أسرار عن واجه حزب الله في 25 أيار 2000 وهل سينتقم منا النظام العالمي وحقيقة نصرك هز الدني …
عكس الاتّجاه نيوز _ #أخبار_عالميّة
بقلم ناجي أمهز
هناك أشياء لا تدركها شعوب العالم الثالث.
ولكن لو سالت جنرال أمريكي أو حتى اينشاتين نفسه عن تحرير 25 أيار عام 2000، صدقني سيكون من السهل عليه أن يشرح لك النظرية النسبية والزمكان، وآلية عمل الثقوب السوداء، بالمقابل سيعجز عن شرح آلية وأسباب هذا الانتصار.
أنا أعرف أنك الآن تستجمع بعقلك الكثير من الأفكار والمبررات التي تجعلك تقنع نفسك أنك تعرف كيف تم هذا التحرير والانتصار، لكن صدقني كل الفرضيات التي تمر الآن في ذهنك، أو التي سمعتها على مر عقدين ونيف من الزمن، لا تقارب الحقيقة، بل لو أحضرت لك الآن لعبة الإلكترونية تحاكي سير المعارك بين المقاومة والعدو الإسرائيلي منذ لحظة انطلاقها حتى عام 2000، صدقني لن تعرف أن تنتصر فيها ولا أن تربط الأمور ببعضها.
دعني أوضح الصورة أكثر، لأنني مهتم بإيصال الفكرة، ليس من أجل هذه الأجيال لكن من أجل التاريخ في المستقبل…
كثير يعلمون أن الصدفة جعلتني أعيش مع النخبة الفكرية، ولو أخبرتك كيف يفكر بعض هؤلاء أو يحللون الأمور، ستدرك حينها أن مكيافيلي ليس إلا طفلا صغيرا يلعب في حديقتهم الخلفية، وابن العاص قادم من مجاهل التاريخ.
فالشخص من هؤلاء أثناء حديثه معك يكون سبقك اقله بثلاث خطوات، بعبارة بسيطة هو يعرف ماذا يدور في خلدك وماذا تريد وإلى أين ستصل وما ستتحدث به، من أول كلمة تنطقها أمامه …
لذلك عليك أن تعرف، أنه مهما قدم لك من حلول وخيارات هي تقودك إلى حيث يريد، إن لم يكن بالخطوة الأولى سيكون في الثانية أو حتى في الثالثة، هذه الفئة عندما تريد الوصول إلى هدف ما، فإنها قادرة أن تغير اتجاه دوران الكرة الأرضية لتحقق هدفها.
وهذه العقول، ليست طبيعية مثل عقولنا، وخاصة أن هذه الفئة تتناول أثمن وأندر المتممات الغذائية والفيتامينات والمأكولات لتغذية عقولها، وتقوم بطقوس معينة، لتصفية ذهنها.
هذه العقول لو فكرت بك سلبيا فإنها قادرة أن تحطمك حتى دون أن تلمسك.
أنا أعرف أنك الآن مستغرب مما أكتبه، وتقول في نفسك ما دخل التحرير في هذا الكلام.
لتفهم هذه المقدمة يا صديقي، عليك قراءة الكتب التي تتحدث عن قدرات العقل، حينها ستبدأ تنظر وكأنك ولدت من جديد، ولن تستغرب بعدها أن سمعت أن أن وجبة طعام بحرية أو حضور سيمفونية كلاسيكية يعادل راتب شهر من العمل.
كل هذه المقدمة لأخبرك أن كل ما تحدثت عنه من قدرات عقلية عند الذين أعرفهم، لا يعادل واحدا على ألف من القدرات العقلية التي تسيطر على الكرة الأرضية، فالذين يسيطرون على القرار العالمي، من شدة ذكائهم ودهائهم ينظر إليهم أنهم فضائيون، أو حتى أنهم شياطين او زواحف متحولة ومتطورة.
وهذه الفئة العالمية من شدة دهائها، قررت أن تبيد شعبا باكمله وتحذف تاريخه الذي عمره أكثر من خمسة الإف سنة، وأن تقتلع الإسلام ومعالمه، وأن تغير التاريخ المسيحي، وفوق كل هذا الركام تبني هيكل سليمان.
هل فهمت ماذا يجري حولك، أم أعيد، وأكرر.
نعم عندما تفهم كل هذه الحقائق، ستضرب كفا بكف وتصفر وتصفن، وتقول كيف استطاع أهلنا المقاومين أبناء الفلاحين والعمال أن يواجهوا أقوى قوة عرفتها البشرية منذ أن وجد آدم على الأرض، هذه القوة التي غزت الفضاء، وعدلت الموروث الجيني وعبثت في الطبيعة وبأعمار البشر.
نعم أنها الحقيقة، اسرائيل ليست فقط 5 ملايين مستوطن، إسرائيل هي ثلاثة مليارات مستوطن فالذين يدعمون إسرائيل ويدافعون عن إسرائيل ويتبرعون لإسرائيل، هم دول تمتد من أمريكا مرورا في اوروبا حتى فلسطين المحتلة.
إسرائيل ليست ميزانيتها بضعة مليارات من الدولارات، بل كل ما تجنيه البشرية من أموال بالدولار هي بخدمة إسرائيل.
إسرائيل لا تمتلك ألف طائرة حربية إسرائيل تمتلك كل الطائرات الحربية المتواجدة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وحلف الأطلسي، إسرائيل تمتلك كل مصانع الأسلحة.
ثم تسال كيف استطاع أبناؤنا في المقاومة، التغلب على فئة تمتلك القدرة أن تجعل السماء تمطر، والأرض تزلزل، وان تحدث تسونامي يغرق دولا بأكملها.
كيف نجحت البندقية بأن تتغلب على الطائرات الحربية والبوارج العسكرية والأقمار الاصطناعية، وكيف هزمت قنبلة يدوية من يمتلك القنبلة النووية.
وتسال وتسال ولن تنتهي الأسئلة، بالمقابل لن تجد جوابا واحدا.
يا صديقي عندما تسمع مقولة العين التي قاومت المخرز، ستقول بل إنها العين التي قاومت الرصاصة، والصاروخ، بل حتى الانفجار النووي.
لذلك يا صديقي هذا الانتصار مكلف كثير، بل الحفاظ عليه أشد تكلفة من تحقيقه.
يا صديقي، هل تعتقد أن هذه القوة العالمية التي هزمت على أعتاب جنوب لبنان، ستغفر للشيعة هذا النصر، هل ستنسى أننا مرغنا أنفها بالتراب، ودمرنا أحلامها وحطمنا هيكلها.
حتما كلا يا صديقي، بل هذه الفئة العالمية تتحين الفرصة لتنتقم من الشيعة أشد انتقاما، وربما تصبح ماساتنا في العصر الحديث كمأساة الإمام الحسين قبل 1400 سنة.
حقيقة عندما أقرأ مقولة “كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء” والتي كتبت قبل 7 قرون، أقول إن قائلها لم يقلها في قصيدة شعر بل قالها في لحظة تجل، وكأنه يتنبأ عن المستقبل، وأنه سيأتي يوم وتصبح فيه كل بقعة يتواجد فيها الشيعة كربلاء وكل يوم عاشوراء.
يا صديقي أنا عندما انتقد بعضا أخطأنا الإعلامية والسياسية، لا أنتقدها من باب إبراز الذات، أو فقط للانتقاد، لكنني أنتقدها لأنني أعرف أن كل خطأ يقربنا من السقوط، وكل عبث بالسياسية يوسع دائرة الحفرة التي تحفر لنا.
ولا تقل لي يا صديقي إن كل العالم العربي هكذا إعلامه وهكذا سياسية، فنحن معركتنا ليست مع العالم العربي، بل مع الفئة التي تتحكم بمصير ثمانية مليارات إنسان، وما نحن إلا مليون بشري مقابل هذه الأرقام الفلكية.
يا صديقي بعد هذا المقال ستؤمن بان نصر 25 أيار هو معجزة إلهية أو سميها هدية من الكون والطبيعة للمستضعفين في هذه الأرض.
وكل شخص تسمعه يحدثك بالاستراتيجية، ستنظر إليه وتبتسم ابتسامة عريضة مليئة بالسخرية، وبحال سألته اذا كنت تمتلك كل هذه الاستراتيجيات لماذا سقط الاتحاد السوفياتي 1990 وهزمت الدول العربية مجتمعة 1967، وستجده يصطدم بالجدار.
يا صديقي حصل أهلنا على هذا النصر لشدة طيبتهم ومظلوميتهم.
وبحال تغيرت هذه الطيبة تتغير الكثير من الأمور.
يا صديقي مطلوب من كل نخبوي أن يقوم بواجبه، بالدفاع عن هذا النصر بطريقتنا، وحتى أن رفضت أفكارنا لغرابتها، لكنها هي التي تواجه أفكار النخبة العالمية الذين لا يشبهون بيئتنا.
واجبنا ان ندافع عن انفسنا وعوائلنا واولادنا وارضنا ومستقبلنا.
يا صديقي عندما تتامل كل تلك الوجوه في 25 ايار، تدرك ان كل حر ملزم بالدفاع عن هذه الملامح والدموع القبضات المنتصرة.
يا صديقي يوما ما سيذكروننا الكثيرين، ويرددون بهمس، انه حقيقة ما نفع أن أخبر الشيعي عن الشيعة باللغة الشيعية، المهم أن أخبر الآخر عن الشيعة باللغة التي هو يفهمها أو بالشيفرة التي يتعامل بها.
حقيقة نصرك هز الدني.
#عكس_الاتّجاه_نيوز
#الحقيقة_الكاملة
#معاً_نصنع_إعلاماً_جديداً