مقالات

أيها العربي أخبرني.. متى تغضبْ؟

ايهاب شوقي

كانت ولا تزال الشعوب هي أكبر رقم وازن في المعادلات السياسية، ولولا هذا الوزن لما أسست أكاديميات كبرى ومنابر ضخمة ووسائل إعلام ينفق عليها مليارات الدولارات لمخاطبة الرأي العام وبلورته وتوجيه بوصلته الرئيسية.

وتتضاءل قوة السـ.لاح مهما بلغت درجة فتكه وتطور تكنولوجيته أمام حركة الشعوب وصمودها، كما تتضاءل قوة الأنظمة مهما بلغت من القمع والاستبداد أمام إرادة الشعوب في التحرر، وهو ما خلق وسائل وخطط بديلة لتحييد الشعوب واحتواء طوفــ.ـانها الهادر.

ولا شك أن من أسوأ المفاجآت وأكثرها خذلاناً، كان الظهور الباهت لدور الشعوب العربية والإسلا مية – إلا فيما ندر – في هذه المعركة الوجودية، والذي لا يتسق مع خطورة هذه المعركة ونتائجها المصيرية للمنطقة من جهة، ومن جهة أخرى لا يتسق مع حقيقة وجوهر مشاعر الجماهير وانحيازها للقضية الفلسـ.ـطينية وعدائها الصادق للكيان الصهيـ.ـوني.

وهو ما يقود إلى أن هذه الأزمة تتطلب جهداً لمعالجتها، وهذا الجهد ينبغي أن ينطلق من توصيف دقيق.

وهنا ينبغي التفريق بين توصيف ينطلق من أن هذا الصمت ينتج عن حياد وفقدان للهوية وخيانة للقضية، وهو ما يقود لذم الشعوب وجلدها. وبين توصيف ينطلق من أن الصمت ينبع من سلبية طرأت على الشعوب وعجز عن ترجمة حقيقة وجوهر مشاعرها وانحيازاتها، وهو ما يقود إلى جهد لتحريك الشعوب وإفاقتها وإحياء دورها المفقود.

وهنا نحاول القراءة في تفسير هذه السلبية وتأثيرها وما المقترحات لتفعيل الدور الشعبي وإحيائه..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى