مقالات

أين نجحت أمريكا حتى تنجح في غزة؟

يثير المسؤولون الأمريكيون والاسرائيليون في هذه الأيام رؤيتهم لمستقبل قطاع غزة ما بعد الحرب، وهي فرضية قائمة على إزاحة حماس من الساحة السياسية وتجريدها من قدراتها العسكرية وهو ما يعتبره مراقبون ومختصون بالشأن السياسي ضربا من المحال.

وتفترض إسرائيل والولايات المتحدة أن الحرب على قطاع غزة ستؤدي إلى إنهاء قدرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على حكم قطاع غزة، لكن كلاهما لا يملكان إجابة محددة على ما سيحدث في القطاع إذا ما تحقق ذلك.

ماذا يقول الأمريكيون؟

وبعد الجولة المكوكية التي أجراها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في المنطقة، وبحثه مع رئيس السلطة الفلسطينية ومسؤولين عرب، طرح رؤية بلاده لمستقبل قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية.

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ردا على سؤال صحفي في العراق الأحد، بشأن اليوم التالي للحرب: “نحن وهم نركز كثيرا على المرحلة التالية. وأعتقد أنه يجب أن تكون وجهات النظر والأصوات والتطلعات الفلسطينية في قلب المرحلة التالية وفي قلب مستقبل غزة والضفة الغربية، وهذا ما ركزنا عليه” في إشارة الى اجتماعه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله الأحد.

وتعليقا على ذلك قال بلال الشوبكي رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل إن الحديث عن حكم غزة فيما بعد الحرب مبني على فرضية غير موجودة ولا متوقعة، وهي أن الحرب وضعت أوزارها وانتصرت إسرائيل.

وقال الشوبكي بأنه في حال الأخذ بالفرضية الأميركية القائمة على هزيمة حماس والمقاومة، فإن الجميع يعلم أن تسلم الحكم في غزة بعد الحرب بمثابة انتحار سياسي، معتبرا أن السلطة ارتكبت خطأ بالقبول بمثل هذه اللقاءات حيث يرى فيها عملية استدراج أميركية لتقديمها أمام العالم على أنها جزء من المشهد وتتحمل المسؤولية معهم عما يجري في قطاع غزة.

شريكة في العدوان

بدوره، أشار حسن خريشة نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني إلى أن السيناريوهات التي يتم الحديث عنها تدور حول تشكيل نظام سياسي جديد في قطاع غزة سيكون مرتبطا بقوات الاحتلال وإدارات دولية أو عربية، معتبرا ذلك حديثا سابقا لأوانه لأن المعركة لم تنته بعد، حيث لا يزال الفلسطينيون صامدين.

ووافق خريشة الشوبكي في أن لقاء عباس بلينكن في هذا الظرف كان يجب ألا يكون، على اعتبار أن أي عودة إلى غزة على أشلاء الفلسطينيين ودمائهم لن تكون إلا على ظهر دبابة أميركية أو إسرائيلية و”لا يوجد فلسطيني حرّ يقبل أن يعود بهذه الطريقة المطروحة”.

– ماذا تقول إسرائيل؟

وكانت إسرائيل حددت ثلاثة أهداف للحرب، التي دخلت شهرها الثاني، وهي إنهاء حكم حماس لقطاع غزة والقضاء على القدرات العسكرية لحماس في غزة وإعادة الأسرى الاسرائيليين الموجودين لدى حماس.

لكن أوساطا إعلامية وسياسية أكدت أن هناك “شكوكا ظهرت حول مدى التقدم الفعلي الذي تم تحقيقه من خلال العملية في غزة، وما إذا كانت إسرائيل تتحرك بالسرعة الكافية للقضاء على تهديد حماس”. مؤكدة أن أي إطاحة بحماس أصبحت هدفا مجردا سيحتاج إلى سنوات لتحقيقه.

لكنه ورغم الإعلان المتواصل من جانب إسرائيل عن نجاح العملية، فإنها لم يتم تحقيق الهدفين الأساسيين، وهما تحرير الأسرى الذين يزيد عددهم عن مائتي شخص ووقف إطلاق الصواريخ من غزة نحو المدن الإسرائيلية.

ماذا تقول “حماس”؟

أما حركة المقاومة الإسلامية “حماس” فقد أكدت أن إدارة قطاع غزة شأن فلسطيني خاص مؤكدة عدم نجاح أي قوة على الأرض في تغيير الواقع أو فرض إرادتها.

وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في بيان على منصة “تلغرام”، الأربعاء، أن “إدارة غزة أو جزء من أرضنا هو شأن فلسطيني خاص بشعبنا ولن تنجح أي قوة على الأرض في تغيير الواقع أو فرض إرادتها”.

وأضاف القانوع وهو يرد على تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أن “حديث كيربي عن وضع غزة ما بعد حماس ضرب من الخيال وشعبنا يلتحم مع المقاومة وهو من يقرر مصيره بنفسه”.

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي قد أعلن مساء الثلاثاء، أن “حركة حماس لا يمكن أن تكون جزء من المستقبل في قطاع غزة والمشاورات جارية بشأن شكل الحكم هناك”.

أما عضو المكتب السياسي لحماس غازي حمد فقد قال إن حديث الولايات المتحدة عن عدم وجود مكان للحركة في مستقبل قطاع غزة، يعكس فشلها في تحقيق أي إنجاز على الأرض، وقناعتها بأن حماس أصبحت قوة سياسية وعسكرية تتحكم في مجريات الأحداث.

وأضاف حمد في تصريح صحفي أن الولايات المتحدة وإسرائيل تحاولان إعادة ترتيب الأوضاع في غزة بينما لم تحققا أي إنجاز على الأرض سوى قتل المدنيين وتدمير المستشفيات والمنشآت المدنية.

وأكد حمد أن ترتيب الأوضاع في غزة “هو شأن فلسطيني محض وحماس ستكون جزء منه رغما عنهم؛ لأنها جزء من النسيج الوطني الذي يقف اليوم كله مع المقاومة وحق إنشاء الدولة ورفض الاحتلال”.

وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع اجتثاث المقاومة لأنها فكرة مستقرة لدى جميع الفلسطينيين، وأن جميع المشاريع المطروحة لن تمرّ، مؤكدا أن مستقبل قطاع غزة لا بد أن يكون بحجم الإنجاز الذي تحقق في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

انتهى

المصدر
الكاتب:Sabokrohh

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى