باتت وبدون مقدمات دول جزر المحيط الهادئ( المنسية) لعقود من الزمن نقطة تنافس وصراع ساخنة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين جمهورية الصين الشعبية كقوتين عظميين عالميا .
في أيلول من العام الماضي استضافت العاصمة الامريكية واشنطن قمة موسعةمع قادة دول الباسيفيك صدر عنها وثيقة استراتيجية للشراكة والتعاون بين الجانبين .حيث تعهد الجانب الأمريكي باستثمار حوالي مليار دولار في هذه الجزر في تطوير البنية التحتيةوالتعليم والتغير المناخي .قمة جاءت ردا على سياسة الصين ولكبح الاندفاعة الصينية نحو هذه الجزر بعد محاولات الصين توقيع معاهدة أمنية مع عشر دول من دول الباسيفيك ليكون لها موطئ قدم في هذه المنطقة.
المنافسة بين القوتين العظميين على جزر المحيط الهادئ هي في أساسها منافسة جيو سياسية اكثر منها منافسة اقتصادية باعتبار معظم هذه الجزر لاتملك ثروات وموارد استراتيجية كالنفط والغاز واليورانيوم .علما بأن دول الباسيفيك تواجه تحديات وجودية تتمثل في التغيرات المناخية وارتفاع منسوب مياه المحيطات والبحار مما يهدد كثير من هذه الجزر بالغرق .مما جعل امكانية مد جسور التعاون بينها وبين كلا القوتين العظميين حاجة وضرورة وجودية .
في جدة بالمملكة العربية السعودية عقد في 11.6.2023 اجتماع بين الدول العربية مجتمعة مع دول الباسيفيك بحضور ومشاركة سورية فاعلة .ناقش المجتمعون برئاسة وزير الخارجية السعودي مجالات التعاون والشراكة بين الدول العربية ومجموعة دول الباسيفيك في مجالات التنمية والاستثمار ومواجهة التحديات المتمثلة بالتغير المناخي العالمي الذي بات يهدد بشكل مباشر دول كثيرة منها جزر المحيط الهادئ.
وهنا لابد من طرح مجموعة من الاسئلة
- هل بدأ المشروع القومي العربي الموحد يتبلور تدريجيا كمشروع مستقل عن الهيمنة والتابعية للقوى العظمى ؟؟!
أم أن اجتماع الجامعة العربية مع دول الباسيفيك جاء على خلفية الصراع المحتدم بين القوتين العظميين في ساحات العالم كلها من منطقتنا العربية الى آسيا الوسطى وبحر الصين وافريقيا من البوابة السودانية الى دول الباسيفيك؟؟
وهل بيان قمة اجتماع جدة الذي حدد شكل ومجالات التعاون بين الدول العربية ودول جزر المحيط الهادئ يخدم المصلحة العربية العليا والمشروع العربي المستقل ؟ام يخدم المشروع الامريكي أم المشروع الصيني؟
برهان شعبان
