بقلم الهذيلي منصر :
المطلوب عربيّا للفترة القادمة جرأة قيّاسيّة على التّفكير.درس غزّة معقّد وبليغ. اذا عاد تفكيرنا الى ما ألفناه عقودا تكون كارثة. لن تتأخّر ردّات الفعل النفسيّة والإجتماعية والشعبيّة وهي ردّات فعل ستجمع هذه المرّة بين الإنكسار والإنتصار. هناك عربيّا وعلى نطاق واسع غضب لما نشهد واحساس بالذّنب أنّنا لم نفزع لغزّة التي تكالب عليها الجميع. أكثر من هذا، يسأل عرب كثيرون اليوم: أعجزنا وقدر اليمنيّون؟ اذا في السّياسة واصلنا عراك علمانيّة واسلام ومشاريع تطبيع وبحث عن توافقات مع الغربيين نقتُل السّياسة. اذا في الفكر رضينا أن نبقى ببّغوات نمجّد حداثة وحضارة بمقاييس غربيين حسبهم كثيرون أمناء على انسانية وقيم كونيّة، اذا كان من هذا قتلنا الفكر أيضا. هناك طوفان قادم الى الجميع هو من أثر طوفان فلسطين وليتحمّل كلّ مسؤوليته. من أنا لاقول هذا ولأنذر ولأحذّر؟ أنا لا شيء. فقط أصف بكلّ موضوعيّة ما نسير نحوه ونصير اليه. هناك طاقة ضخمة أفرزها مشهد غزّة وهو مشهد لحظي، مباشر، يمتدّ لشهور فعل في الجميع وان اختلفت مُستويات الفعل والتّأثير. اذا لم نوفّر لهذه الطّاقة قنوات تصرّفها ايجابيّا طغت ودمّرت وأحرقت. المزاج العام مزاج حروب تحرير. فجأة سقط وهم الإستقلال الذي عشنا عليه وبه منذ قرن أو أقلّ قليلا ولقد تفنّن الغربيون، والقصد الممسكين غربا بالمقاليد، الذين كانوا محتلّين في اسقاط الوهم وقد رعوه وهم يغادون أرضنا الى عقولنا ونفوسنا وخيالنا وأحلامنا. الذين فعل الوهم فيهم عميقا يجرفهم تيّار لا قبل لهم به. من يعتقد أنّ ما مررنا به هذه الأسابيع الأخيرة سحابة عابرة تمرّ اذا صمت السّلاح لا يُدركون أنّ ما مررنا به حفر عميقا جدّا في النّفوس.