ألكسندر دوغين: شهد العصر الحديث والرأسمالية والتحضر بداية تفكك الأسرة
تأخذ الليبرالية المعاصرة والشيوعية الأرثوذكسية إنكار الأسرة إلى أقصى حدود المنطق. بالنسبة لليبرالي، الأسرة هي عقد؛ و للشيوعي، إنها من بقايا النظام البرجوازي. يؤكد هيجل/ Hegel أن المجتمع المدني ذاته، حيث يكون الجميع لأنفسهم، هو المؤسسة التي تدمر الأسرة. و يرى في هذه اللحظة الجدلية في تطور التاريخ، والتي يجب التغلب عليها من خلال الانتقال من المجتمع المدني إلى الدولة، والتي وحدها يمكن أن تنقذ الأسرة وتحمي هياكلها من الفردانية السامة.فيرنر سومبارت/Werner Sombart؛ عالم الاجتماع الألماني؛ أشار إلى أن الظروف الحضرية البرجوازية والتصنيع أوجدا الأساس لتفكك الأسرة منذ البداية. كما اعتقد أن محرك الرأسمالية والليبرالية في أوروبا الحضرية الحديثة كان المؤسسة الشبه المعترف بها لعشيقات المدينة. بالنسبة للفلاح العادي في الريف، كان من الصعب دعم شخص ما إلى جانب الأسرة. لقد ساهمت الزيادة في الموارد الفردية ونمط الحياة الحضرية للبرجوازية في ظهور مؤسسة العشيقات الطفيلية. و وفقا لسومبارت، فقد كانت عاملا مهما في رسملة المجتمع الأوروبي وتحديثه، والمطالبة الضافية بمص الدماء، مما سهل التقدم التقني والابتكارات و ريادة الأعمال، لكنه دمر الأخلاق.في هذا السياق، و لكي تعيد روسيا الاتصال بجذورها، رغما أن التقدم في مرحلة تنموية جديدة، يستلزم الشروع في نقل واسع النطاق من المدن الكبرى إلى المناطق الريفية وتنفيذ برنامج حكومي لإعادة هيكلة ترتيبات المعيشة في القرى والضواحي والمستوطنات الصغيرة. يمكن أن تكون صرخة الحشد ” لنعد إلى الريف!” مع التأكيد على أنه إذا كان الفلاحون يمثلون الأساس التاريخي لبنية أسرية قوية ومستقرة (بالنظر إلى تحديات الحياة الريفية)، فمن الضروري أن نفهم أن إحياء هذه القيم العائلية التقليدية أمر مستحيل دون تنشيط أنماط الحياة الريفية و الفلاحية أيضا.لذلك، يجب أن تكون هياكل البناء منخفضة الارتفاع وتنتشر أفقيا. فعيوب هياكل، قرص العسل الشاهقة أضحت واضحة خلال الصقيع الشديد للعام الجديد. على روسيا أن تهدف إلى توسيع مستوطناتها أفقيا وليس رأسيا. و في المدن الكبرى، لا سيما العواصم، يجب ألا يتجاوز عدد السكان المليون. وينبغي تشجيع الفائض من السكان على العودة إلى المناطق الريفية.هذا ما يجب أن يكون عليه عام الأسرة؛ تقوية أيديولوجية الدولة والعودة إلى الأرض.قد تسأل: ماذا عن الصناعة والتكنولوجيا؟أولا، من منزل المرء المتصل بالإنترنت يمكن إجراء البرمجة والاكتشافات. فالهواء النقي والأسرة المحبة يفضيان إلى التفكير.ثانيا، و كما هو الحال في الشمال؛ يمكن للمرء أن يعمل في المدن على أساس التناوب. تصل مجموعة من المهندسين وتعيش في ظروف مروعة للمدينة ، ثم تعود إلى الأرض.يعلم الجميع أن بِرديائف / Berdyaev تحدث عن “العصور الوسطى الجديدة” ‘New Middle Ages’. لكن القليل منهم يفهم روعة ما قام بطرحه .