الأخبار العالميّة

ماذا استهدفتْ “إسرائيلُ” في القنصليّةِ الإيرانيّةِ؟!!..

-حين تتصرّفُ “إسرائيلُ” بهذهِ العنجهيّةِ واللامبالاةِ واللامسؤوليّةِ، في استهدافِها للقنصليّةِ الإيرانيٍّةِ في وسطِ العاصمةِ السوريّةِ دمشقِ، غير آبهةٍ بكلٍّ القوانينِ والمواثيقِ الدوليّةِ، استكمالاً لحربِها على غزّة، فهي بذلكَ تؤكّدُ أنّها تخوضُ معركةً هامّةً وعميقةً، وأنّها تشعرُ فعلاً بتهديدٍ وجوديٍّ حقيقيٍّ، دفعها كي تغامرَ بكلِّ ما تملكُ تاريخيّاً، سعياً إلى خلاصِهِا من هذا التهديد!!..

-تمتلكُ “إسرائيل” معلوماتٍ هامّةً جدّاً، تتلخّصُ في اثنتينِ أساسيتينِ:

      -الأولى: إنَّ "إسرائيلَ" تُدركُ تماماً، أنَّ المحورَ يعملُ على التجهيز لـ "معركةٍ كبرى"، ولو أنَّ المحورَ أتمَّ جاهزيّتهُ، فإنّ "إسرائيلَ" سيكونُ ووجودُها كلَّهُ مرهوناً بهذهِ "المعركةِ"!!..

      -الثانية: إنَّ "إسرائيل" تُدركُ تماماً، أنَّ المحورَ ليسَ جاهزاً الآن لهذهِ "المعركةِ"، لهذا فهي تعملُ في وقتٍ هامٍّ جدّاً بالنسبةِ لها، لتأخيرِ المحورِ من الوصولِ لجاهزيّتهِ المطلوبةِ!!..

-وفقَ هذهِ الصورةِ التي تعتقدُها “إسرائيلُ”، فإنّها تُدركُ أنّ المحورَ الآن تحكُمُهُ مسألتانِ:

      -الأولى: أنّ المحورَ ليسَ مشغولاً في هذهِ المرحلةِ بالانجرارِ إلى مبدأ "الضربةُ بضربةٍ"، وبالتالي لا بدَّ من جرّهِ إلى ذلك!!..

      -الثانيةُ: أنَّ المحورَ ليسَ مضطراً لخوضِ نصفِ معركةٍ، بل إنّهُ لا يريدُها، طالما أنّها لا تأتي بالنتائجِ التي يتطلعُ إليها، وبالتالي لا بدَّ من سحبِهِ إليها!!..

-إنَّ محاولاتِ “إسرائيل” تلك، في جرِّ المحورِ إلى معركةِ “الضربةُ بضربةٍ”، أو في سحبِهِ إلى نصفِ معركةٍ، إنّما هو إنجازٌ لحرفِهِ عن الاعدادِ لـ “معركتِهِ الكبرى”، طالما أنَّ سقفاً دوليّاً وإقليميّاً، يمكنُهُ أن يشكّلَ ضامناً، لعدمِ انجرارِ الصّراعِ إلى غير ما هو متوقّع له، هذا من جهةٍ!!..

-ومن جهةٍ أخرى، فإنَّ هناكَ محاولاتٍ “إسرائيليّةٍ” مسعورةً، لجرِّ المحورِ وأطرافِهِ، إلى معاركَ جانبيّةٍ محدودةٍ، تتساوى فيها إيرانُ، أو أيٌّ من أطرافِ المحورِ، مع “إسرائيل”، في فعلٍ عسكريٍّ يوازي ما تفعلُهُ “إسرائيلُ” في غزّة، أو لجهةِ الذهابِ معها إلى سيناريو اغتيالاتٍ مفتوحةٍ، على غرارِ ما فعلتْهُ في القنصليّةِ الإيرانيّةِ في العاصمةِ السوريّةِ، يخلّصُ “إسرائيلُ” من ورطتِها في مذبحةِ غزّة!!..

-هذا سعيٌ “إسرائيليٌّ” عميقٌ جدّاً، تعوّلُ عليهِ “إسرائيلُ” كثيراً، وتشتغلُ عليهِ أجهزةُ استخباراتٍ، تابعةٌ لأنظمةٍ وحكوماتٍ إقليميّةٍ ودوليّةٍ، فيُوظَّفُ من أجلِهِ البعضُ، وهم كثيرون، للتأثيرِ على المحورِ وأطرافِهِ، ويقعُ فريستَهُ بعضٌ آخر، نتيجةَ المعرفةِ الناقصةِ بجوهرِ الصّراعِ الذي يحصلُ في هذهِ اللحظاتِ!!..

-لهذا وعليهِ، فإنَّ الأهدافَ الرئيسيّةَ للمحورِ وقواهُ واضحةٌ تماماً، وإنَّ أيَّ ابتعادٍ أو انشغالٍ عنها، سوفَ تكونُ “إسرائيلُ” قد نجحتْ نجاحاً كبيراً، في تعطيلِ الاعدادِ لهذهِ “المعركةِ”، وسوفَ تكونُ “إسرائيلُ” قد نجتْ من أيِّ عقابٍ لها، على ما فعلتْهُ في غزّة، وعلى ما فعلتْهُ من استباحتِها لكلِّ المواثيقِ والقوانينِ الدوليّة!!..

ملاحظةٌ هامّةٌ جدّاً:
هذا لا يُلغي أنَّ المحورَ، وتحديداً إيران، يمكنُ أن تمارسَ فعلاً أمنيّاً أو عسكريّاً، هو في صُلبِ الاعدادِ لـ “المعركةِ الكبرى”، لكنَّ هذا الفعل يمكنُ أن يقدّمَ بطريقةٍ أخرى، خدمةً لعناوينَ تكتيكيّةٍ، تتعلّقُ بمعنى الردِّ على العدوانِ، تماماً مثلما فعلتْ إيرانُ، في ردّها على اغتيالِ “قاسم سليمانيّ”، فهي قدّمتْ استهدافَها لقاعدةِ “عينِ الأسد”، باعتبارِهِ ردّاً على الاغتيال، في حين أنّهُ استهدافٌ مدروسٌ، جاءَ لخدمةٍ التركيزِ على طردِ الاحتلالِ الأمريكيِّ من المنطقة!!..

خالد_العبّود..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى