بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
الشّرع في مرآة العالم قراءة في تصاعد الحضور الدّولي للرئيس السّوري
في منعطفٍ تاريخي يعيد رسم ملامح الشّرق الأوسط يبرز السّيّد الرّئيس أحمد الشّرع كأحد أكثر الشّخصيات السّياسيّة تأثيراً في العام ٢٠٢٥ وفق تصنيف مجلّة تايم الأمريكيّة هذا الإدراج لم يكن مجرّد تكريم رمزي بل مؤشّر على تحوّل عميق في النّظرة الدّوليّة إلى القيادة السّوريّة التي كانت لعقود محاصرة بالصور النمطية والاتهامات الجاهزة
ولكن الرئيس الشّرع لم يأتِ من خلفية تقليديّة للسلطة بل من رحم المعارضة السياسيّة التي خاضت معاركها في شمال غرب سوريا ومع صعوده إلى سدّة الحكم بدأ بتطبيق نهج براغماتي متوازن جمع بين الحزم في الداخل والانفتاح على الخارج هذا التوازن مكنه من كسب دعم إقليمي لا سيما من تركيا وفتح قنوات تواصل مع القوى الدولية ما جعله يحظى بقبول متزايد في الأوساط الدبلوماسيّة الغربية
لماذا يثير الشّرع اهتمام المجتمع الدّولي ؟
الجواب لقدرته على احتواء التناقضات فالشرع نجح في بناء تحالفات داخلية بين التيارات الإسلامية والليبرالية وبين القوى العسكرية والمدنية وهو ما اعتبرته واشنطن نموذجا قابلا للتكرار في مناطق النزاع
الخطاب التصالحي رغم خلفيته المعارضة تبنى خطابا وطنيا جامعا يطمئن الاقليات ويعيد تعريف الهوية السورية بعيدا عن الاصطفافات الطائفية
الفعالية الادارية في ظل انهيار مؤسسات الدولة في مناطق عدة استطاع الشّرع أن يثبت كفاءة في ادارة الملفات الخدمية والأمنية ما جعله ينظر إليه كقائد قادر على إعادة بناء الدولة
و إنّ وجود الشّرع ضمن قائمة أكثر ١٠٠ شخصية تأثيرا في العالم يحمل دلالات سياسية عميقة
إنه اعتراف دولي بشرعية جديدة للقيادة السورية بعيداً عن الأطر التقليدية
إنه مؤشر على تغير المزاج الدولي تجاه الملف السوري من العزل الى الانخراط
إنه رسالة ضمنية بان الحل في سوريا قد يأتي من الداخل لا من الخارج
ورغم هذا التقدير الدولي يواجه الشرع تحديات جسيمة وابرزها
التعامل مع القوى الدولية التي لا تزال تنظر الى سوريا كملف امني اكثر منه سياسي
فالرئيس أحمد الشّرع لا يصنف اليوم كقائد محلّي فحسب بل كفاعل إقليمي ودولي يعاد اكتشافه في دوائر القرار العالمية وبينما تكتب تايم اسمه في قائمة التأثير تكتب سوريا فصلاً جديداً في تاريخها السياسي فصلاً قد يحمل بذور التّحوّل الحقيقي إن أحسن الشّرع قراءته
عكـس الاتّجـاه نيـوز
الحقيقـة الـكاملـة
معاً نصنع إعــلاماً جـديداً
