الوعي في غرفة النّوم لماذا لا يكفي الحب لإنقاذ العلاقة ؟

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
الزّوّاج البنيّة العاطفيّة الّتي تعيد إنتاج اللّاوّعي تحت شعار الحب ففي المجتمعات الحديثّة يُنظر إلى الزّوّاج غالبا كذروّة النّضج العاطفي لكنّه في بنيّتّه التقليديّة قد يكون أحد أكثر الأنظمة الاجتماعيّة قدرة على إعادة إنتاج اللّاوّعي الجمعي
فهو لا يُبنى فقط على الحب بل على منظومّة توقّعات ثقافيّة تُبرمج الأفراد لأداء أدوار محدّدة غالبا دون وعي منهم
من منظور علم النفس الاجتماعي الزّوّاج ليس علاقة بين فردين فحسب بل هو نظام مغلق نسبيا يُعيد تدوير القيم والمعايير التي يحملها كل طرف ويُعيد إنتاجها عبر التفاعل اليومي
وحين يُدار هذا النظام دون مراجعة نقديّة يتحوّل إلى آليّة تثبيت للهويّة الاجتماعيّة لا مساحة لتطوّر الوعي الفردي
الحب كآليّة ضبط سلوكي
في كثير من العلاقات الزوجيّة يُستخدم الحب كخطاب لتبرير السلوكيات التقييديّة مثل الغيرة المنع أو المطالبة بالثبات العاطفي
لكن هذه الممارسات وفقا لنظريّة التحكم الذاتي تُظهر كيف يتحوّل الحب من تجربة وجدانيّة إلى أداة ضبط سلوكي تُمارس فيها السلطة تحت غطاء العاطفة
فالحب الواعي لا يُقاس بالامتثال بل بالقدرة على احتضان التغيّر دون تهديد
الزّواج كمنظومة ديناميكيّة للوعي
إذا نظرنا إلى الزّواج من خلال نظريّة الأنظمة فهو ليس حالة ثابتة بل منظومة ديناميكيّة تتأثّر بالمدخلات النفسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة
وحين يُدار بوعي يتحوّل إلى بيئة محفّزة لإنتاج الأسئلة لا لتكرار الإجابات الجاهزة
في هذا السياق يصبح الزّواج مساحة لتفكيك المفاهيم الموروثة مثل النجاح الأنوثة الرجولة الأمان ويُعاد تشكيلها عبر الحوار المستمر لا عبر التكرار الطقوسي
الوعي كوظيفة داخل العلاقة
الوعي داخل الزّواج ليس حالة شعوريّة فقط بل هو وظيفة معرفيّة تُمارس عبر القدرة على الملاحظة الذاتيّة مراجعة السلوك وتفكيك الدوافع
وحين يغيب هذا الوعي تتحوّل العلاقة إلى مسرح لأداء الأدوار الاجتماعيّة لا إلى مختبر لتطوّر الذات
فالعلاقة الواعية لا تُنتج فقط مشاعر بل تُنتج معرفة
لماذا يُعتبر هذا الطرح صادما
لأنه يُعيد تعريف الزّوّاج من كونه مساحة للراحة النفسيّة إلى كونه بنيّة معرفيّة قابلة للتفكيك وإعادة البناء
ويُشكك في الخطاب الرومانسي الذي يُستخدم لتبرير السلوكيات التقييديّة ويطرح سؤالًا جوهريّا
هل نحب لأننا نعي الآخر أم لأننا نحتاجه ليؤكد لنا صورة أنفسنا ؟
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً