مقالات

“2024” .. عام حرب حتى مع لبنان !

ماجدة الحاج

عنوانٌ تصدّر صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية امس الأربعاء، موضحةَ انّ “قيادة الجيش الإسرائيلي أبلغت المستوى السياسي بأنّ الحرب ستستمرّ طيلة العام 2024 ” ووضعت لبنان في ثنايا خطتها لهذا العام. وفيما تحدّثت وسائل اعلام عبرية عن “مرحلة من القتال الشديد ستستمرّ حتى نهاية شهر كانون الثاني القادم “على ان يتمّ تقويض حركة حماس طيلة العام الجديد”، حذّر جنرالات سابقون في الكيان “بضرورة فرملة العملية العسكرية على غزّة سريعا والبحث عن مخرج من حرب الاستنزاف الطويلة في شوارع وأزقّة غزة،وسط تحذيرات اجهزة استخبارات حليفة من مرحلة اشدّ خطورة اعدّتها كتائب القسّام وحلفاؤها في الجبهات المساندة وصولا الى اليمن، حيث تجهزّ الحوثيّون-وفقا لتقديرات استخباريّة غربيّة، لضربة “من العيار الثقيل” قد تكون خارج الحسابات “الاسرائيلية”!”هي الضّربات اليمنيّة القاسية بمعيّة هجمات حزب الله في الشمال التي تربك وباتت تهدّد “اسرائيل” الغارقة بالأصل في حربها الضّروس في غزة، التي دفعت اسرائيل الى اغتيال القيادي في الحرس الثوري الايراني رضي الموسوي في سورية”- وفق اشارة صحيفة هآرتس العبرية، والتي اعتبرها وزير خارجية الكيان “رسالة الى نصرالله”-بحسب تعبيره، مضيفا ” ليفهم انه التالي اذا لم ينفّذ فورا القرار 1701 ويُبعد حزب الله عن شمال الليطاني”!. ” رسالةٌ” مرّرها ايدي كوهين على وقع تهديدات “اسرائيلية” عالية النّبرة ضدّ لبنان، وتهويل شبه يومي بعزم شنّ هذه الحرب وتحويل بيروت الى غزّة ثانية.. وهو السيناريو الذي تتوجّس منه الادارة الاميركية ربطا بإدراكها انه سيُشعل المنطقة وسيجرّها نتنياهو للإنزلاق اليها.. هذا في وقت عبرت تسريبات “اميركية” الى تل ابيب، تفيد بأنّ إزاحة نتنياهو عن السلطة باتت ضرورة اميركية وغربيّة!نتنياهو- الذي بات يتلمّس خيوط “امر ما” يُطبخ ضدّه في الاروقة الاميركية بعد تصريحات الرئيس بايدن الأخيرة وجملة الإنتقادات التي وجّهها اليه، وخصوصا بعد “تقصُّد” تسريب معلومات عبر احدى كبريات الصحف الأميركية حيال مصيره والترويج الى انّ “ايام نتنياهو باتت معدودة”.. يعتزم “تقاسُم” الهزيمة في غزة مع بايدن، والإيحاء عندها بأنّ الّلوم يقع على الاخير بفعل ضغوطه بضرورة تحديد سقف زمني لإنجاز اهداف العملية العسكرية، وانه كان على شفا انتصار كبير لكنّ بايدن منعه من ذلك.في المقابل، يجهد الأخير لإلصاق الهزيمة بنتنياهو شخصيا- رغم انّ بايدن وفريق ادارته قادوا هذه المعركة منذ البداية وبشكل مباشر سياسيا وعسكريا، ويدرك (بايدن) انّ مصلحة نتنياهو الشخصية هي في اطالة امد الحرب،وتوسيعها وتوريط الولايات المتحدة، بل وسمع من بعض كبار المستشارين العسكريين الاميركيين الذين رسموا خطط العملية العسكرية في غزة، جنوحا عارما لدى نتنياهو صوب شنّ ضربة استباقية ضدّ حزب الله في لبنان” مهما كانت نتائج الحرب مع حماس في غزة..هذا قبل ان تكشف صحيفة ” وول ستريت جورنال” الاميركية، الاسبوع الماضي، انّ “اسرائيل” كانت على وشك تسديد ضربتها ضدّ لبنان،” وانّ الطائرات الحربيّة “الاسرائيلية” كانت في الجوّ بانتظار الاوامر عندما سارع بايدن للإتصال بنتنياهو في 11 اوكتوبر الماضي طالبا منه التراجع”، واوضحت “انّ الولايات المتحدة تلقّت اوّل اشارة الى خطّة “اسرائيل” بتوجيه الضربة الاستباقية صباح ذاك التاريخ حوالي الساعة السادسة والنصف صباحا في واشنطن، عندما ابلغ المسؤولون “الاسرائيليون” البيت الابيض على وجه السرعة، انّ حزب الله يخطّط لشنّ هجوم ويستعد مقاتلوه لعبور الحدود،الا انّ الرّد الاميركي كان”انّ المعلومات الاستخبارية الاميركية، لا تتوافق مع “الاسرائيلية” وهي غير موثوقة”- وفق اشارة الصحيفة.وفيما بدت لافتة زيارات الموفدين الفرنسيين الى بيروت في غمرة الحرب على غزة، وآخرهم وزيرة الخارجية- والتي حذّرت بحسب معلومات صحافية مواكبة المسؤولين اللبنانيين، خصوصا رئيس مجلس النواب نبيه برّي، “انّ زيارتها الى بيروت هي بمثابة “التّنبيه الأخير”، وإبلاغ “من يهمه الأمر” انّ “اسرائيل اعطت مهلة حتى مطلع العام 2024 كي يردّ على مطلب انسحاب حزب الله الى شمال الليطاني “لأنّ بعد هذا التاريخ سيكون لها كلام آخر”.. اجمعت مصادر لبنانية على تزامن تحذيرات الوزيرة الفرنسية مع اخرى صدرت على ألسن دبلوماسيين وسفراء غربيين معتمدين في لبنان اوصلوا بدورهم الى مسؤوليه “وجوب اخذ لبنان تلك التحذيرات على درجة عالية من الجدّية!وفي حين ذكرت صحيفة “ذا هيل” الاميركية، انّ الرئيس بايدن استطاع كبح جماح “اسرائيل” من توجيه ضربة استباقية ضدّ حزب الله كان مخطّطا لها، لمنحها القدرة على شنّ عمليتها العسكرية في غزة، “لكنّ مرحلة التعامل مع الحزب ستصبح في متناول اليد في اوائل عام 2024” –بحسب تعبيرها. بل ابعد من ذلك، تحدّثت صحيفة “التايمز”-نقلا عن ضابط “اسرائيلي” وصفته ب “البارز”، “انّ نتنياهو وحكومته الحربية وضعوا خططا بشأن اطلاق قوة برّية لغزو في جنوب لبنان”!ليبدو واضحا بعد ما ذُكر اعلاه، انّ حملة “تهويل” مبرمجة لصالح “اسرائيل” تُقاد ضدّ لبنان من الخارج والداخل على السواء.. في المقابل ثمّة من يسأل:” هل كل هذه التهديدات من باب “التهويل” ام انّ هناك تحضير ل”عمل اسرائيلي ما ضدّ لبنان”؟ هل يفعلها نتنياهو ويبادر الى “الخطوة الاولى” باتجاه الحرب مع حزب الله؟ هل يتخطى نتنياهو وفريقه الحربيّ “البطاقة الحمراء” الاميركية ويفاجىء الجميع بضربة استباقية ضدّ لبنان؟ وهل يستطيع الذهاب الى مواجهة كبرى مع “عدوّ شرس” كحزب الله دون الدعم الاميركي المباشر”؟بالطبع لن يكون حزبُ الله المبادر الى “الخطوة الاولى” وهو الذي جهد منذ البداية الى حصر عملياته العسكرية على الحدود فقط لئلّا تقع مسؤولية حرب اقليمية على عاتقه، والحزب يدرك جيدا النوايا” الإسرائيلية” لاستدراجه كي يكون المبادر اليها ولن يفعل، وهو الذي آثر اعتماد استراتيجية “الضربة بالضربة والمدني بالمدني”.. وفي الوقت الذي يقرّر نتنياهو القفز فوق كل الخطوط الحمر وشنّ حرب ضدّ لبنان..فعندها لن يلوم الحزب اي احد في العالم طالما انه في وضعية الدفاع عن بلده وشعبه.. وعندها، سيكون له.. كلام آخر. واما وانّ نتنياهو يسعى جاهدا لتوريط الاميركي في مواجهة مباشرة مع حزب الله، يبدي محللون وخبراء عسكريون الخشية من ايّ استهداف “خطير” لأي من السفن او البوارج الاميركية في المنطقة، او النّيل من هدف اميركي ما “بفعل اسرائيلي متعمَّد” لاتهام حزب الله وانجرار الاميركي ساعتئذ للرد وذهاب المنطقة الى ما يُحمّد عقباه.وعليه، تبقى كل الاحتمالات مفتوحة وسط معطيات تشي بسخونة قصوى مرتقبة على كل الجبهات. والمرجّح ان تُظهر كتائب “القسّام” قريبا احدى اكبر مفاجآتها في الميدان، فيما جهّز حزبُ الله مفاجآته ايضا فيما لو فُرضت الحرب على لبنان- وفق ما توقّعته شخصيّة امنية لبنانية رجّحت ايضا ان يكون الكلام الفصل في الرسائل النارية التي سيطلقها الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله “الى من يهمّه الامر” في خطابه المرتقب بالثالث من شهر كانون الثاني القادم، وضرورة تركيز الانظار في المدى القريب، مرّة اخرى صوب البحر الأحمر!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى