هذا العام يجب أن يكون عام المعالجات وليسَ عام المكافئآت ومَن وقَفَ مع الحق لا يستحق شُكر وثناء هذا هوَ واجب الجميع
كَتَبَ إسماعيل النجار
شعب لبنان ألممسوك من رقبَتِهِ لم يَعُد يستطيع أن يحتمل ضغوطاً إقتصادية ونفسية أكثر مِمَّا هوَ فيه اليوم، وعلى مَن تَبَقَّىَ من أشراف في موقع المسؤولية والقادرين على التغيِّر أن يقوموا بواجبهم الإنساني والأخلاقي والقانوني إتجاه شعبهم الذي يعيش أسوَء الظروف المعيشيه،
أكثر من خمسة ملايين لبناني يعيشون على بساط الأرز منهم مَن يتلَحَف السعادة والعز والمال وكأن الأزمة لم تَمُر على أيٍ منهُم بتاتاً،
ومنهم مَن يعيشون تحت خط الفقر والعَوَز يئِنُّون تحت وطأة العَوَز والجوع بِلا ناصرٍ ولا مُعين،
حتى اليوم لَم يتغيَّر أي شيء في سياسة المسؤولين الداخلية للبلاد، وهُم لَم يهتموا لألآم الناس ومعاناتهم، والسبب واضح وضوح الشمس، الشعب مُمَذهَب ومنقسِم وممسوك بإحكام ومُخَدَّر، وقياداتهم تعرف دائهُم ودوائهُم وقادرون على تسييرهم كيفما أرادوا وبالتوقيت الذي يرونهُ مناسباً،
في الإنتخابات البرلمانية الماضية إستشرسَ الشيعه لكي لا يتم خرقهم ولو بنائب واحد لكي لا يكون العصا بيد فريق ١٤ أذار، بينما استمات المسيحيون لكي يجمعوا أكبر قدر ممكن من مرشحيهم داخل كُتلِهِم النيابيه خوفاً من تراكم العدد في الطرف المقابل،
والدروز كانوا في بعض المناطق كراشيا وحاصبيا وبيروت تحت رحمة أصوات الطوائف الأخرى، في ظل تفتت وتَشَتُت سُنِّي لا سابقة له،
حَلُمَ اللبنانيون بالتغيِّر ففازَ تحت هذا العنوان 15 مرشح فقط على مستوىَ لبنان، وبعد إعلان الفوز فوجِئَ اللبنانيين أن هؤلاء يشبهون مَن حَلُّوا مكانهم وأن بعضاً منهم بدأَ بعرض خدماته على السفارات!،
أيُّ أمَل نحنُ نعيش عليه وأيَّ منتوج بشري الذي حصَدَهُ لبنان من جيل الحرب وخصوصاََ أنهُم يَدَّعون بأنهم مثقفون! أيَّ مثقفين هؤلاء الذين لا يفقهون معنى عَيش الذُل تحت رحمة الإحتلال ويزدرون المقاومة، ولا يفقهون معنى السيادة عندما يعرضون خدماتهم على سفارات الإستعمار، ولا يفقهون معنى الحرية وهُم أسرَىَ الدولار وريال أبو منشار،
الرئيس عون الذي لَم يَزُر سوريا طيلة فترَة حُكمِهِ حَطها واطية كتير كرمال جبران باسيل، وليُبقي شعرة معاوية بين تيارِه وبين حزب الله، استنجَدَ بالأسد الذي أشار إليه بأن حارة حريك أقرب إليه من دمشق،
وجنبلاط الذي يحاول إعادة الوزن الثقيل لكتلتهِ النيابية لا زالَ موقفهُ غامضاً يتحَرَّىَ عن حقيقة المواقف السياسية لواشنطن والسعودية،
بينما المماطلة تأخذ مداها الطويل في إنتخاب الرئيس، فيُهيِّئ البعض الطريق أمام قائد الجيش جوزف عون ليكون الحَل الوسط فيُرضي أمريكا ويصفع التيار ويبيع فرنجية ويُحرِج المقاومة،
الأوروپيون على ما يبدوا أنهم مع سياسة المماطلة التي تصُب في صالح قائد الجيش،
حزب القوات (اللبنانية) يسير بنفس التكتيك مع القُوَىَ الكُبرَىَ ومعه حِزبَي الكتائب والأحرار،
فإذا كان واضحاً تماماً مَن تاجرَ بإسم ميشال معَوَّض لعدة أسابيع، والفريق نفسه جعلَ من إسم جهاد أزعور قنبلة لتفجير إسم سليمان فرنجية،
فَمَن الذي يريد أن يلوي ذراع المقاومة من الأصدقاء غير الأعداء؟! وماذا عن حلفاء المقاومة الذين بلعوا ألسنتهُم ولم ينطقوا ببنت شَفة وكأنَّ الطير فوق رأسهم قد حآم،
كُل ما يجري من تخطيط وكل ما يُرسَم في لبنان من سيناريوهات هوَ من صلب توجيهات واشنطن لأصحاب القرار ويهدف إلى إضعاف المقاومة داخل لبنان تمهيداً لضربها وإذابتها، وقيادتها تدرك وتَعي ما يدور حولها، فلا أزعور هوَ الحَل للأزمة بَل هو الجزء الثاني المكلف بإستكمال المخطط الأميركي، ولا فرنجية رح يشيل الزير من البير وهو جزء من المنظومة السابقه وعهده سيكون شبيه بعهد ميشال عون، وانتخاب قائد الجيش هو تكرار لخطأ إنتخاب ميشال سليمان، لذلك الحل بإنتخابات نيابية مبكرة على أساس النسبيه ولبنان دائرة إنتخابية واحدة،
وإلَّا فليتحضَّر اللبنانيين للإنتقال إلى الجزء الثاني من الأزمات لعقد من الزَمَن، لأن مَن يديرون الأزمة هم صانعوها فالقاتل لا يصلُح ان يكون قاضي الجريمة.
بيروت في….
8/6/2023