مقالات

من يشرع الشذوذ الجنسي ولماذا؟؟

بيروت؛ ١٤-٨-٢٠٢٣

ميخائيل عوض

مسألة الشذوذ الجنسي الى اشكاليات علاقة الرجل بالمرأة والانسان بالإنسان رجلا مع رجل وانثى مع انثى والانسان بالخالق وبالدين وبالسعادة والعقائد، والاسرة ووحدانية العلاقات الجنسية او تعددها ونظام الامومة او الابوة… مسائل وقضايا وظاهرات رافقت البشرية منذ التكوين والخلق، ولم تجد لها ضوابط نهائية وعامة او حلول شافية وافية تشمل البشرية برمتها وصوغها على نمط وقيم ثابته وموحدة.وربما ترافقها الى الساعة دون ان تجد لها حلول متكاملة ونهائية.فالشذوذ الجنسي بحسب المؤرخين والمشتغلين بالأنثروبولوجيا، وعلوم الاجتماع ظاهرة عتيقة وقد تتعدى البشر الى الحيوانات والمخلوقات الاخرى بحسب زعم مناصريها ومروجيها. ظاهرات اما انتجتها الطبيعة والمجتمعات  والطفرات الجينية او هي من غايات الخالق الذي له في خلقه شؤن. الا ان ظاهرة الشذوذ الجنسي بقيت على مدى العصور مدانة وحالات شاذة ومحدودة تمارس في العتمة وبعيدا عن العامة والاشهار، ربما لتأكيد القاعدة فالبشر يخلقون ذكرا وانثى، منحوا حق التزاوج والولادة  لتحقيق غاية الخلق بالتكاثر واستمرار البشر في هذا الكون الهائل التنوع والاتساع…منذ نشأة الحياة، وعبر ازمنه تطور البشر، لم يقبل الشواذ ولا طبع على اشكاله ولم يعترف به ولا تم تشريعه. فالاستثناء لا يغلب القاعدة مهما كانت الامور.في العقود الاخيرة بدأت حملات منظمة ومكلفة ومشغولة عن سبق تصور وتصميم لتشريع الشذوذ الجنسي واعتباره حق شخصي يستوجب الاعتراف والحماية القانونية. وبلغت الحملات مرحلة تشريع زواج المثلين في المؤسسات الدينية والمدنية، بل وتجري عملية اشهار ومفاخرة بالأفعال الشاذة ويعقد زواج المثليين العلني بحفلات مبهرة ومكلفة في قصور الرؤساء ورؤساء الحكومات ومنتديات النخبة والقمم العالمية والاقليمية، ما اثار ويثير الريبة ويطرح أسئلة كثيرة بينها الجوهري وما يمس بقيم الحياة وطبائعها ومبتغى الخالق في خلقه وشؤونه.. فاذا كان مفهوما قبول الاستثناء  والتعايش مع الشذوذ كحالات موجودة في الواقع المعاش وان كانت محدودة جدا واقلية لا تذكر، ولم تهتدي البشرية الى سبيل لإنهائها ومعالجة رحيمه للمبتلين بها برغم رفضها وجزرها ومحاصرتها والنهي الديني والعقلي والدنيوي عنها، ورفضها الاجتماعي والقيمي.ومن المفارقات اللافتة ان العلم وعلوم البيولوجيا والوراثة لم تعرها الاهمية المستحقة ولم يجري البحث المدقق عن اسبابها وبيئاتها. وهل هي من اصول الخلق ام طفرة؟ وهل تنتمي الى الخريطة الجينية للبشر ام عادات مكتسبة من بيئات خاصة وبعينها.استغربنا عدم اشتغال العلوم بهذه الظاهرة الشاذة وغير اللائقة والمتعارضة مع الطبيعة البشرية والخلق، لان العلم حقق فتوحات وثورات واختراقات مذهلة في علم الجينات والجينوم والخريطة الجينية للبشر والحيوانات وبات قادرا على تحديد الجينات المسؤولة عن كثير من الامراض بما فيها النفسية فهل يعقل انه عجز عن تحديد الجينات المسببة للشذوذ؟؟ ما يرسم اشارات استفهام وربما يكشف بعض من اسرار الحملات الجارية لتشريع وتعميم الشذوذ الجنسي.فالعلم ومراكزه ومختبراته وجامعاته وتمويله ايضا محتكر بيد الحفنة التي تستهدف حياة البشر وانماط عيشهم وقيمهم وعقائدهم واديانهم ومعتقداتهم واليات تفكيرهم وتصوراتهم الذهنية في سياق مشروع الاقلية المتحكمة  لتصفية وابادة سبعة مليارات من البشر وتحقيق هدفها بالمليار الذهبي الجاري تنفيذ خططه لتخفيض عدد البشر واقتصارهم على من يستحقون بحسب عرف تلك القلة المجرمة.وما يرجح ان الشذوذ الجنسي ظاهرة اجتماعية ومنتج تفاعلي بين البشر والطبيعة وليست في اصل التكوين والخلق.في التجربة والواقع المعاش توطن الشذوذ الجنسي في اقوام وبيئات ومناطق غالبا ما توصف بانها متخلفة ونائية لم تبلغها الحضارة ومنتجاتها، ومفقرة ومتزمتة في علاقاتها الاجتماعية وتضطهد المرأة وتحرم العلاقات الجنسية الطبيعية وتعتدي على الحق الطبيعي للبشر وتتدخل في شؤن الخالق ومبتغاه، وتحرم الاتصال والتواصل بين الجنسين ما يخلق بيئات ويشجع على تلبية الحاجات الجنسية الطبيعية بالعلاقة بين ابناء الجنس الواحد فتسود العلاقات الجنسية مع  الغلمان والتحرش بالأطفال ولم تنجو المؤسسات الدينية من فضائح التحرش وممارسة الرذيلة.الا ان اللافت وغير المفهوم ان العقود الاخيرة تجري عملية منظمة ومقصودة لإشاعة حرية الشذوذ وتمكين واعلاء شان ومكانة العلاقات الشاذة في المجتمعات والبيئات والدول المتقدمة صناعيا واقتصاديا والتي تشرع الحق بالعلاقات الجنسية دون قيود الزواج وتعترف بالأولاد من العلاقات العابرة وغير المشرعة دينيا وخاصة في المجتمعات التي توصف بانها مجتمعات ما بعد الصناعة وما بعد الحداثة والرقي. وكذا في مجتمعات الاغنياء وبيئاتهم وبيوتاتهم واصبح الشذوذ امرا عاديا بل مجال تباهي ومفاخرة وكأنها فرادة وميزات.هكذا تحولت بيئات توليد واحتضان وتكريم الشذوذ من بيئات الندرة والتخلف والانغلاق الى بيئات الوفرة والعصرية، وفي مجتمعات البطر والاستهلاك الفاجر وفي الدول والعائلات الحاكمة والتي نهبت اموال وجهود البشرية وركزتها بين يدي ال١%.

وهؤلاء يجيزون لأنفسهم ممارسة كل الموبيقات ما داموا قد نهبوا الامم والشعوب وابادوا مئات الملايين لتامين ملذاتهم وممارسة شذوذهم وعصبياتهم العدوانية والفاجرة.بيئتان مولدتان وحاضنتان لظواهر الشذوذ الجنسي، على طرفي نقيض، وتفصل بينهما وهدة اجتماعية وحضارية واسعة جدا، ما قد يوفر عناصر تساعد في فهم الظاهرة وتفسيرها ومعرفة دوافع ومصالح الساعين لتطبيعها وسيادتها كنمط حياة مشروعة ومحبذة للبشر…غدا؛ ما السبيل لفهم الظاهرة وسبر اغوارها تمهيدا لمحاصرتها او عزلها للحد من مخاطرها؟…/

يتبع 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى