معادلة المقاومة أدخلت لبنان نادي الدول النفطية
د . محمد هزيمة
بعد مخاض عسير ومسار طويل صاحبه الكثير من الشك والتضليل دخل لبنان رسميا نادي الدول المنتجة للنفط رغم أزمته السياسية إنقسام داخلي فراغ بموقع رئاسة الجمهورية عجز عن تشكيل حكومة ومجلس نيابي مكبل بخارطة لا تعطي قدرة لأي فريق ليكون مقرراكل هذا كان بظل أزمة اقتصادية حادة وانهيار مالي متعمد لم يسجل فيه للحكومة اي خطوة إصلاحية توقف التدهور الحاصل وانهيار النقد الوطني بعد أن فقدت الليرة اللبنانية ما يزيد عن ٩٨ بالماية من قيمتها السوقية غرق لبنان شعبا ومؤسسات بأزمة صنفت الأصعب منذ اكثر من قرن حسب مؤسسات مالية دولية تعمل الإدارة الأميركية على استغلالها وتجييرها بمشروعها عبر صندوق النقد الدولي بفرض شروطه “المالية” السياسية الاستعمارية للإمساك بقرار لبنان والأطباق عليه من بوابة الاقتصاد بعدما عجزت الحروب العسكرية والاجتياحات من فرض شروطها رغم تواطئ داخلي كبير ومصالح سياسية لمجموعات حزبية شريكة بالتأمر على لبنان منخرطة بالمشروع الاستعماري الذي سقط في وطن – شعب جيش مقاومة – حلقة تلوى أخرى يحاول أن يعود للساحة اللبنانية بوجه جديد بعد أن ضربت المقاومة آخر مسمار في نعشه بتوقيع مسيراتها فرضت أمرا واقعا على الإدارة الأميركية والصهيونية الزمها الاعتراف بالحدود الرسمية اللبنانية دون توقيع اتفاق وبهذا امنت المقاومة حماية المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر وما بعدها حسب قانون البحار الدولي الصادر حديثا ضمن معادلة استراتيجية تضمن توازن الرعب على الجهتين بمواجهة العدو الإسرائيلي واطماعه وتكريس معادلة “قوة لبنان في مقاومته” بعد أن كان لعقود قوة لبنان في ضعفة كاسرة الحصار الامريكي على صدى اصوات نشاذ داخلي تذر الرماد بالعيون للتعمية على إنجاز تحقق بقوة المقاومة وحكمة قادتها فقد بدأت عملية الحفر رسميا على الرقعة رقم “٩” في منطقة واعدة اقتصاديا بحسب المسوحات الصوتية والضوئية والدراسات الجيولوجية لحقل عبارة عن مجموعة مكامن جوفية أطلق عليها اسم “قانا” تخليدا لشهداء قانا الابرار وتذكيرا بالطبيعة العدوانية للكيان المؤقت الجاسم على أرض فلسطين ويرتدي جرائم يومية بحق اطفالها لا يردعه إلا المقاومة التي أثبت جدواها بكل الساحات ونقلت لبنان من حالة الضعف إلى مسار القوة ليلتحق بالدول النفطية مستقلا يملك قراره السياسي والاقتصادي متحررا بعد ان رهنته السلطات المتعاقبة في الجمهورية الثانية مشروع الاستسلام وما قبلها دولة الامتيازات وريثة الانتداب للدول الكبرى وطن فاقدا منعته وقراره متخليا عن دوره “كوطن ذات سيادة – مستقل” بعد ان اغرق بالديون وسياسة المصرف والاقتصاد الريعي يعتاش على المساعدات مستوعب للنازحين واللاجئبن ينفذ تعليمات القوى الغربية ويرعى مصالحها ومصالح أدواتها من أنظمة الرجعية في مشايخ ودائع الاستعمار حكم القبائل حيث تبدد ثروات الشعوب في منتجعات الغرب وتحتجز ثراوتهم بسيف العقوبات الأمريكية المسلط وسياسة العربدة التي تمارس على شعوب العالم خصوصا شعوب في العالم الثالث وتحديدا المنطقة العربية تحديدا وهذا لن يكون في لبنان القوى بمقاومته وليس لبنان الضعيف المتسول على عواصم القرار ليكون لبنان القرار الممانع لمشاريع البنك الدولي وشروطه في التوطين دمج النازحين التطبيع مع العدو وتسليم قرار النفط للشركات الخارجية والتنازل عن السيادة لسلطة حكم أداة يحكمها الغرب بالواسطة أو خلافة تعود للقرون الوسطى وهذا حتما لن يكون في لبنان الوطن القوى بمقاومته .