الأقمار الصناعية الأمريكية في خطر
بينما تنشغل الولايات المتحدة في انقساماتها السياسية تحقق الصين تطورا هائلا في القوة الفضائية تجعل الولايات المتحدة قلقة على مصير أقمارها الصناعية وفق بريان تشو في ناشيونال إنترست.
نجحت المركبة الصناعية الصينية الفضائية المتطورة في يناير 2022 في الالتحام بقمرها الصناعي غير المستجيب في مدار متزامن مع الأرض، وقامت بالمناورة به إلى مدار أعلى. وحدث هذا بعد أقل من عامين من قيام الولايات المتحدة بنفس الفعالية. وفوجئ خبراء الفضاء بقدرة الصين على تطوير المركبات الفضائية ذات الاستخدام المزدوج.والأكثر من ذلك أن الصين ستتمكن من تصنيع 440 قمرا صناعيا سنويا، وتخطط لإطلاق 13 ألف قمر صناعي بسرعة لمنع Space X من الاستيلاء على المدارات الأرضية المنخفضة والجذابة. والصين قادرة على الأرجح على تطوير ونشر 200 مركبة فضائية مهاجمة بحلول 2026.كما سيكون بإمكان الصين وضع هذه المركبات الفضائية المهاجمة بجوار الأقمار الصناعية الأمريكية لنظام تحديد المواقع العالمي وستتمكن من الالتحام بها وتعطيلها. وبالتالي ستتعطل العمليات العسكرية والمدنية والتجارية المعتمدة عليها.فشلت الإدارات المتعاقبة للولايات المتحدة في العقود الماضية في الوقوف في وجه التهديد الفضائي من منافسيها. فمنذ عام 1985 تم تقديم مقترح بإنشاء منطقة عازلة والتحذير من استهداف الأقمار الصناعية الأمريكية، لكن تم تجاهل الاقتراح. وفي عام 2001 أعدّت لجنة رامسفيلد تقريرا حول تقييم الأمن القومي الأمريكي وحكمة الولايات المتحدة للحد من ضعفها في مجال الفضاء لكن الولايات المتحدة لم تتحرك.اقترح ترامب التحول لهياكل فضائية أكثر مرونة وتعزيز خيارات الولايات المتحدة لمواجهة التحديات، بينما اقترحت إدارة بايدن نشر أقمار صناعية كثيرة إضافة للأقمار الصناعية القديمة الموجودة في المدار. والمشكلة أن الاقتراح الأول لم يلزم الصين بنظام إدارة حركة المرور الفضائية، إضافة لأنه يستغرق زمنا طويلا. أما الاقتراح الثاني فيجب أن يترافق مع مركبات حراسة فضائية لرصد الهجوم وحماية الأقمار الصناعية المهمة.وفي النهاية يرى الكاتب أن على الولايات المتحدة أن تخرج من فخ الجمود الإيديولوجي وأن تتبنى الاستراتيجيات الفعّالة لدرء الخطر الفضائي، والتي قد يكون من المفارقة أن تمزج هذه الاستراتيجيات بين مقترحات الديمقراطيين والجمهوريين وإلا سيكون الوقت متأخرا فعلا.
المصدر: ناشيونال إنترست