مقالات

كلمات من القلب لأهلنا..

إلى أهلنا، الذين لاحظت أن حجم القلق والخوف، يتصاعد لديهم، ويتساءلون حول المسار الذي يمكن أن تأخذه الأحداث..ما سأقوله ليس لمجرد رفع المعنويات، ولا لصنع صورة من الأحلام والأمنيات، وإنما من متابعة وقراءة هادئة، وموضوعية للواقع.**********بداية نحن في حرب، وندرك أن عدونا شرس، ويمتلك الكثير من عوامل القوة، ويتلقى كل أنواع الدعم والمساعدات، ومحمي من الإدانة في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، وبالتالي هو قادر على شن الاعتداءات، والقتل والتدمير وبتوحش.لكن هذا ليس كل الصورة، وعلينا النظر إليها من كل جوانبها وتفاصيلها، وخاصة من جاب العدو، حتى تكون واضحة، وهذه الصورة تقول:

كما يمتلك العدو عامل قوة.. نمتلك نحن بالمقابل عوامل قوة، وأهمها الجغرافيا، والأرض، والحق، والإرادة، والقدرة على الثبات، والكثير من عوامل القوة العسكرية والميدانية، وهذه العوامل، أقوى بأضعاف، من فائض القوة، التي لم يمتلكها العدو.** بالتأكيد نحن نتألم.. لكن العدو يتألم، أضعاف أضعاف ما نتألمه نحن..صحيح أنه بين الحين والآخر يضرب في دمشق، وبعض المناطق، ويضرب ويدمر في لبنان وغز.ة، لكن الصورة تقول أيضاً، أن كل مدنه ومستو.طنا.ته، وبدون استثناء، وخاصة تل أبيب وحيفا، التي تشكل قلب الكيان، باتت اليوم تحت مرمى صواريخ ا.لمقا.و.مة، وطائراتها المسيرة، التي دكت حتى مستو.طنة قيسارية، التي يوجد فيها بيت نتنياهو.** بالتأكيد نحن نعيش بعض الأزمات، لكننا نعيش حياتنا بشكل شبه طبيعي، ونذهب إلى مدارسنا وجامعاتنا، وحقولنا، ونتسوق، أما المجتمع الص.هيو.ني، فهو في حالة رعب، وقلق وتوتر وخوف، ويعيش في الملاجئ، أكثر مما يعيش خارجها، والحياة العامة شبه متوقفة، والسياحة صفر، ومطار بن غوريون يتوقف أكثر مما يعمل، والاقتصاد مشلول، والمستثمرون يهربون.** ا.لكيا.ن يعيش أزمات سياسية عميقة، وانقسام حاد في صفوف قياداته السياسية والعسكرية، والكل يتهم ويشك بالآخر، حتى أن نتنياهو، لم يجرؤ على السماح لوزير حر.به، بالسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.فلا يغركم ما يحاول ا.لعد.و ترويجه عن نفسه، فهذه المعركة أسقطت كل الأسس التي يقوم عليها كيانهم، وأصبح واقفاً على رجلين من خشب، ينخرهما السوس، ولن يطول الوقت حتى تقع وتنهار، وحتى لا يتوقع البعض أننا نتكلم بالأوهام ونعيش بالأحلام، سأوضح هذه الصورة.إسر.ا.ئيل قامت على ركنين أساسيين:الأول: اقتصاد قوي وحيوي، واستثمارات كبيرة، تؤمن الرفاهية للمستو.طن.ين. والثاني: أمن مطلق، وجيش قوي، يؤمن حياة الناس، وعمل مؤسسات الدولة والاقتصاد.السؤال الآن، ماذا بقي من هذين الركنين؟..الجواب لا شيء، لأنه تم زعزعتها وبكل قوة، وبشكل لا يمكن ترميمه وتعويضه مستقبلاً.أما العقيدة القتالية للكي.ا.ن الص.هيو.ني، التي أمنت قيامته وتفوقه على الجيوش العربية، وأمنت استمراره، فهي تقوم على ثلاثة أسس:الأول: خوض المعركة في أرض العد.و.الثاني: حسم المعارك بسرعة.الثالث: التحكم بساعة الصفر وساعة توقف القتال.والسؤال هنا أيضاً، ماذا بقي من هذه الأسس؟.والجواب أيضاً لا شيء، لأن ما حدث منذ معركة طو.فا.ن الأ.قص.ى، أسقطها وبكل قوة.اليوم بات أمام ا.لكيا.ن الص.هيو.ني أمل واحد فقط، يعمل عليه بكل قوة، وهو جر الولايات المتحدة الأمريكية، للانخراط المباشر بالمعركة، وقيادتها ضد محور ا.لمقا.و.مة، لكن معظم القادة السياسيين والعسكريين الأمريكيين يرفضون ذلك، لأنهم يدركون بأنها معر.كة غير مضمونة، وستنتهي بإخراجهن من كامل منطقة غرب آسيا، وخسارتهم لموقعها ومكانتها الجيوسياسية في العالم، وخسارتهم المؤكدة، لمواجهاتها السياسية والاقتصادية، مع الصين وروسيا. أنا أدرك أن هذا الكلام، لا يلغي كل الهواجس، وستبقى هناك أسئلة، وأنا أقول لمن يريد أن يطمئن أكثر، فليستمع ويقرأ ما يقوله الإعلام الإسر.ا.ئي.لي، والمحللين السياسيين والعسكريين الإسر.ا.ئي.ليين، فهم أكثر من يتحدث، عن عمق المأزق الوجودي، الذي تواجهه إ.سرائ.يل، وبأن الأفق أمامهم مسدود، والآمال حتى بالبقاء باتت شبه معدومة.فصبراً يا أهلنا..فإدارة المعارك والصراعات، لا تدار بالعواطف والتمنيات، وإنما بالعقول وبالأعصاب الباردة، وبظروف الميدان، وهنا نستطيع التأكيد، بأن غرفة عمليات المقاومة، تدير المعركة بكل حنكة وذكاء، وتحدد دور ومهمة كل طرف، من أطراف ا.لمقا.و.مة، وهي تراقب وتدرس وتحلل، وتتخذ القرارات وتنفذ.وهذه الحر.ب، هي حر.ب إرادات، وفيها عض على الأصابع والنواجذ، ومن يصرخ أولاً، سيدفع كل شيء، وفي هذا ليس لدينا أي شك، أو قلق، أو خوف، بأن عد.و.نا هو من سيصرخ، وسيملأ صراخه العالم…

والصبح قريب وإن غداً لناظره قريب..

أحمد رفعت يوسف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى