مقالات

اللوزي : من (التفكيكية)كمعول هدم الى المقاومة كإعادة بناء.. رؤية في الواقع والمتغير

محمد اللوزي.. كاتب وناقد وصحفي :

(التفكيكية) فلسفة انبنت على تقويض النص من الداخل .وهي الهدم من أجل البناء .هي (البروسترويكا الغرباتشوفية)، هي ذاتها الفوضى الخلاقة .انتقال  مبرمج من الفكري إلى المادي، استمر لعشرات السنين  حتى نضجت طبخته ليقدم لنا  جاهزا نتجرعه سما ولانكاد نسيغه، ونسير فيه بأهواء ورغبات وبرمجة الغرب.لعل هذا التشظي في الأمة واختلاف مسالكها ودروبها، أدخلها في أتون أزمات وتطاحن. حين نستكشف مكامنه نجده حالة عدمية لامعنى لهاأو انه لايستحق كل هذا التمترس والتطاحن والدماء، أذ ليس فيها مايدعو الى تعميق الهوة بين أبناء الأمة الواحدة بدلا من تجسيرها، لكنه الانحياز للغرب الذي يشتغل على الازمات، وعلى صناعة الحروب، واستهداف شعوب هذه المنطقة الشرق أوسطية. وهو استهداف انتقل من الاستعمار المباشر (والكولونيالي) الى استعمارغير مباشر حين تسلم دولا نفسها برضى ويسر للغرب، وتنتهج قيمه  في الخلاعة والابتذال والاستهلاك، بمعزل عنه كحضارة تكنولوجية معاصرة.نحن إذا شعوب تتطاحن بمسميات وتعصبات دينية وسياسية واقتصادية، لاتشكل في مجملها عند حضور الوعي والرؤية الى مايجمع هذه الامة، أقول: لاتشكل هذا التناحر  والتأزيم للاوضاع إن لم تكن  عوامل تقارب وحوار يرتقي بالمجتمع الى مستوى أن يكون فاعلا، لو أن ثمة استبصار للغد من خلال رؤية حضارية تستشرف آفاق المستقبل.لقد انتقلت عدوى الفوضى الخلاقة الى الربيع العربي، وسار فيه شباب الامة دونما دراسة وتمحيص لما يجب ان يكون وعليه، وسلمت طموحات لاحدود لها لقوى ارتبطت بمصالحها ارتبطا جذريا، لتفجر ازمات من داخل تطلعات وطموحات الشباب، واعتلى الربيع العربي ذات القوى التقليدية التي هي أحد أهم اسباب التخلف لهذه الأمة.الواقع أن العقل العربي  من خلال مكوناته مليء بالاحتقانات التي اشتغل عليها الاورو امريكي ليصنع منها انفجارات متعددة، في المقابل   الحرب (الروسية الاوكرانية) والتي أتت على إثر تداعيات (البروسترويكا الغورباتشوفيه).التي نقلت الغرب من مستوى التوازن الدولي  الى مستوى استعلائي يريد الهيمنة على الكرة الارضية بمسميات العولمة ومابعد العولمة، و(التناص) ومابعد (التناص)، من اتجاه فكري الى مادي.لقد استغل الغرب تفكيك الاتحاد السوفيتي  والقضاء على حلف (وارسو) ليحقق قدرا كبيرا من الهيمنة زمنا لاباس به، سيما بعد أن اتقلت اثنا عشردولة كانت في حلف (وارسو) الى (الحلف الاطلسي) بكل قدراتها وامكانياتها وآلتها (الروسية).هكذا التفكيكية الهدم لاعادة البناء برؤية استعمارية غربية.في ذات السياق جر الربيع العربي وهو تفكيك آخر لاواعي الى مستوى الانقياد الشامل للصهيو امريكي، ودخلت شعوب المنطقةصراع سهل لدول البترودولار وغيرها سرعة  التطبيع مع الكيان الصهيوني، وانتهاج قيم الغرب الوقحة لتبرز على إثر ذلك دولا في المنطقة في الاتجاه المعاكس لقوى البترو دولار، بهذا المعنى وجد محور  الممانعة او المقاومة، ونرى ممكناتها في المواجهة مع الكيان الصهيوني في غزة بما حققته من انتصار حقيقي اقلق دول التطبيع، وحاولت الاجهاز على هذا الحلف لتبرز قوى اكثر اصرارا في المواجهة كما هو الحال في اليمن والعراق ولبنان.لسنا هنا بمعرض انتقاداتنا لهذا المحور.ماإلى هذا نقصد او نريد. أنما اردنا ان نوضح أن ثمة متغير اوجد فسطاطين، مقاوم يرفض التدجين والخنوع والاستسلام ومحور آخر قبل الهزيمة وسار في اتجاه المؤامرة واشعل حروبا في المنطقة.اليمن، سوريا، العراق، ليبيا، السودان،.غيرأن هذا الاشتعال لاشك انعكست آثاره السلبية على دول البترودولار، لتجد نفسها امام قوة فاعلة وقادرة على محق مشاريع الغرب الاستعمارية وما انجزته هذه الدول الطارئة من تقدم في مجال العمران بمنهجية استهلاكية عقيمة، قائمة على الرفاه والاستعلاء على ابناء جلدتها.

(التفكيكية) إذا ولدت انفجارات واسعة لم يعد الغرب قادرا على التحكم فيها او لملمتها، إنه يعاني من مؤامراته التي استمرت عشرات السنين، ليصل الى نتيجة هي التمرد عليه ومواجهته وتحديه في أقوى قلاعه وقدراته العسكرية (ايزنهور) والارض الفسطينية المحتلة .لعل الاتجاه المقاوم بمالديه من ممكنات القوة والتحولات العالمية التي تساعده في خلق تحالفات شرقية لمواجهة الغرب بكل قواه المتصهينة قد استطاع أن يكون بطلا حقيقة وناضجا في استبصاره للتحولات العالمية واستغلالها في الاتجاه المقاوم للصهيو امريكي.والحال أننا أمام متغير عالمي أخذته (التفكيكية) الى مواقع لم تكن يحسب لها الأورو امريكي ومن معه من دول البترودولار   حساب، ولربما قد تؤدي في انزياحاتها الى تدمير اسرائيل، او حرب عالم ثالثية، او سيادة واستقلال وشراكة ومسئولية في االبناء والتنمية بمعزل عن الهيمنة والتفرد. والقادم مليء بالمفاجاءات .

هامش. نحتاج الى فهم أبعاد مصطلحات فلسفية وفكرية ك(التفكيكية) و(التناص) وهي تكوين عقلاني اورو امريكي استهدف حضارات الآخر بمزاعم فلسفية. الاقتراب منها والوعي بها يصل بنا الى أنها فلسفة للهيمنة والاستعلاء اخذناها بحسن مقصد كتطور فكري فلسفي لكنها خلخلة قيم وحضارات باسم الهدم لإعادة البناء صنعته أدمغة الغرب الفاحشة لنبقى اسرى تحولاته التي لانمتلك مقومات التدخل فيها بمنهجية ورؤية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى