شريفة الصّغيرة حين تنطق الطّفولة بالحب في حضرة القيادة

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
في لحظةٍ إنسانيّة نادرة وقفت الطّفلة شريفة أمام الرّئيس أحمد الشّرع في إدلب لتلقي قصيدة شعريّة وطنيّة بصوتٍ طفولي يحمل من البراءة ما يكفي لتطهير الذّاكرة ومن القوة ما يكفي لإيقاظ الضّمير لم يكن المشهد بروتوكوليّاً بل كان تجسيداً حيّاُ لعلاقة وجدانيّة بين القيادة والشّعب وبين الطّفولة والرّمز
و إلقاء شريفة للقصيدة لم يكن مجرّد تعبير فنّي بل كان إعلاناُ عاطفيّاً عن محبّة الأطفال للرئيس الذي لم يتعامل معها كقائد متعال بل كأب يستمع ويبتسم ويمنحها الأمان
لقد شعر الأطفال في تلك اللحظة أنّ صوتهم مسموع وأنّ وجودهم مقدّر وأنّ الوطن لا يُبنى فقط بالرجال بل أيضاً بالأحلام الصغيرة
فالرّئيس في عيون الأطفال صورة الأب الحامي و ما لمسناه من تفاعل الأطفال مع الرّئيس أحمد الشّرع يعكس صورة مختلفة عن السّلطة صورة الأب الحامي الذي ينصت ويبتسم ويمنح الطمانينة لقد رأى الأطفال فيه رمزاً للحنان و وجدوا في حضوره فرصة للتعبير لا مناسبة للصمت هذه العلاقة العاطفية بين الأطفال والرّئيس تعكس تحوّلاُ في الوعي الجّمعي حيث تصبح القيادة أقرب إلى الناس وأكثر حضوراً في وجدانهم
و الإنصات كقيمة إنسانيّة لا كإجراء سياسي ففي لحظة استماعه لكلمات الطّفلة لم يكن الرئيس أحمد الشّرع يؤدّي دوراً سياسيا بل كان يجسد قيمة إنسانية نادرة الإنصات لم يقاطع لم يتعجل بل منح الطفلة وقتها الكامل وكان صوتها يحمل وزناً يوازي خطاب دولة هذا الانصات لم يكن مجاملة بل اعتراف ضمني بأن الطفولة تملك حق التعبير وأن الشعر حين يصدر من قلب صغير يستحق أن يصغى إليه بكامل الاحترام
لم يكن الحضور الشعبي في تلك المناسبة مجرّد جمهور بل كان عائلة كبيرة تحتضن الطفلة وهي تلقي كلماتها التصفيق الابتسامات والدموع التي ظهرت في عيون البعض كانت كلها إشارات على أن الشعب لا يزال يملك قلبا نابضا يتفاعل مع الجمال ويحتفي بالبراءة لقد ردت الطفلة على هذا الاحتضان بحب صاف وبكلمات تنتمي إلى وجدان الناس أكثر مما تنتمي إلى القاموس
في زمن تتنازع فيه القوى على الشرعية جاءت شريفة لتمنح القيادة شرعية وجدانية وتمنح الشعب شهادة حياة لقد قالت القصيدة ما عجزت عنه البيانات الرسمية وأثبتت أن الطفولة قادرة على صناعة المعنى وعلى اعادة تعريف العلاقة بين الحاكم والمحكوم بين الرمز والوجدان
في صوت شريفة لم نسمع فقط قصيدة بل سمعنا نداء خفيا للمصالحة دعوة لأن يعود الوطن إلى دفء قلوب أبنائه وأن تفتح أبواب المؤسّسات أمام الكلمة الصادقة لا أمام الضجيج لقد علمتنا الطفلة أن الإنصاف لا يقاس بالقوة بل بسرعة الاستجابة للحق وأن العدالة الحقيقية تبدأ حين يسمع صوت الأطفال لا حين يسكت .
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً