كيف وُلِدَت فِكرَة إنشاء كيان صهيوني على أرض فلسطين
د . إسماعيل النجار
(الجزء الثاني بعد المُقَدُمَة)
القصه بدأت منتصف القرن السابع عشر ميلادي عندما أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية سفيراً لها قُبَيل الثورة الفرنسية الى باريس تحديداً في الفترة بين عام 1779_1785 وكانَ عضواً نشطاً في محفل “الأخوات التسع” الماسوني الذي أُسِسَ في باريس عام 1776 ميلادي على يَد عالم الفلك الفرنسي الماسوني “جوزف دي لالاند”مواليد(1733_1807)وهو المحفل الذي كانَ متبنياً فعلياً ثقافة العلوم والأدب والفلسفة والفنون في فرنسا وكان رأس الحربة في تصديرها الى الخارج،
كانت أوروپا تتطلَّع دائماً نحو الشرق الأوسط بعد إفريقيا حيث كانت الدولة العثمانية تفردُ جناحيها على كامل من المنطقة من فلسطين وصولاً الى إسبانيا،
وكانت تدور نقاشات واسعه في أوروبا حول سيطرة المسلمين على مناطق غنيه بالثروات الطبيعيه والمروج والصحاري والمياه في أهم نقطه أستراتيجية تفصل بين القارات الثلاث وتمسكُ في البحار الكبرىَ،
بعد تطور النقاشات واقامة دراسات متعددة حول كيفية السيطرة على الجغرافيا ومقدراتها تبلورَت فكرة عند البريطانيين والفرنسيين تقضي بجلاء اليهود من أوروپا ودفعهم للهجرة نحو فلسطين بعدما أشاعوا بينهم أخبار كثيرة تبشرهم بالعيش الرغيد على أرض الميعاد من أجل التأسيس لدولة صهيونية تكون أداة الإستعمار الغربي الأوروبي بعد جلاء المستعمر التركي عن البلاد كما كانوا يخططون،
بالفعل بدأت الهجرة الفعلية للصهاينة عام 1850م، ثم أسسوا الصندوق اليهودي الإستعماري عام 1902م، وبعد فترة تم تغيير إسم الصندوق إلى بنك “لوميا” الذي أصبَح فيما بعد أكبر بنك مصرفي في الكيان الصهيوني الغاصب،
كل ذلك كانَ يسير جنباً إلى جنب مع دور جمعية الإستعمار اليهودي التي أسِسَت في 11سبتمبر 1891 هذه الجمعية التي أمنت الغطاء والتسهيلات الضخمة للهجرة اليهودية وللصندوق اليهودي الإستعماري، مدعومين من الحركة الصهيونية الناشطة في أوروبا والتي بدأت جذور نشاطها في ثمانينات القرن السادس عشر وكانت نشطة ولها دور كبير في دوائر “الكالڨينية” المسيحية الكُبرَىَ آنذاك وأطلقوا على أنفسهم إسم حركة (الإصلاحيون)،
عام 1907 عُقِدَ في بريطانيا مؤتمر دولي سُمِّيَ “ب”مؤتمر “كامبل بنرمان” ، هو مؤتمر انعقد في لندن عام 1905 واستمرت جلساته حتى 1907، بدعوة سرية من حزب المحافظين البريطانيين يهدف إلى إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول أمد ممكن. وقدم فكرة المشروع لحزب الأحرار البريطاني الحاكم في ذلك الوقت، وضم كُلٍ من الدول الاستعمارية بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، وإيطاليا.
وفي نهاية المؤتمر خرجَ المجتمعون بوثيقة سرية سموها «وثيقة كامبل» نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بانرمان. وهو أخطر مؤتمر حصل لتدمير الأمة العربية خاصة (الإسلامية عامة) وكان هدفه إسقاط النهضة العربية الاسلامية فيها وعدم السماح باستقرار المنطقة ونشر الجهل والحريمة والعداوات بين مكونات المجتمعات العربية والاسلامية كافة،
يُتبَع غداً،،،
بيروت في..20/1/2024