على خلفية هذا المشهد البطولي الآسر المناهض للبربرية الصهيونية واجرام الدولة العبرية ومشروعها القديم الجديد المدعوم من دول الهيمنة والتفرد وعلى رأسها امريكا ، أقول اننا في هذه الاجواء يجب ان نكون موضوعيين بترقبنا لمعالم الانتصار القادم بإذن الله ولا نغرق في هالة من المطلق في اصطلاح الانتصار .

. ان هذه المقاومة الباسلة في غزة قد ودعت عاما وولجت في عامها الثاني مسطرة ملاحم بطولة غير مسبوقة سيما مع هذا الاحتلال الغاشم في كافة المحطات العابرة والملازمة لتاريخ القضية ، إن الحروب المتعاقبة التي لم تطل فترتها الزمنية ولم تكن لترضي عدالة القضية في أدائها ونتائجها [ اذا ما استثنينا حرب تشرين / 1973 ومعركة الكرامة ] ؛ تستكمل تصحيح مساقاتها في هذه المقاومة وحواضنها الشعبية وابداعات الارادة حين تتوفر لها عوامل الصمود وامتلاك زمام المبادرة .

. ان الانتصار بموضوعية تامة سيتمثل في نهاية الامر (وأظنه ليس ببعيد ) في حدوده الدنيا هو الجلوس الى طاولة مفاوضات عتيدة وبحضور مشرف للمفاوض العربي متكئا على اوراق تفاوضية عديدة فرضت شأنها بندية متينة ورصينة ، ركيزتها الصمود والمقاومة في الميدان والحاق الخسائر تلو الخسائر في الأرواح والمعدات وفي الروح المعنوية التي لم تعتد عليها قوات الاحتلال ولم تذق طعم الهزائم وردع عدوانها الغاشم على البشر والحجر والشجر ، من موقع الاقتدار والحكمة والفعل والقيادة ؛ وليس من موقع اليأس والبؤس والإكتفاء بشعارات وتبريرات ركيكة وضيعة لا تسمن ولا تغني من جوع تتناسب مع واقع الحال المنهزم طوال تاريخ الصراع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى