مقالة مهمة لمن يسأل عن تداعيات واحتمالات الحرب الشاملة
بقلم الأستاذ جعفر عتريس
لمن يسأل عن “حرب أميركيَّة إيرانيَّة” إثر الضَّربة الإيرانية المرتقبة لإسرائيل فليسمع الجواب التَّالي:
#أوَّلاً المحسوم أنَّ ما تقوم به واشنطن والأطلسي وبقيَّة شركاء واشنطن(عبر تحشيد بعض قواتها بالمنطقة)هو “استعراض قوَّة”، وقد يتجاوز ذلك إلى “فعل القُوَّة نفسه” لكن بنسبة لا تتَّفق مع “حاجات حرب كبيرة مع إيران” وهذا أمر محسوم. #وهذا يعني أنَّ وضعيَّة القوَّة التي تقودها واشنطن “ردعيَّة أكثر منها هجوميَّة”، لا لأنها لا تريد أن تهاجم، بل لأنّها لا تستطيع بهذه القوَّات الموجودة أن تقود “حرباً مفتوحة أو كبيرة” ضد إيران. #ثانياً: منذ الضَّربة الإيرانية الشَّهيرة لقاعدة “عين الأسد” إثر استشهاد الحاج قاسم سليماني، ثمَّ صواريخ صنعاء اليمن والفصائل العراقيَّة التي دكَّت القواعد والسُّفن الأميركية والأطلسية بصواريخ بالستيَّة وجوَّالة “شديدة الفتك” ودون إغراق صاروخي كسرت “تفوُّق المنظومات الإلكترونية والدفاعيَّة الأميركيَّة”، ومعها حسمت جدليَّة أنَّ الأساطيل البحرية والقواعد العسكرية الأميركية “كلها مكشوفة وتحت الدمار” حال أي حرب مفتوحة مع إيران، ومع مبدأ “الإغراق الصاروخي الشَّديد” ستعيش هذه القواعد والأساطيل لحظة انهيار لا سابق لها، والأهم أنَّ أنظمة الرادار والتشويش والحرب الإلكترونية والقدرات الصاروخية الدفاعيَّة الأميركية فشلت بطريقة “مذلَّة” أمام تقنية الصواريخ الإيرانية المدمرة والتي تخترق طبقات الصوت بسرعة تصل إلى أكثر من 16 ماخ، وهي موجودة باليمن والعراق ولبنان وسوريا فضلاً عن ترسانتها الهائلة بإيران، ولم يجرّب الإيراني منها إلاَّ “النسخ القديمة”.!! #بالضَّرورة هذا يعني أنَّ “كل القواعد الأميركية بالشرق الأوسط” مكشوفة تحت “سطوة دمار” سيمنع “وظيفتها العسكريَّة مطلقاً”، والتجربة اليمنيَّة والعراقية طيلة أشهر مضت مدهشة بهذا المجال، ومع أي “حرب كبيرة مع طهران” ستتحوَّل هذه القواعد إلى “خردة”، وهذا ما أقرَّت به منشورات الحرب بأميركا وأوروبا ومنها “منشورات حرب وكوارث”، وأكده معهد واشنطن، وهذا يعني أنَّ “أميركا والأطلسي” سيفقدان “قدرة الحرب” بسرعة هائلة بالشَّرق الأوسط، ومعها تتحوَّل الكفَّة لصالح طهران ومحورها وسط لهيب لن ينحصر بمنطقة الشرق الأوسط، لأنَّ “تعدديَّة القوَّى بالعالم” تنتظر لحظة “الإنشغال الأميركي بحرب إغراقيَّة لواشنطن”، وهذا ما تنتظره روسيا والصين وكوريا الشمالية بلهفة شديدة.!! #وهنا يجب أنَّ نتذكَّر، أنَّ النّظام الدولي “أضلاع”، وأنَّ “ضلع الشَّرق الأوسط” أهم أضلاع قوَّة واشنطن بهذا النّظام الدولي، أو ضلع “له أهميَّة راجحة جدَّاً”، ومع خسارة واشنطن لقواعدها العسكريَّة هنا ستتحوَّل إلى “دولة عرجاء” وسط “نزعة قوى عالميَّة” تتوثَّب للإنتقام مِن واشنطن” وهذا ما أقرّته أوراق الكوارث الإستراتيجيَّة المنشورة بالعام 2019، وهذا بالضرورة المحتومة سيسمح لـ”روسيا” باستعمال “قوَّتها المفرطة” لاحتلال أوكرانيا وبولندا وشقّ طريق امبراطوريتها بالنار نحو أوروبا الضَّعيفة.!! وستلاقيها “الصين وكوريا الشماليَّة” باجتياح تايوان وكسر الضّلع الأميركي “هناك”، لأنَّ الصين مثل روسيا تنتظر لحظة “انهيار الضّلع الشرق أوسطي لواشنطن” حتَّى تنقضّ على فرائس “النظام الدولي الجديد” الذي سيتأسَّس حتماً مع “انهيار قواعد واشنطن بالشرق الأوسط”، #ويجب أن لا ننسى “كوريا الشماليَّة” وقنابل “أميركا اللاتينية” التي تنتظر أي سقطة أمريكيَّة واضحة، خاصة “ضدّ إيران”.!! #وهنا يجب عدم فصل “القوَّة عن الشَّجاعة وسرعة المبادرة” بخصوص “محور طهران”، خاصةً أنَّ هذا المحور لم يستعمل “أقوى قوَّته” فضلاً عن غيرها، بخلفيَّة اعتقاده بنظريَّة “قتال المراحل التَّاريخيَّة”، لذلك مع أي “حرب كبيرة” وسقوط “نظريَّة المراحل القتاليَّة” سيبادر هذا المحور بسرعة وشجاعة وانتظام لهدم “هياكل القوَّة الأميركية بالمنطقة”، ومعه ستتحوَّل القواعد الأميركية إلى “خردة”، وهذا ما لفتت له الدراسات الأميركية ، ومنها “دراسات نهائية صادرة عن البنتاغون”.!#هنا بالذَّات تصبح إسرائيل “تفصيلاً” بميزان القوَّة ومشاريع الدَّمار والإنهيار الإستراتيجي”حال الحرب”، لألف سبب وسبب، ومنه أنَّها كيان موجود فوق “خطّ ساحلي ضَيِّق” بمساحة “صغيرة جداً”، وأرضيَّة قوَّتها العسكرية والمدنيَّة مكشوفة بشدَّة ضمن “مساحة ضيّقَة”، بحيث لا تحتاج إلاَّ إلى “هجمة صاروخيَّة “إغراقيَّة مِن النَّوع الثَّقيل”: إيرانية أو محوريَّة” حتى تنتهي كـ”كيان قوي” أو “شريك قوي” بحرب المنطقة، وواقعها بعد طوفان الأقصى يؤكّد “المؤكّد”، لدرجة أنَّ واشنطن والأطلسي زحف لمساندتها خشية الإنفراط “المُرَوِّع”.! مِن هنا قلنا بأنَّ إسرائيل حال أي حرب كبيرة “ليست أكثر مِن تفصيل بميزان القوَّة المنفَجر”، خاصةً أنّها صغيرة وضيِّقة، وهيكلها العسكري والمدني مكشوف جداً. وعليه مع أي هجمة نوعية إغراقيَّة تطال هيكلها العسكري والمدني ستنتهي إسرائيل. #ومع كل ما سبق يجب أن لا ننسى أنَّ إيران “قوَّة نوويَّة”، وهذا أمر محسوم، والقوَّة المستورة لديها تخوَّلها الحضور بـ”ميزان الرَّدع النَّووي وفعاليَّته”بشكل قطعي، وهنا لا نتحدَّث عن مشروع إيران النَّووي (الحكومي)، ولا عن شُكوك واشنطن الجديَّة حول “مشروع نووي غامض وهائل” يقوده “الحرس الثوري الإيراني”، ولا عن قدرتها على تصنيع قنبلة نووية بأقل مِن “أسبوع”، بل عن القنابل النَّووية السوفياتية الضَّائعة(والمعرفة) زمن سقوط الإتحاد السوفياتي، وهي ليست قليلة أبداً.!!!!!! #ولأنني أريد الإختصار المفيد جدَّاً لم أتحدَّث عن مضيق هرمز وباب المندب وجبل طارق ومصافي النفط وشرايين العالم ومسطَّحات المحيط الهندي و”مشاريع الخنق” التي تستطيع الصواريخ والبحريَّة الإيرانية ممارستها بطريقة لا سابق لها، كما لم أتحدَّث عن مبدأ “مسح الدُّول الوكيلة لأمريكا بالشرق الأوسط” بشكل صادم.#وكخلاصة أقول: وضع إيران ضمن مبدأ “مِن بَعدِي الطُّوفان” سيسقط أميركا عن رأس النّظام الدولي وسينهي أميركا بـ”الشرق الأوسط”، وسيسمح لروسيا والصين وكوريا الشمالية بكسر ميزان الردع الآسيوي الأوروبي.! ومع انهيار الضلع الآسيوي لصالح الصين، والأوروبي لصالح روسيا سيتغيَّر العالم بشكل هائل، وهذا ما تعرفه واشنطن بشدَّة، وتدرك أنَّها لا تستطيع “دفع ثمن أي حرب مفتوحة مع إيران”. #تذكَّروا جَيِّدَاً هذه الحقيقة ، لأنَّها مفتاح “أي حرب كبيرة” تخوضها واشنطن ضدّ إيران.!!!!!!!! #وعليه، وفقاً لهذه “الحقائق الثَّابتة” ستبلع واشنطن ضربة إيران لإسرائيل، ومعها سيتأكَّد ميزان “إسرائيل الضَّعيفة” التي لا يمكنها أن تعيش بعد اليوم إلاّ بظلّ “قواعد وحماية أميركية أطلسيَّة”، ومعها سيتَّضح أنَّ القوَّة المحشَّدة مِن أميركا والأطلسي بهذه الأيام التاريخيَّة ليست أكثر من “قُوَّة ردع” لا “قوَّة حرب”، والأيّام أو الساعات القادمة بيننا إنْ شاء الله.
الثلاثاء 6 آب/2024