معطيات خطيرة .. “شبكة كمائن من غزّة الى اليمن” !
ماجدة الحاج
إلى اليمن ، وصلت ارتدادات حرب غزّة. ومجدّدا سارعت الولايات المتحدة لإنقاذ “قاعدتها العسكرية” في المنطقة-“اسرائيل” لفكّ طوق الحصار عنها الذي الذي فرضته حركة “انصار الله” اليمنيّة عليها وشلّت موانئها في سابقة عربيّة هي الأولى. تهرع واشنطن لإنشاء تحالف في البحر الأحمر بزعم “حماية الملاحة الدولية” وسط تلويح بعزم توجيه ضربات عسكريّة ضدّ اهداف عسكرية للحركة في اليمن.. ومرّر مركز “ستراتفور” –المقرّب من اجهزة الإستخبارات الأميركية، خبرا مفاده”إذا الحقت هجمات الحوثيّين اضرارا كبيرة بالسّفن العسكرية الاميركية او “الاسرائيلية” فقد تضطرّ الولايات المتحدة و”اسرائيل” للمبادرة الى شنّ ضربات انتقاميّة ضدّ مصالح الحوثيين في اليمن”. سريعا جاء ردّ “انصار الله” على لسان زعيمها السيّد عبد الملك الحوثي امس الاربعاء، والذي هدّد الولايات المتحدة بالرّد على اي استهداف اميركي لليمن، متوعّدا ب”جعل البوارج والملاحة الاميركية هدفا لصواريخنا ومسيّراتنا”.. تهديدٌ جاء على وقع تسريبات في بيروت نُسبت الى شخصيّة صحفيّة مخضرمة كشفت انّ حركة “انصار الله تجهّزت فعليّا للرّد على اي استهداف اميركي لأهداف تتبع لها في اليمن، وألمحت الى انّ “باكورة” ردودها قد تشمل قصف ميناء حيوي “اسرائيلي” على ان تتدرّج صعودا في هجماتها مقابل اي تصعيد اميركي خطير ضدّ اليمن ! وفيما تضغط المفاوضات الجارية لإرساء هدنة جديدة في غزة قد تدوم لعدّة اسابيع واطلاق سراح الأسرى على ان يعقبه انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال-تحديدا في شمال غزة.. تُطرح التساؤلات :” الى اين ستسير الحرب “الاسرائيلية” على غزة؟ وكيف ستتوقف ووفق اي سيناريو؟ هل تتحمّل “اسرائيل” اطالة هذه الحرب وسط استنزاف يومي غير مسبوق في عديد قواتها وعتادها على وقع عمليات وكمائن المقاومين التي فاجأت اروقتها الامنية والاستخبارية؟ والاهم، ماذا في “اليوم التالي”؟ ربطا بالضغوط الداخلية التي بدأت تُطبق على عنق رئيس الوزراء “الاسرائيلي” بنيامين نتنياهو وفريقه الوزاري المتشدّد، خصوصا على خلفيّة قلق ذوي الأسرى والخوف على سلامتهم بعد واقعة قتل ثلاثة منهم على ايدي جنود”اسرائيليين”، كما الضغط الأميركي على نتنياهو حيال ضرورة”تحديد سقف زمني لمآل العملية العسكرية، تحدّثت وسائل اعلام عبرية عن “مداولات في المؤسسة الأمنية والعسكرية” تقترح ” السّماح للسنوار بمغادرة قطاع غزّة مقابل اطلاق سراح الأسرى العسكريين.. لكن، من يضمن الا تلاحق “اسرائيل” السنوار الى خارج القطاع لتصفيته؟ فالعديد من قادة ومسؤولي الكيان لم يترددوا بالاعلان “انّ اسرائيل ستلاحق قادة حماس الى حيث يتواجدون في اي مكان في العالم”! بحسب تعقيب الصحفي الاميركي سيمور هيرش، فإنّ “اسرائيل” تعتزم القضاء على قادة حركة حماس جميعهم عندما يتمّ الانتهاء من اطلاق سراح الرّهائن من قطاع غزّة. وقال ” في اللحظة التي تصل فيها الرهينة الاخيرة الى “اسرائيل” ستعمد الاخيرة للبدء بقتل جميع قيادات حماس تباعا-السياسية والعسكرية والدينية في البلدان التي يقيمون فيها، موضحا “انّ جهاز “الموساد” يقوم بالفعل بتتبّع مواقعهم، وهو لن يقوم بقتلهم قبل مغادرة جميع الرهائن”… هذا بعد ان ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”الاميركية في بداية الشهر الجاري-نقلا عن مسؤولين “اسرائيليين”، ” انّ اسرائيل اعدّت خطة لاغتيال قادة حماس في جميع انحاء العالم بمجرّد انتهاء حربها في قطاع غزة.. وكانت وسائل اعلام عبرية نقلت عما اسمته “معطيات مصادر عسكرية “اسرائيلية”، اشارتها الى انّ الحرب ستستمر على غزّة الى ان يوافق قادة حماس على مغادرة القطاع كما غادر ابو عمار بيروت عقب الاجتياح “الاسرائيلي” للبنان عام 1982 .. لكن! اما وانّ “اسرائيل” –بعد زلزال 7 اكتوبر، لم تعد بالمطلق كما قبله، ولولا هرولة ” المنقذ” الأميركي ببوارجه ومدمّراته وجسره الجوّي الذي امدّها بكافة صنوف الاسلحة والصواريخ والقنابل على انواعها، وكبار المستشارين العسكريين ووزرائه بل بحضور رئيس الولايات المتحدة شخصيا الى جانبها للإمساك بدفّة “السفينة” المتهالكة إثر طوفان 7 اكتوبر وإنقاذها من الغرق المحتّم.. لكانت “اسرائيل” هذه في مكان آخر.. وبالتالي، ما كان” يصحّ ” لإسرائيل قبل هذا التاريخ، لم يعد كذلك بعده! وعليه، ووفقا لتسريبات صحافية في بيروت-نقلا عن مصدر روسي وُصف ب”رفيع المستوى”، فإنّ حماس –التي تدرك جيدا خطة “اسرائيل” لاغتيال كبار قادتها في المرحلة التالية، استطاعت رصد معلومات “خطيرة” عن شخصيات “اسرائيلية” سياسية وعسكرية تشغل مناصب حسّاسة “خارج حدود فسلطين المحتلة”..وبيّنت انّ الجناح العسكري في الحركة، جهّز العدّة للرّد على خطة الاغتيالات الإسرائيلية المزعومة، وسيعمد –في سابقة هي الاولى، الى التعامل بالمثل مع اي استهداف لقائد ميداني او سياسي في حماس..” تماما كما جهّز خطّة الرّد على سيناريو اغراق الأنفاق بمياه البحر-فيما لو كانت جدّية”، والتي ستكون كارثيّة على مستوطنات غلاف غزّة”-وفق اشارتها. وفيما نقل المصدر عن اجهزة الاستخبارات الروسيّة رصدها نقل اعداد كبيرة من المرتزقة الاوكرانيين ومن جنسيّات اخرى من اوكرانيا الى غزة للقتال الى جانب قوات الاحتلال “الاسرائيلية”، رجّح حدثا عسكريا كبيرا تجهّزت له تل ابيب على الحدود المصريّة.. اما وانّ جبهات المنطقة باتت معلّقة على ساعة الحرب في غزّة، واما وانّ بنيامين نتنياهو بات في سباق مع الوقت الذي بدأ يضيق امامه حيال العملية العسكرية.. بفعل الضغوط الاميركية يتوقع خبراء ومحللون عسكريون مرحلة “سخونة قصوى” في غزة كما وسائر الساحات المساندة لحين نجاح المفاوضات بالوصول الى هدنة واتفاق بشأن الاسرى.. ونقلا عن قائد ميداني بارز في محور المقاومة وسم التطوّرات المرتقبة ب “مرحلة شبك الكمائن والمفاجآت من غزّة الى اليمن”، فإنّ الجبهة الجنوبية اللبنانية قد تشهد احداثا لا تشبه ما سبقها منذ بدء حزب الله بعمليات مساندة غزة في الثامن من اكتوبر، من دون توضيح ما اذا كانت تلك الاحداث المرتقبة مؤشرا لحرب قد يكون نتنياهو اعدّ لها ضدّ لبنان لتوريط الاميركي وفرضها امرا واقعا امامه!