أمة لا تبور بوجود حيدر وسرور: غلطة نتنياهو القاتلة بالجنوب!
خليل إسماعيل رمَّال
لن يطول الأمر حتى يكتشف الجزَّار نتنياهو بأنه ارتكب غلطة عمره بالتوجه شِمالاً نحو لبنان وشن الحرب الوحشية عليه بعد أن انتشى هو وماسكو رَسَنِه بجريمة اغتيال الشهيد القائد الكبير سيدّّ المُقاومة مع قادة الصف الأول الأبرار، ولن يطول الأمر لِيلقَى أسوأ من مصير أولمرت هذا إذا فلت من عقاب وثأر رجال الله، ولن يطول الأمر لسقوط المتآمرين الأنذال شركاء العدو في مسخ الوطن الجهيض من مستوطني قطعان الإنعزاليين الفاشيين المُنحطِّين العلوج في حزبي الخوَّات والكذائب والدروندي سعيد مع اللوطي الخنوع صبي اللص الأكبر رياض سلامة، ومجرور المر وبؤرة بيار الضاهر الأولى بالعمالة إلى “النهار أحرونوت” وغيرها!
ذلك أنه عندما بدأت جبهة الإسناد المُحِقَّة الشريفة العادلة لنُصرة شعبنا في غزَّة، كانت المُقاومة تُحارب كجيش كلاسيكي على الجبهة رغم عدم تهيُّؤها لذلك كحركة مُقاومَة لكن مع هذا أبلَتْ بلاءاً حسَنَاً وكانت تتصيَّد الجنود الصهاينة البعيدين المُتحصِّنِين والمُتفرِّقِين و”تتوفَّق” بهم وأحياناً لا تحصد كما تشتهي بسبب ذعرهم وجبنهم واستخدامهم لبيوت المستوطنين كدروعٍ بشرية بعد أن أعمى الحرب بصرهم وبصيرتهم وضَرب كاميراتهم وعواميدهم التجسسية (من يذكُر تهكُّم حقراء الداخل على العواميد) وأبراجهم الأمنية.
اليوم نتنياهو قدَّم للمقاومة طبقاً أشهى حتى من أطباق زوجة بشير الجميل للفطيس شارون. قدَّم لهم الجنود على الحدود مُخْرِجاً إياهم من جحورهم حتى يأكلهم في قبورهم الدود بعد اصطيادهم كالعصافير! فهذا أصل وعمل المقاومة الأساسي والذي تتحضر له منذ ٣٥ عاماً، أي الدفاع عن الثغور بخطط مُحكمة وعزيمة ثابتة وإيمان راسخ وطلب إحدى الحُسنيين بلا تردد من قِبَل رجال الإمام الصدر والشهيد العظيم السيِّد نصر الله!
لذا أيام “صعبة” مرَّت خلال الأسابيع الأخيرة على العدو وستمر أيام أصعب عندما يستمر رجال الله بطحن عظام المُرتزَقة والثأر لكل شهيد ومنزل وعتبة دار! هذه الملاحم الأسطورية التي تتحقَّق يوميَّاً في الجنوب بدأتْ تُعدِّل الكفَّة وتُذيق الإسرائيلي السفَّاح بعضاً من سمومه. وكل هذا الإعجاز يتم رغم انكشاف الجبهة الداخلية المزروعة بالعملاء السفَلَة الذين يطالبون بالدولة ويزعمون أنها هي فقط تحميهم وهي مُعاقَة ومُداسَة من العدو والغرب معاً، وأن الجيش قادر لوحده على الدفاع عن الوطن بينما هو مكشوف ومُنسحِب ومُتفرِّج وغير مُجهَّز لشيء، والذين يستشهدون منه هم مبادرون أبطال من تلقاء أنفسهم لتلقي النار عن شعبهم مثل الرائد الشهيد محمَّد فرحات الذي ربما لم ترضَ قيادة الطموح للرئاسة عن قيامه بالواجب.
لا شيء يضاهي عظمة هؤلاء الأبطال المُقاوِمِين الجبابرة الأطهار مثل الشهيد البطل الحيدري المقدام إبراهيم حيدر الذي قاتل لآخر نفس وبهدوء وصبر لا مثيل لهما في التاريخ لدرجة أن الجُبناء قصفوه بالطيران الحربي وكذلك عظمة الشهيد الدكتور في المحاسبة سامر علي سرور الذي ترك عمله وماله وجاهه ويمَّم وجهه شطر الجنوب حيث الشرف والإباء!
وكم هو مُغيظ من بعض الكُتَّاب الذين عندما يحاولون تذكُّر القادة العِظام، يُقومون بتعداد غيفارا وعمر المُختار وصلاح الدين ومع احترامنا لكل هؤلاء، لكنهم ينسون (أو يتناسون) من يساويهم أو يضاهيهم بالعظمة والتضحية والوفاء مثل الإمام القائد الخالد السيد موسى الصدر الذي بفضل الله الذي سخَّره لشعبه، نعيش اليوم عصر العزَّة والمُقاومة وقبله المرجع القائد السيد عبد الحسين شرف الدين الذي دق إسفين الإحتلال الفرنسي مع الثنائي المُجاهِد العظيم جمعة-خنجر، ومثل باعث النهضة المشرقية الشهيد الزعيم أنطون سعادة وتلميذه يوسف العظمة وحتى المخترع العبقري البطل أبو المُسيَّرَات الشهيد حسَّان اللقيس رضوان الله عليه. انتظروا الخير رغم حجم التضحيات والدماء الزكية الطاهرة!