مقالات

”حراك اميركي خطير في لبنان.. ”صيد ثمين في قبضة الحزب؟!

ماجدة الحاج
لا صوت يعلو على المعارك الحامية وعمليات الالتحام الدائرة جنوبا بين قوات الاحتلال الاسرائيلية ومقاتلي حزب الله. لا مشاهد مصورة حتى الان تبرز هذه العمليات والكمائن التي تفتك بعديد وعتاد القوات الغازية. الا ان نشاط المروحيات المعادية الذي يكاد لا يهدا وهي تنقل اصابات ضباطها وجنودها من ارض المعركة الى مستشفيات صفد وحيفا والعواجل التي تظهر على وسائل الاعلام العبرية وفيها في كل لحظة حدث امني خطير في الشمال -تثبت ان ما يحصل في الميدان
اكبر واخطر بكثير مما تخفيه الرقابة العسكرية الاسرائيلية- وضمنا العمليات الاستشهادية. خصوصا يوم الخميس الذي كان كارثيا على ضباط وجنود لواء غولاني ..وسط ترقب مفاجات منتظرة غير مسبوقة قد يفجرها مقاتلو الحزب في اي لحظة احداها عملية اسر نوعية باتت هدفا هاما تمت دراسته، باتقان -وفق تلميحات اكثر من مصدر صحافي لبناني مقرب من المقاومة.

لربما يجهل البعض ان حزب الله في لبنان لا يواجه الان اسرائيل حصرا- بل جيوشا معادية مجتمعة على راسها الولايات المتحدة التي تدير العدوان على البلد من خلف الستار ومعها كل اجهزة استخبارات دول الناتو واجهزة دول عربية- تماما كما حصل في غزة عقب عملية زلزال 7 اكتوبر.

وانطلاقا من المعسكر الاميركي الضخم في بيروت- تحت مسمى السفارة الاميركية اضافة الى قواعد عسكرية لبنانية- اهمها قاعدة حامات الجوية ترفد الولايات المتحدة اسرائيل بكل ما تحتاجه من معلومات استخبارية تتعلق بعمليات رصد وتتبع قادة وكوادر حزب الله لتضاف طبعا الى معلومات اجهزة الاستخبارات الفرنسية والبريطانية والالمانية.

صحيفة الاخبار اللبنانية كشفت الاسبوع الماضي عن وصول فريق امني اميركي يضم 15 ضابطا من وكالة الاستخبارات الاميركية سي اي اي الى بيروت. لينضم الى خلية العمل التي تتخذ من احد اجنحة السفارة الاميركية مركزا لها ضمن ما يسمى محطة بيروت- التي تضم 12 ضابطا اساسيا الى جانب اخرين بمهمات تجنيد وادارة عملاء وجمع معلومات وتحليل الداتا التي تطلبها السفارة من الجهات الحكومية اللبنانية بزعم علاقتها بمكافحة الارهاب تارة والمخدرات تارة اخرى.

لكن ابعد واخطر من ذلك يكمن في الكشف عن حراك اميركي خطير ايضا في قاعدة حامات الجوية..هي نفسها القاعدة التي لطالما اثارت حركة الاميركيين العسكرية والامنية فيها عاصفة من علامات الاستفهام في ظل غض نظر رسمي لبناني.

بحسب معلومات لموقع الخنادق -استنادا الى مصادر موثوقة فان قاعدة حامات تشهد هبوطا كثيفا لطائرات شحن اميركية تنقل ذخائر وضباطا وجنودا ينتشرون في اماكن لبنانية محددة بلباس مدني-بينهم اشخاص من ذوي الملامح الشرق اوسطية. ما يثير الشكوك حول ان يكونوا اسرائيليين تابعين لجهاز الموساد بمهمة تنسيق عمليات اغتيال قادة وكوادر حزب الله.

واذ اكد بدوره وصول 30 ضابطا من وكالة المخابرات المركزية الاميركية
الاسبوع الماضي الى لبنان على دفعتين- 15 ضابطا في كل دفعة وانضموا الى محطة بيروت التابعة للوكالة- لفت الموقع الى دورهم في محاولة اغتيال رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا. وان الاستخبارات الغربية وفي مقدمتها الاميركية تركز على جمع معلومات وتقديرات حول الوضع القيادي في الحزب بعد اغتيال امينه العام السيد الشهيد حسن نصرالله. وتساءل الموقع فيما اذا استخدمت قاعدة حامات او غيرها كمطار رياق العسكري لهبوط واقلاع طائرات مسيرة اميركية للقيام بعمليات استطلاع ومراقبة لمواقع مفترضة للمقاومة.

واضافة الى الدور الخطير لابراج المراقبة البريطانية على الحدود اللبنانية السورية والاستفادة منها من اجل مراقبة خطوط امداد حزب الله- فانه لا يمكن نفي استخدام الولايات المتحدة لقواعد الجيش اللبناني في عملياتها الخاصة بهدف تحييد الاصول العسكرية للمقاومة.. هذه العمليات التي قد تنفذها قوات خاصة اميركية او تابعة للموساد في استهداف مستودعات الصواريخ ومراكز القيادة لحزب الله -من دون مشاركة او حتى علم القوات المسلحة اللبنانية.

معطيات باتت تتحدث الان عن منازلة كبرى مرتقبة بين قوات الاحتلال ومقاتلي حزب الله قبيل انطلاق الانتخابات الرئاسية الاميركية. وبحسب المعطيات من المتوقع ان تشن هذه القوات عملية كبرى تبدا من كفرشوبا وشبعا الى الجولان واحتلال منطقة تتراوح بين 3 الى 10 كلم- براي خبراء عسكريين فان العملية هذه ستكون دفاعية وليس هجومية نظرا لطبيعة المنطقة التي لا تسمح بوضع هجومي لقوات الاحتلال.

ووفق 3 مصادر لبنانية فان حزب الله تجهز جيدا لهذه المعركة تزامنا مع استعداد فرق الجيش السوري لكل الاحتمالات في الجولان تزامنا مع جهوزية الاف المقاتلين اليمنيين والعراقيين والايرانيين المنتشرين هناك بانتظار تحديد ساعة الصفر في غرفة عمليات محور المقاومة..وعليه فان جبهة الجولان لن تكون رخوة كما تظن دوائر واشنطن وتل ابيب.

اما وان حزب الله وعد بتحويل حيفا الى كريات شمونة اخرى.. يكشف مراسل شبكة بي بي سي في حيفا- عن دمار كبير في المدينة جراء صواريخ حزب الله. ويقول- لا يمكن التحدث عن هذا الامر مطلقا بسبب الرقابة العسكرية. مضيفا ان حيفا تشهد نزوحا غير مسبوق ورئيس بلديتها يناشد عدم اخلائها بالكامل.. وهو ما كان وعد به السيد الشهيد حسن نصرالله. لينضموا الى عبء النزوح ..الجماعي من مستوطنات الشمال.

الاخطر مما سلف.. هو ما جهزه حزب الله لقوات وعتاد النخبة الاسرائيلية في ميدان المنازلة جنوبا للقادم من الايام. فماذا سيقول غدا وزير حرب الكيان عند احدى اقسى المفاجات التي تنتظر جيشه..اليوم بعد انقضاض مقاتلي الحزب على مجموعة كاملة من هذه القوات اعترف هذا الجيش بمصرع 5 وعشرات الاصابات ضمنها 6 بحال الخطر..صنفه غالنت باليوم الصعب جدا على شعب اسرائيل-
وبالطبع اعداد القتلى اعلى بكثير مما تسمح الرقابة العسكرية بنشره.. هيئة البث الاسرائيلية التي اعتبرت ان الجيش الاسرائيلي يفشل في التقدم في لبنان بعد 20 يوما من بدء المعارك- المحت الى سقوط الف جندي بين قتيل وجريح حتى الان.

هذا عدا الاهداف الحساسة جدا التي وضعها الحزب في اولويات ضرباته المرتقبة في عمق الكيان والتي ستكون خارج الحسابات الاسرائيلية- وفق ما يتوقع ضابط سابق في الاستخبارات الاميركية لموقع واتسون السويسري.. مرجحا وضع شخصيات امنية وعسكرية اسرائيلية كبيرة على لائحة اغتيالات حددها حزب الله في المرحلة المقبلة.

وعليه يبدو واضحا ان اداء مقاتلي حزب الله -ما بعد استشهاد قائدهم السيد الشهيد حسن نصرالله- لن يكون اطلاقا كما قبله.. وعلى ما قاله ضابط المخابرات الاميركي السابق للموقع السويسري فان اسرائيل اغتالت عدوا عاقلا مع قادة اخرين من الرعيل القديم لتصبح الان فريسة شبان اشداء يقاتلونها بروح ثارية مع العودة الى العمليات الاستشهادية- وهذا ما يثبته العدد المخيف في اعداد قتلى جيشها في معارك الالتحام على الحدود في جنوب لبنان- وفق توصيفه.

تجزم شخصية امنية بارزة في لبنان -ان مقاتلي حزب الله بصدد الانتقال الى الخطة الاخطر في اي لحظة. دون الكشف عن مضمونها لكن مع تلميحها ..الى انها قد تتجاوز الاهداف الاسرائيلية الى الايادي التي تديرها من الخلف.

واذ رجحت اطباق حزب الله قريبا على هدف نوعي اسرائيلي سيكون صادما- لم تستبعد قفز احدى مفاجات الحزب من البر الى الجو عبر اصطياد كنز ثمين يشكل هدفا ذهبيا له في الشباك الاميركية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى