__كتب /سعيد فارس السعيد :
قال أحدهم للرسام الاسباني بابلو بيكاسو :
“يبدو أنك لا تحسن من الرسم سوى هذه الخطوط والالوان المتداخلة “
فأخذ بيكاسو بهدوء ريشته وقام برسم حبة قمح على الأرضية التي كانوا يقفون عليها .. وكانت شبه حقيقية إلى درجة أن أحد الديكة تقدم محاولاً التقاطها ..!
عندها انبهر الرجل وقال لبيكاسو : لماذا إذن تصر على هذه الرسوم الغريبة وأنت تحسن الرسم بهذه الطريقة الرائعة ؟
فأجابه بيكاسو بهدوء:
” في الحقيقة أنا لا أرسم للدجاج !! “
تلك مقولة لرسام وحكيم وفيلسوف كبير …
مااريد ان نقوله ..
من لا يفهم حتى اليوم لماذا لا نزال و سنبقى نتكلم عن ( الوطن ) بكل هذا الحب والاخلاص والولاء رغم كل ما حصل و يحصل لنا ..
ومن لا يستوعب هذا الاصرار على البقاء بالوطن رغم كل أوجاعنا و فقرنا ورغم كل العواصف والشدائد والمحن ..
ومن لا يزال يظن بأن كلامنا نوع من المثالية الجوفاء او مجرد قصص خيالية أو حتى انفصال عن الواقع
فذلك لأننا لا نكتب للذين لم و لن يعرفوا يوماً قيمة كل حبة تراب تقدّست بدماء احبتنا
لأننا لا نكتب للكائنات التي تقدس شهواتها ورغباتها ولها آلهة متعددة ..او للمتنفذين او لشذاذ الأفاق الذين لا يرون في الوطن سوى تجارة هم يديرونها و اذا خسرت تجارتهم يتركونها و يستبدلوها بأخرى
لأننا لا نكتب ولن نكتب لمن لا يعرف معنى الجذور و معنى الهوية والانتماء .
نحن نكتب فقط لمن يعرف أن هذه الارض هي ارضنا وهي روح ارواحنا .. ولن نتركها وسنظل بأعلى درجات الصمود والمقاومة نحن وابناؤنا واحفادنا
__نكتب لمن يعرف أننا نحن الوطن وان ابناؤنا المدافعين عن الديار هم الوطن …
نعم صحيح أننا لسنا بخير حالياً…
و لم نكن بخير لمدة قد تكون طويلة …
و لكن سنحاول البناء و سنعمل و سنقاتل لنبقى نحن وابناؤنا واحفادنا ولو بأقل قدر من المتطلبات الضرورية للحياة …
المهم اننا سنبقى بديارنا وبوطننا مع امهاتنا ومع ابناؤنا ومع احفادنا ..
