هيئة الأمم المتحدة فقدت معناها وسيتم إلغاؤها
أعلنت الحكومة السودانية ممثل الأمم المتحدة فولكر بيرتس شخصا غير مرغوب فيه.
#عكس_الاتجاه_نيوز _ #مقالات :
ألكسندر نازاروف
قامت بذلك خلال السنوات القليلة الماضية كل من الصومال وبوركينا فاسو واليمن وحتى ياسر عرفات قام بذلك عام 2004. هناك ما يدعو لرصد اكتساب هذا الإجراء شعبية في السنوات الأخيرة.
هناك تبديل في العصور التاريخية، تغيير في تكوين القوة والسلطة في العالم، ما يعني أن المنظمات التي عززت النظام العالمي القديم، وإضفاء الطابع الرسمي عليه يجب أن تتحول إلى تاريخ.
كان الهدف الرئيسي من هيئة الأمم المتحدة هو ضمان السلام. وبناء على ذلك، كانت إحدى الوظائف الرئيسية للمنظمة تنسيق مصالح القوى النووية، والتي يمكن أن تؤدي الحرب بينها إلى تدمير البشرية جمعاء.
عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، قررت واشنطن أن بإمكانها أن تفعل أي شيء، لتنهي بذلك التنسيق الحقيقي للمصالح والإجراءات في إطار مجلس الأمن، وبالتالي حرمان الأمم المتحدة من وجودها.
وتمكنت الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة تابعيها وبالضغط على الدول الصغيرة من الحصول على السيطرة الكاملة على جهاز الأمم المتحدة والمنظمات المدرجة في نظامها، مثل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وهو ما يسمح لواشنطن بتجاهل الوثائق القانونية وممارسة التعسف والاختباء وراء راية الأمم المتحدة. ويكفي أن نتذكر كيف رفضت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تزويد روسيا بالأدلة في إطار الاتهامات التي أطلقها الغرب (بما في ذلك من خلال هذه المنظمة) في قضية سم نوفيتشوك. أو رفض واشنطن المتكرر والمنتظم إصدار تأشيرات لأعضاء الوفد الروسي لدى الأمم المتحدة.
وقد أثار تحول الأمم المتحدة إلى أداة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، بطبيعة الحال، مقاومة العديد من دول العالم، والتي تتجلى في إجراءات مثل تلك التي اتخذتها الحكومة السودانية.
ومع ذلك، فالوضع الحالي للأمور آخذ في الانتهاء. وأعتقد أنه عندما تنتقل المواجهة بين الغرب وروسيا والصين من صيغتها الهجينة إلى الصدام العسكري المفتوح، فإن الأمم المتحدة “ستنتقل أخيرا إلى الرفيق الأعلى”، على الأقل من حيث وظائفها، حتى ولو استمرت رسميا في الوجود.
ربما حتى يلجأ الغرب إلى استبعاد روسيا من الأمم المتحدة، مكررا ما حدث من استبعاد الاتحاد السوفيتي من عصبة الأمم في عام 1939.
إلا أن ذلك من المرجح أن يؤدي إلى تسريع إلغاء الأمم المتحدة أكثر من العكس. ووفقا للقوانين البيروقراطية، لا يمكن أن تسيطر قوة الهيمنة الجديدة على منظمة كانت خاضعة بشدة لسيطرة قوة الهيمنة القديمة، وبدلا من ذلك، سيتم استبدالها بهيكل لآخر. على الرغم من أن المنظمة الجديدة ربما تستنسخ اسم المنظمة القديمة.
إننا نشهد التوسع السريع في دول “البريكس” ومنظمة شنغهاي للتعاون وغيرها من المنظمات الأخرى التي لا نجد فيها تمثيلا لـ “الغرب الجماعي”. وتلك هي نبتة العالم الجديد، وعلى أساس هذه المنظمات، سيتم إنشاء هيكل دولي يؤدي الوظائف التي كانت يوما أساس وجود الأمم المتحدة.
لا تزال وزارة الخارجية الروسية متمسكة بالأمم المتحدة المعطلة، لأن امتلاك مقعد في مجلس الأمن للأمم المتحدة الحالية هو بالتأكيد امتياز كبير. لكن، من المستحيل العودة إلى الماضي، فقد تحول مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى وهم لا يقرر شيئا.
يجب قبول الحقائق الجديدة، بما في ذلك أن حقيقة أن دور روسيا في العالم المستقبلي سيتحدد من خلال أعمالها النشطة، بما في ذلك تفكيك الأمم المتحدة كنظام يساعد الولايات المتحدة الأمريكية على ممارسة هيمنتها.
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف
رابط قناة “تليغرام” الخاصة بالكاتب
#عكس_الاتجاه_نيوز
#الحقيقة_الكاملة
#معاً_نصنع_إعلاماً_جديداً