خطاب الرّئيس الشّرع حول أحداث السّويداء .. رمزيّة الكلمات ودلالات الموقف السّوري

بقلم: محمد ضياء الدين بديوي
في خضم الأحداث المتسارعة التي شهدتها محافظة السّويداء، أطلّ الرّئيس أحمد الشّرع بخطابٍ سياسي اتّسم بالحذر ، والدّقة اللغويّة ، والعمق في الرسائل المضمونة. لم يكن الخطاب مجرد تعبير عن موقف رسمي، بل كان قراءة استراتيجية للمشهد السوري في ظل تحديات داخلية وضغوط إقليمية ودولية.
استخدم الرّئيس الشّرع لغة سياسية ذات دلالات عميقة تعكس تمسك الدولة بثوابتها.
من أبرز تلك المفردات:
- “الكيان الإسرائيلي” بدلًا من “إسرائيل”، في تأكيد لغوي على رفض الاعتراف بشرعية الاحتلال.
- عبارة “سوريا ليست ساحة تجارب”، جاءت كرفض واضح للتدخلات الدولية ومشاريع التقسيم، وتأكيد على السيادة الوطنية.
- استخدام مصطلح “الفئة الصغيرة” في الإشارة إلى التوترات في السويداء، يعكس حرص الخطاب الرسمي على عدم تعميم الاتهام، والمحافظة على وحدة النسيج الوطني. رسائل موجّهة إلى الكيان الإسرائيلي
تضمّن الخطاب إشارات استراتيجية، أبرزها:
- التحذير المبطن: “امتلاك القوة لا يعني تحقيق النصر…”، وهي رسالة ردع تهدف إلى كبح أي تصعيد محتمل من قبل الاحتلال.
- الإشارة إلى محاولات “تفكيك وحدة الشعب السوري” تُظهر وعيًا عميقًا بمخططات استغلال الانقسامات الداخلية.
سعى الرئيس الشرع إلى إبراز موقع سوريا على الخارطة الدبلوماسية من خلال:
- توجيه الشكر إلى القوى الدولية التي رفضت القصف الإسرائيلي، في محاولة لإعادة التوازن للعلاقات الإقليمية.
- دعوته إلى ” تغليب صوت العقل ” ، جاءت كمبادرة نحو الحلول السلمية ، ورسالة مفتوحة إلى الدول العربية والعالمية للعب دور الوسيط لا المحرّض.
أقرّ الخطاب بانسحاب جزئي من بعض مناطق السويداء، وهو ما يمكن قراءته كخطوة تكتيكية تهدف إلى احتواء التصعيد دون خسارة الهيبة السياسية للدولة. ومنح الأمن المحلي بعض الصلاحيات للزعامات الدرزية يعكس محاولة لإعادة ترتيب المشهد بما يحفظ الاستقرار ويجنب المواجهة المباشرة.
حيث يأتي خطاب الرّئيس الشّرع في لحظة مفصليّة ، لا ليردّ على أحداث السويداء فحسب ، بل ليصوغ موقفاّ مركّباً يحمل في طياته رسائل متشابكة موجهة إلى الداخل السوري، والكيان الإسرائيلي ، والدوائر الدولية. هو خطاب يُقرأ بين السطور، ويحمل بصمة سياسية تتقاطع فيها رمزية اللغة مع أهداف الاستراتيجية الوطنية.
عكس الاتجاه نيوز
الحقيقة الكاملة
معاَ نصنع إعلاماً_جديداً