حملات التّبرع تتحوّل إلى استراتيجيّة وطنيّة تُعيد بناء المدن وتؤسّس لاقتصاد سيادي جديد

عكس الاتّجاه نيوز _ مقالات
بقلم مدير التّحرير أحمد غريب قد
التّبرعات تتحوّل إلى استثمار وطني يُعيد رسم خريطة الاقتصاد السّوري ويشعل شرارة الإعمار ففي لحظةٍ فارقة من تاريخ سوريا تتجلّى حملات التّبرع التي تقودها الدّولة ليس كصناديق ماليّة عابرة بل كأدوات استراتيجيّة تُعيد بناء المدن وتُعيد الثّقة بالاقتصاد الوطني فهذه الحملات التي تنطلق من قلب المجتمع السّوري تحمل في طياتها أبعاداً اقتصاديّة واجتماعيّة وسياسيّة وتنمويّة تجعلها أشبه برافعة وطنيّة ترفع البلاد من تحت الرّكام إلى فضاء الأمل
الاقتصاد ينهض من جديد
الأموال التي تتدفّق عبر حملات التّبرع تتحوّل مباشرة إلى مشاريع إعادة الإعمار فتشغّل المصانع المحلّيّة وتفتح أبواب العمل أمام آلاف الشباب كل حجر يُعاد إلى مكانه هو استثمار في الناتج المحلي وكل مدرسة تُبنى هي ضمانة لمستقبل اقتصادي أكثر استقرارًا الدولة هنا لا تجمع المال فقط بل تعيد تدويره في عجلة إنتاج وطنية تعيد الحياة إلى الأسواق والطرقات والموانئ
المجتمع يتماسك ويتوحّد
هذه الحملات ليست مجرّد أرقام في دفاتر الحسابات بل هي انعكاس لروح التّضامن الشعبي المواطن يرى أن مساهمته تتحوّل إلى جدار مدرسة أو نافذة مستشفى فيشعر أن يده جزء من يد الدولة في البناء إنّها لحظة تماسك اجتماعي تتجاوز الانقسامات وتعيد صياغة العلاقة بين المواطن والدّولة على أساس المشاركة والمسؤولية المشتركة
السّياسة تكتب رسالة سيادة
حين تنظّم الدّولة حملات التّبرع فهي تقول للعالم إن سوريا قادرة على إدارة مواردها بنفسها وإنّها لا تنتظر المساعدات المشروطة هذه الحملات تُقرأ خارجيّاً كرسالة سيادة وتُقرأ داخليّاً كإعلان ثقة بين الشعب وحكومته إنّها سياسة اقتصاديّة بامتياز حيث يتحوّل التّضامن الشّعبي إلى شرعيّة سياسيّة وإلى نموذج سيادي في إعادة الإعمار
التّنمية تخرج من تحت الرّكام
من الأموال المجمّعة تُبنى الطّرق والجّسور وتُعاد الكهرباء والمياه فتنهض المدن من جديد
المدارس والجامعات تُفتح أمام جيل جديد والمستشفيات تُعيد الأمل للناس بحياة صحية كريمة التنمية هنا ليست شعاراً بل واقعاً ملموساً يراه المواطن في كل شارع يُعبد وفي كل حي يُضاء
الرمزية النّفسيّة من الألم يولد الأمل
رؤية المدن تنهض من جديد تمنح المواطن شعورًا بأن تضحياته لم تذهب سدى التّبرع يتحول إلى فعل رمزي يترجم حب الوطن إلى حجر في جدار أو نافذة في بيت إنها عملية إعادة بناء للوعي الجمعي من مجتمع منكوب إلى مجتمع فاعل يشارك في صناعة مستقبله
إن حملات التبرع التي تقودها الدولة السورية ليست مجرّد مبادرات خيرية بل هي استراتيجيّة اقتصاديّة واجتماعيّة وسياسيّة تعيد رسم ملامح البلاد إنّها جسر بين الداخل والشتات بين الماضي المثقل بالحرب والمستقبل المشرق بالإعمار وإذا استمرت هذه الحملات بروحها الوطنية الجامعة فإن سوريا ستكتب فصلاً جديداً عنوانه من الرُكام يولّد العمران ومن التّضامن تُولد السّيادة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسّياسيّة .
عكـس الاتّجـاه نيـوز
الحقيقـة الـكاملـة
معاً نصنع إعــلاماً جـديداً




