جعجع يعمل سياسيا” على تنفيذ ما عجزت عنه إسرائيل عسكريا”
ما أقرب الأمس إلى اليوم عندما نشبت حرب تموز بين المقاومة والعدو الإسرائيلي وانتهت بأنتصار كبير وهزيمة لهذا الكيان بعد فشله عسكريا” وعدم تحقيق الهدف الأساسي لهذه الحرب وهو نزع سلاح الحزب وإزالة شبكة الأتصالات الخاصة به، حاول فريق لبناني في ذلك الزمان تنفيذ ما لم يستطيع العدو القيام به، والجميع يعلم تداعيات ما حصل وجرى عملية سريعة من قبل المقاومة لأستئصال هذا المخطط ونجح بذلك، وبعض مَن شارك في ذلك المخطط اعترف بخطأه ولن نطيل الحديث به
اليوم نحن نواجه مخطط أكبر وأكثر حقدا” من حقبة عام 2006، اليوم هي معركة بدأت في مساندة أخوتنا في غزة لقضية الحق التي تساوي وجودنا وهي معركة تثبت بأن الصراع مع العدو( هو صراع وجود وليس صراع حدود)
ومن هذا المنطلق كان واجب المقاومة مواجهة هذا العدو وان تتجهز لمثل هذا اليوم فبعد سنة وشهر على مساندة فلسطين كان الحزب يدرك بأن العدو الإسرائيلي سوف يوسع نطاق إجرامه ليصل إلى لبنان وينفذ مشروعه التوسعي والتدميري لحماية المستوطنات الإسرائيلية. فبدأت بالتوازي خطة بديلة داخلية من خلال الهجوم السياسي على المقاومة لتنفيذم ما عجز عنه العدو عسكريا” في القتل والتدمير والتهجير من أضعاف حزب الله في لبنان
الأبواق تلك كثيرة والجميع يسمع طروحاتهم المهينة بحق دماء الشهداء الذين يرتقوا لأجل الدفاع عن لبنان وسيادته بوجه (العدو الإسرائيلي)
وهذه الحملة التي ينشط بها إعلاميين ومحللين ونواب صدفة وناشطين تديرها وكر العمالة سفارة (عوكر) وتمول هذه الحملة السعودية والإمارات
ولكن الأخطر من كل ذلك هو ما صرح به السجين المفرج عنه (بعفو خاص) سمير جعجع بقضايا قتل رئيس حكومة لبنان رشيد كرامي وتفجير كنائس وقتل عائلة فرنجية وغيرها من الملفات الكبيرة تحت عنوان العيش المشترك وإقفال صفحة الحرب الأهلية
ما صرح به جعجع أمس تخطى كل القيم والأدبيات السياسية وافرغ الحقد الذي كان يختبئ داخله طيلة سنوات وهذا طبيعي فالمجرم لن يستطيع الخروج من ماضيه
عندما طالب أمس بعقد جلسة لأنتخاب رئيس للجمهورية دون حضور الطائفة الشيعية؟
ويقول جعجع بأن الميثاق الوطني يقول الحوار بين مسلمين ومسيحيين فقط وبالتالي كما يفهم من كلامه التحريضي بأن هذه المرحلة لا يجب ان نتكلم عن مذاهب بل عن طائفة
وهنا يجب أن يتذكر جعجع التوزيع الطائفي الذي اقر في أتفاق الطائف للوظائف في لبنان وصولا” إلى مجلس النواب وانتخاب نوابه على اساس التمثيل الطائفي
وفقط للتذكير يا جعجع إذا كنت تطالب بالتمثيل بين مسيحي ومسلم فقط أين دور الطائفة الدرزية الكريمة وأين دور العلويين واين دور الأرثوذكس في تمثيل النواب؟؟
وهذا الطرح يلزمه الكثير من الوقت للرد عليه ولا مجال لذلك في مقالة واحدة، ولكن هذا الطرح إذا دل شيئ فهو دلالة على مدى الحقد الذي يسكن قلب قاتل ولا يستطيع الخروج منه
المعركة اليوم ليست فقط مع عدو إسرائيلي يدمر ويقتل لبنان، المعركة اليوم مع فريق تديره اميركا من خلال وكر عوكر وتموله دول عربية تقف مع العدو الإسرائيلي لتنفيذ ما عجزت عنه عسكريا”
وهنا أيضا” على الدولة اللبنانية التنبه لمثل هذا المخطط الذي سيجلب الويل على لبنان، فنحن نواجه العدو ولا خوف على الشعب من تلك المواجهة وهذا شرف لكل مَن يستشهد لأجله
ولكن أن يكون في لبنان فريق أكثر حقدا” من العدو فهنا الخطر الذي يجب تداركه قبل فوات الآوان أمثال جعجع ومَن خلفه من أبواق
نضال عيسى